العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ

وزارة العدل وبسيوني

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قال وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد المفتاح في 9 يونيو/ حزيران 2013 إن «خطة الوزارة الاستراتيجية لإعمار وتشييد دور العبادة في مختلف مناطق البحرين تأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أجل تعزيز المسيرة التنموية وخدمة المجتمع عبر تلبية احتياجات جميع المناطق من دور العبادة وفق المخطط العام، وفي إطار متابعة توصيات لجنة تقصي الحقائق بشأن تسوية أوضاع المواقع المخالفة التي كانت تستخدم كمساجد».

جاء ذلك التصريح الرسمي خلال «بهجة» الوزارة بإعادة بناء مسجدين هدمتهما من قبل في فترة السلامة الوطنية مخالفةً بذلك القوانين الوضعية والإلهي. جاء ذلك التصريح ليسجل اعترافاً صريحاً من الوزارة بأن هدمها كان مخالفاً للقانون، ولذلك فهي تتحدث في بياناتها فقط عن «إعادة إعمار وتشييد دور العبادة»، دون الحديث عن خططها في فترة السلامة الوطنية بـ «هدم دور العبادة».

ليس غريباً أبداً إصرار وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ومسئوليها، على عباراتهم وألفاظهم السابقة، فهم كما هم منذ هدم أول مسجد ووصفهم لبيوت الله بـ «المنشآت» وحتى الآن لم يتغيروا، ولم تتغير سياساتهم سواء كانت المعلنة أو المخفية؛ فمازالوا مصرّين على عدم الاعتراف بالخطأ في «هدم المساجد»، ومازالوا يعتبرون ما هُدم من مساجد «هي مواقع مخالفة للقانون»، حتى وإن سجل التاريخ وجودها قبل مئات السنين.

وزارة العدل ومسئولوها مازالوا يكابرون حتى في محاولاتهم «الخجولة» لترميم فضيحة «هدم المساجد» فهم متمسكون في أدبياتهم وبياناتهم بأن تلك المساجد «مواقع مخالفة كانت تُستخدم كمساجد»، والأسوأ من كل ذلك هو «افتراؤهم» على تقرير لجنة تقصي الحقائق عندما أكد بيانهم الأخير بأن إعادة إعمار بعض المساجد جاءت «في إطار متابعة توصيات لجنة تقصي الحقائق بشأن تسوية أوضاع المواقع المخالفة التي كانت تستخدم كمساجد».

والسؤال، هل توصية رئيس لجنة تقصي الحقائق محمد شريف بسيوني في تقريره الشهير، كان يصف المساجد كما ذكرت وزارة العدل بـ «المخالفة»؟

عندما عدّد رئيس لجنة تقصي الحقائق محمود شريف بسيوني في كلمته أمام عاهل البلاد في الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، الملاحظات والخلاصات العامة التي انتهى إليها تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق؛ فقد ذكر في التوصية العامة رقم (11) «تعرضت عدد من دور العبادة للهدم في أعقاب أحداث فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011، وقد قامت اللجنة بتوقيع الكشف على ثلاثين من دور العبادة وتبين أن خمسة منها فقط كانت مستوفية للشروط القانونية والإدارية اللازمة، ولكن ذلك لم يمنع اللجنة من أن تنظر بقدر من القلق إلى توقيت الهدم... فقد كان على حكومة البحرين أن تأخذ ذلك في الاعتبار عند تحديد توقيت الهدم وأسلوبه لأن عدم مراعاة ذلك تسبب في أن يُنظر إلى حالات الهدم باعتبارها عقاباً جماعياً لأنها طُبِّقت على أبنية شيعية في الأساس، ومن ثم تسببت في زيادة التوتر بين الحكومة والسكان الشيعة».

كما جاء في تقرير اللجنة في الصفحة 417 المبحث الأول - هدم المنشآت الدينية - الفقرة (1335) والمتعلقة بالتوصيات أنه «في 22 مايو/ أيار 2011 أعلن جلالة الملك حمد بن عيسى أنه سيتم بناء دور عبادة جديدة للشيعة». وقد صدر هذا الإعلان بعد فترة وجيزة من تعرض عدد من دور العبادة إلى الهدم من قبل حكومة البحرين.

