العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ

التخلف لا يُعالَج بتخلف آخر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من الأمور المؤسفة جداً أن المواقف السياسية أصبحت تبنى على منطق طائفي بحت، وهناك الآن الأحداث المتتالية في المنطقة، ولاسيما ما يجري في سورية، يتم تجييرها لإشعال حرب طائفية في الشرق الأوسط. الكثير من المراقبين يرون بأن معاهدة سايكس - بيكو التي تشكلت على أساسها حدود الكثير من دول الشرق الأوسط قبل مئة عام قد انتهت صلاحياتها، وأن المخاض الحالي سيعيد تشكيل الجغرافية السياسية على أسس مختلفة.

إن التاريخ لا يعيد نفسه بالضرورة في بقاع مختلفة من العالم عبر أزمنة مختلفة، ولكن عبر التاريخ مفيدة... فهناك من يتحدث عن أوروبا وكيف عانت من الحروب الطائفية على مدى عقود امتدت طويلاً حتى العام 1648، وعندما تعبت أوروبا من الحروب الطائفية الطاحنة أوقفت تلك الفتن ووقّعت معاهدة ويستفاليا في 1648، وهي المعاهدة التي أسست الدول القومية الأوروبية، وهي الاتفاقية التي تمكن الأوروبيون من خلالها تجاوز الخلافات الطائفية داخل الدين المسيحي. لقد بدأ عصر الإصلاح في العالم المسيحي الأوروبي من خلال إطفاء الحروب الطائفية، واعتماد «وحدة القوم» داخل حدود كل دولة كمصدر للشرعية (بدلاً من فتاوى القساوسة عبر الحدود).

والبعض يقارن الوضع حالياً ببلداننا التي تعيش تخلفاً حضارياً يُقدَّر بنحو أربعة إلى خمسة قرون مقارنة مع أوروبا، ويقول إن علينا أن نمر بهذه الحرب الطاحنة التي قد تستمر طويلاً قبل أن تنشأ دول طبيعية متوازنة مع نفسها وجوارها ثم نوقع على معاهدة شبيهة بمعاهدة ويستفاليا الأوروبية. غير أن هذه النظرة القاتمة ليست حتمية؛ فنحن نعيش أيضاً في عصر مختلف، ولدينا العامل الدولي (مجتمع دولي سياسي حكومي وغير حكومي، وعولمة اقتصادية)، كما أن لدينا عالماً منفتحاً على بعضه البعض بفضل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وهذه لم تكن متوافرة فيما سبق.

الهزات التي تمر بها المنطقة هي نتاج فشل الدول الحالية في تحقيق التنمية، وفشلها في تحقيق السلم الأهلي والسلم الإقليمي، وفشلها في ضمان حقوق المواطنين... وعليه لا يمكن لمن يمارس السياسة من خلال الأحقاد والتفريق والتمزيق أن يكون بديلاً ناجحاً لما نمر به؛ لأن التخلف لا يُعالَج بتخلف آخر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 7:45 ص

      ؟

      انا .. او الارض المحروقة هكذا منطقهم

    • زائر 26 | 4:54 ص

      عبر الحدود

      (بدلاً من فتاوى القساوسة عبر الحدود). يقابلها (فتاوى رجال الدين "سنةو شيعه عبر الحدود) في مجتمعاتنا

    • زائر 20 | 3:32 ص

      حكم الله وقضى الله.. مالكم كيف تحكمون

      يعلم الجميع علما لكن لا يعرف يقين أو لا أن الله حق حرم القتال، لكن اليهود حللوا ما حرم الله. اليس كذلك بالعبري أو بالعربي الانجليزي؟ اليس من الأفضل ترك السلاح والاقتتال والفتن عاد سميتوها طائفيه أوخرافيه من زود الخرف السياسي الذي شغلوا الناس بالسياسه ونسوهم ما أمروا به أن يوصل ويفسدون في الأرض. يعني من وين ظهر الفساد في البر والبحر؟ مو الناس وماتكسب. واحد ردم البحر وقتل السمك والذين كانت عندهم إحضور راحت عليهم. وآخر نهبوا إزراعته عفوا حولت ملكيتها بس مو بالطيب بالقوه. يعني كيف يحكمون؟

    • زائر 17 | 3:07 ص

      سلاح الفتنة واقتتال الشعوب من اجل البقاء على الكراسي

      لا يهم ان تقتتل الشعوب وتفنى الآلاف منها من اجل بقاء كرسي لحاكم او منصب لرئيس.
      يقتل الآلاف وتدمّر البلاد والعباد من اجل ان لا تحصل الشعوب على بعض حقوقها
      هو منطق الفراعنة التي تستعبد البشر ولا تريد لاحد الخروج من ربقة حكمها

    • زائر 16 | 3:04 ص

      المال ذل بينما العلم يعز ويجل لكونه من الجليل

      يس من الأسرار لكن يقال من التجار فجا.ر فقد ازدهرت التجاره بسبب اليهود وزيادة الرفاهيه والاعلان عنها والتستر على العلم وطلب العلم. قال إطلبوا العلم لكن بدل العلم يطلون المال ويعدون ويحصون ويجنون ذلك من الحروب وخلق فتن وزعزعت الاستقرار مثل ما أعلنوا عنها الفوضى الخلاقه. ويش بتخلق ها الفوضى إذا كان الخالق موجود حي قيوم فماذا سيخلق الذين لا يعلمون؟ تجاره وشطاره .. وشاطر شاطر والشيــــطان شــاطر.. وتجاره بشر وتجاره عالميه حره. يعني يسير العالم ببوصله تجاريه من مخلفات بت بت بنت أبو لهب وأبو سفيان..