وأوصت اللجنة في الفقرة (1336) بمتابعة إعلان جلالة الملك بأن حكومة البحرين ستقوم ببناء أماكن العبادة على نفقتها عوضاً عن الأماكن التي تعرضت للهدم بموجب قرارات إدارية. واللجنة ترحب بمعالجة حكومة البحرين لهذه المسألة في أقرب وقت ممكن.

من الواضح أن تقرير تقصي الحقائق، لم يصف المساجد المهدمة بـ «المخالفة»، بل رحب باعتراف السلطة بهدمها للمساجد، وتعهدها بالمعالجة الحقيقية للقضية، من خلال بنائها ما هدم من جديد.

كما أن بسيوني في تقريره لم يذكر أبداً وجود «مواقع مخالفة كانت تستخدم كمساجد»، بل أكد وركز في ملاحظاته وخلاصته العامة على مفردة «دور عبادة» هُدمت، وأشار إلى أن بعضها لم يستوفِ الشروط القانونية والإدارية، ولم يصفها أبداً بـ «المخالفة» أو «مواقع» كما تزعم وزارة العدل والشئون الإسلامية.

بعد أكثر من عامين مازالت عقلية المسئولين في وزارة العدل والشئون الإسلامية كما هي لم تتغير، عقلية «مؤزمة» و «مؤمنة» بأن ما قامت به من هدم مساجد الشيعة صحيح، وخصوصاً أنها تتحدث عن «تسوية أوضاع»، وتوصيات بسيوني تؤكد على إعادة بناء ما هدم بالكامل، دون أي استثناءات، بعد أن وصف هدم المساجد بـ «العقاب الجماعي».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 3:39 م

      زائر 18

      لان شهودكم شهادتهم باطله.

    • زائر 33 | 8:39 ص

      نبغيهم يعترفن على نفسهم؟

      ما بيعترفون ولا بيعترفون يعني تبغيهم يقولون مساجد مهدومه؟ يفضحون روحهم قدام ط با لتهم وموءيديهم؟ لكن الله لهم بالمرصاد وكفى.

    • زائر 32 | 7:59 ص

      قلم صريح لن يخذل الطلبة المتفوقين

      نظام توزيع البعثات على اساس المقابلة الشخصية ظلم للطلاب. واجب ومسئولية على الجميع التحرك.لايقاف هذا القرار الظالم

    • زائر 31 | 7:09 ص

      وسبعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

      وان وعد الله حق والله ناصرنا

    • زائر 29 | 6:40 ص

      تسلم أيدك والله

      تسلم أيدك على هذا المقال الرائع

    • زائر 26 | 5:40 ص

      ليس فقط وزير العدل

      الناطقه باسم الحكومة سميرة رجب قالت في مقابله الجزيره مع خليل المرزوق - لم تهدم -

    • زائر 24 | 4:45 ص

      تصيب أو تخيب ما يندره في الوكلاء أو الوزراء - قال إعملوا.. ولم يقل توزروا

      يقال إذا ما عندك عمل إعمل قاضي .. الحين إشلون إيصير للإسلام شئون للتعليم شئون وشئون حقوق الناس ضايعه ما بين مفهوم غير معلوم وشنطه يا شنطه هذه بطه. هذا واحد يعلم ولده إن الشنطه خفيفه مثل الريشه بس يكذب عليه الشنطه كانت ثقيله. ويش مو من دروس الزور وقوله؟ اليس كذلك بالعبري؟ وكلاء عن الحقوق وآخرين عن الاسلام وبعد عن الاوقاف وعن ما ندري ويش.. يعني ضحك في ضحك ولا في عمل ومعاملات الناس من زود العرف والبرقراطيه ما تنقضي عدل بس يفتون ويستفتون. يمكن إتصيب ويمكن تخيب..

    • زائر 22 | 3:54 ص

      بعبارة من فمك ادينك

      افصح بلسانك سلة فاهك اقول لك من انت ومن تكون
      لا طائل من المنازعة بتفتيت الاوقات هم اعجز من ان يقول منهم كلمة صح فلا امل الا من ان ينتزع الحق انتزاعا لا اخذه كما يدار ويتشاطر البعض باخذه كلا ثم كلا سيعلمون النبأ العظيم ان الحقوق تنتزع نزعا ولا تعطي بطيب خاطر فلا يجوز التحوير للطلمسة ع الناس

    • زائر 20 | 3:18 ص

      لم نكن نصدق الا بعد ان اصبح حقيقة على ارض الواقع

      لم نكن متيقنين من التقرير المثير ولكن بعد ان اصبحت مساجدنا التي هي بيوت الله يعبد فيها تيقنا من الامر. استهداف المساجد للطائفة الشيعية سبقه استهداف للطائفة في كل ما يمتّ له من محاولات الاقصاء والابعاد والاستفراد بالمناصب والوظائف
      وضرب المكون الاكبر في البلد في مصادر رزقه

    • زائر 19 | 3:02 ص

      من هم في المناصب العليا يكنون العداء للفئة الاكبر من الشعب

      ما لمسناه ونلمسه يوميا على ارض الواقع هو ان المسؤلين في المناصب المختصة يكنون العداء لهذا الشعب وخاصة للطائفة الاكبر منه وهذه حقيقة لا يمكننا ان نخفيها فكيف تخفي ما يمارس علنا وان كان الخطاب مضللا ولكن هذا واقع الحال. وليست المساجد وحدها من تعدي عليها بل الانسان الذي تعد المساجد امكنة لعبادة هذا الانسان لربه. والمساجد بدون بشر يتعبد فيها لا قيمة لها وهدم الانسان نفسه يعد اشد وطأة

    • زائر 18 | 2:59 ص

      صعب عليهم

      نقطتين:
      1)وزارة العدل عندما تقوم بتسجيل بيوت قديمة قائمة لم يتم توثيقها في السابق من ضمن تأكيد الملكية وجود شهود من إن شخص ما يمتلك هذا البيت.يعتمد هذه الشهادة للتوثيق الملكية.لماذا في مساجدالشيعة يتجاهلون آلاف الشهود؟
      2) من الصعب ان يقوم بتنفيذ توصيات بسيوني نفس الأشخاص الدين قاموا بأرتكاب هذه المخالفات. لأن عقلية الاقصاء والقتل والتهجير والتجويع والاستيلاء هي نفسها فلن تتمكن هذه العقلية المجرمة من تنفيذ التوصيات.
      لذلك فإن تشكيل لجنة مستقلةلتنفيذ التوصيات لا تكون هذه الشخصيات طرف فيها الانسب.

    • زائر 17 | 2:46 ص

      بسيوني كيف وليش

      بعد عام ونصف ولا زلنا نطنطن بتقرير بسيوني وما جاء فيه من بروباجندا، رغم اقتناع الجميع انه كتب بالشوكة والسكين في حفل عشاء فاخر على شرف الشعب

    • زائر 15 | 1:52 ص

      مشكلتهم

      ازدواج المعايير يتباكون على هدم مسجد في الهند او بورما ولكن مسجد لطائفه اصيله في البلد قبل ان ياتوا البها فاتحين ويقوم الفرع بهدم الاصل ليس لسبب سوى احقادهم واضغانهم مننذ السقيفه ولاى الان تبا لكم ولقراراتكم الطائفيه فهم ينتعتون مساجدنا ومقدساتنا بالمنشات هل يقيلون ان نسمي جامع الفاتح بمنشاة الفاتح مالكم كيف تحكمون

    • زائر 14 | 1:45 ص

      الشيعة والسنة أخوة

      السنة والشيعة أخوة

    • زائر 13 | 1:37 ص

      نقطة على السطر

      اخذتهم العزة بالاثم

    • زائر 12 | 1:09 ص

      ابو حسين

      يا استاذ هاني المحترم يقال ان الخجل او الحياء نقطة اذا سقطت فلا حياء يوجد بعد ذلك وهؤلاء سقطت جميع نقاط الحياء لديهم جميع العالم شاهد الدكتور بسيوني
      امام القيادة العليا في البلد وهو يقرأ التقرير وقبول جلالة الملك عليه مع ذلك
      ترى الف والدوران فاي مصداقية لديهم