    • زائر 28 زائر 16 | 7:01 ص

      شكرًا

      اشكرك لأنك تبدأ تعليقك بليس من الاسرار لأني على طول اطوفه. واصل

    • زائر 14 | 2:50 ص

      لماذا لانبدء

      لنفصل المشاكل الداخليه عن مايجري دوليا واقليميا. الموضوع خطير جدا وبحاجه للعقلاء من الطائفتين الكريمتين قبل لانندم جميعا. يجب ان نفيق ويجب ان نرى بعينين وليس بعين واحده ويجب النصح وتحكيم العقل. في النهايه لن يستفيد احد ولن يسأل عنا احد. الذي يعتقد بانه سوف يفوز فهو مخطئ. من نعتقد بانه سوف تنصره دوله وتقف معه فهو مخطى. يجب بان نفيق وندرك مايدور حولنا. يجب ان نكون صادقين مع انفسنا لكي يحترمنا الاخرون وتتبادل الثقه بين الطائفتين.

    • زائر 13 | 1:03 ص

      تتمة لما فوق

      استغل البعض ما يسمى " الربيع العربى " و حاول أن يصنع نسخة كربونية منها و يطبقها على البحرين . لا أحد ينكر أننا نعانى من الكثير من المشاكل شأننا كشأن البلدان الاخرى كالبطالة و الاسكان و على راسها محدودية الادوات البرلمانية و ذلك نتيجة لحداثة تجربتنا مقارنة مع دول سبقتنا بمراحل كثيرة .
      سببت احداث 2011 شرخا طائفيا و انقساما مذهبيا يصعب ان يجسر خصوصا ان حمقى الوسائل الاجتماية كونوا قواعد جماهيرية تنفخ فى الرماد و كلما خبت زادوها اشتعالا باصدار البيانات و النشرات الثورية المحرضة على النظام

    • زائر 11 | 12:51 ص

      مادام السلفيون منتشرون في العالم العربي والإسلامي فلا سلام ولا استقرار ولا امن

      مادام السلفيون منتشرون في العالم العربي والإسلامي فلا سلام ولا استقرار ولا امن لأنهم يهود خبير وهدفهم الوحيد تنفيذ احندات الصهاينة والغربيين

    • زائر 9 | 12:38 ص

      هذا واقع البحرين

      تعالج انتهاك حقوق الانسان بانتهاك حقوق الانسان

    • زائر 7 | 11:18 م

      الإسلام السياسي

      من الواضح بان من يلعب على التمزيق والطائفية هما طرفان لا ثالث لهما الأنظمة الفاشلة في الدول العربية والإسلامية والإسلام السياسي وهذا ما تستغله الدول الكبري والمثل البحريني يقول من سوى نفسه بسوس لعبت به الدجاج فالعلة الحقيقية تكمن هنا . وإذا لم يفصل الدين عن الدولة فلن تقوم قائمة لهذه الأمة.

    • زائر 8 زائر 7 | 12:26 ص

      أتفق معك كلياً

      فصل الدين عن السياسة وإلغاء الأحزاب التي تقوم على أساس ديني طائفي، ضرورة للحاق بركب الحضارة

    • زائر 6 | 10:42 م

      و من

      الذي جعل الأمور طائفية يا دكتور؟ أليست إيران؟

    • زائر 5 | 10:33 م

      لا يمكن لمن يمارس السياسة من خلال الأحقاد والتفريق والتمزيق أن يكون بديلاً ناجحاً لما نمر به

      خلاصة ممتازة للمقال ولكن هؤلاء يرون أنهم البديل الأبدي ولذا تراهم يتصرفون وفق مقولة أنا ومن بعدي الطوفان!!

    • زائر 4 | 10:32 م

      الصطفاف والتكتلات حسب المفهوم

      فأما ان يحكمنا دين يحمل حُمالَه انقسامات طائفيه مميته وحقيره معلقه على كتف الدين , احرق به شعوب بالزيت والنار مثل افغانستان بأسم الدين ؟؟ المشكله هاؤلاء جزء من مجتمع مسلم . وإما ان تحكمنا الوطنيه فمفهوما مختلف من شخص لآخر , فأناس يعتقدون ان الوطنيه تتمثل في انسان بقائه بقاء الوطنيه , والبعض يعتبر الوطن وسيع يسع الداخل والخارج عدا فئه من الناس, دون الوطنيه ؟؟ والبعض يعتبر الوطن هو ذلك الراتب ليس المهم كيف يأتي !

    • زائر 1 | 9:51 م

      من يثير الفتن هو من يعمل قتلا في البشر باسم الدين

      مدارس كانت في بلادها تعلم المسلمين لتكون مسلما حقا موحدا لابد ان تكره غير المسلم و تتبرأ منه و لو اجريت احصائية بلمسلمين الذين تنطبق عبيهم شروط الصارمة ربما لا يزيدون عن سكان مدينة في العالم وهذه المدارس بقضل البترول انتشرت في العالم و انتشرت الكراهية الذي يجسد بالنحر فيما بعد

اقرأ ايضاً