    • زائر 11 | 1:08 ص

      كلمتين فقط

      الحقد الدفين

    • زائر 10 | 12:47 ص

      لا زلنا لم نصل للمربع الاول

      لحل المشكلة و هو الاعتراف بالمشكلة
      يعني ان الحكومة لازالت تتعامل بنفس العقلية و الفكر اثناء هدم المساجد

    • زائر 9 | 12:45 ص

      اتحاربون الله

      نعم فهم يحاربون الله في ما اقترفت ايديهم من هدم بيوت الله

    • زائر 8 | 12:41 ص

      الله ينتقم من منكم

      هدمتم المساجد وحرقتم القران
      وعذبتم وقتلتم
      والله ناصر الشعب عليكم
      وهذه ليست منه وإنما أبشروا من عذاب قادم في الدنيا قبل الأخرة

    • زائر 16 زائر 8 | 2:33 ص

      دولة مشركة

      لا يكون انتو عايشبن فى دولة مشركة بس عاد كل دقيقة قلتو حرق الفران فى مسلم يحرق القران الا اذا كانت كتب اخرى

    • زائر 21 زائر 8 | 3:33 ص

      قرآن

      يا عمي شنو كتب آخرى قالوا لك قرآن تفهم معنى كلمة قرآن شقال كتب آخرى قرآآآآآآآآآن اعيد لك او لا عشان تستوعب !! قرآن مليون مرة نقول لك قرآن ,

    • زائر 30 زائر 8 | 6:54 ص

      قران

      هذا ويش فيه
      ما تدري انت وين قاعد
      القران حرقوه يا عمي ويش فيك يعني انت ما شفت الفيديوهات اللي طلعت

    • زائر 6 | 11:34 م

      حسبي الله على هادمي المساجد

      حسبي الله على عليهم.

    • زائر 5 | 11:08 م

      بسب الحقد على الطائفه الكريمه

      بمجرد نقرأ العمود ياأخي هاني، القلب يجيب على أسئلتك أتوماتيكياً ولايحتاج أحد أن يحرك شفتيه ليجيب، الحكومه تعلم والشعب يعلم والعالم يعلم والله قبلهم يعلم والمشتكى لله ونحن بإذنه منتصرون

    • زائر 4 | 11:04 م

      لا اجتهاد مقابل النص القرآني ...!!!!

      يقول تعالى : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله .....صدق الله العلي العظيم.
      عمارة المساجد مشروطة بالإمان .... لأنها بيوت الله .... ولا فرق بين مسجد لطائفة ... أو طائفة أخرى ... فمن اعتدى عليها بأي أسلوب ... بالهدم ... بسرقة المكيفات والمكرفونات .. والسجاد ... أو بتفجيرها ... هو انتهاك صاررخ لحرمات الله وحدوده ... التي يجب الوقوف عندها ..

    • زائر 7 زائر 4 | 12:24 ص

      انما يعمر مساجد الله من امن بالله

      العبارة فيها حصر من امن بالله هم الذين يعمرون المساجد فقط و اما هادموها فهم ممن .....بالله

    • زائر 3 | 10:46 م

      مازالت عقلية المسئولين في وزارة العدل والشئون الإسلامية كما هي لم تتغير

      ولكن ذلك ينطبق على كل الوزارات وخصوصا تلك التي تورطت في الانتهاكات والعقوبات الجماعية وتحديدا الداخلية والتربية والصحة والتنمية وكبريات الشركات

    • زائر 2 | 10:03 م

      بيوت كثيرة لم تستوفي الشروط القانونيك هل تهدم

      مساجد مبنية قبل ان تعرف البحرين النظام الاداري فطبيعي لا تستوفي الشروط وليس فقط المساجد بل حتى مساكن لوجدتها غي مستوفية الشروط وهل السلامة الوطنية معنية بالمساجد الشيعية غير مستوفية الشروط بالذات

    • زائر 1 | 10:02 م

      ولن تتغير تلك العقلية

      لانها ترى فيمن هدمت مساجدهم اعداء.

اقرأ ايضاً