ينصب اهتمام السوق على اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة تحسّباً لما قد ينتج عنها. إلا أن مراقب الاحتياطي الفدرالي جون هلسنراث ليس وحيداً بشعوره أن بن برنانكي قد يعمل على بث الطمأنة تجاه مقاربة الاحتياطي الفدرالي لتشديد السياسات.

وثارت التكهنات حول مدى استمرارية برنامج شراء الأصول الخاص بالاحتياطي الفيدرالي فكانت جوهرية في تفاعلات الأسعار عبر عدد من الأسواق في الآونة الأخيرة، وفي عصرٍ أصبحت فيه مستويات التحفيز العالية قاعدةً، فقد أدى ذلك إلى تفاعلات مقلقة في الأسعار.

يشار إلى أن لمسئولي مجلس الاحتياطي الاتحادي هؤلاء يدعون إلى وضع خطط فورية لإنهاء برنامج شراء الأصول ممثلاً واحداً لدعم قضيتهم في لجنة السوق المفتوحة، وأما بالنسبة لبرنانكي نفسه، فقد اتبع رئيس مجلس الإدارة هذا استراتيجية تهدف إلى توجيه الاقتصاد الأميركي فإبعاده عن الانكماش حيث كتب أطروحته الشهيرة حول كيفية تجنب الوقوع في هذا الفخ.

وبذلك فقد استثمر برنانكي كمية هائلة من رأس المال السياسي لتحقيق تلك الغاية ويفترض أن تكون عتبة لإعلانه النجاح أكثر صرامة مما قد تكون عليه عتبة أولئك من أجل أولئك الذين لا يملكون إرثاً سياسياً قابلاً للتشويه.

غير أن المشكلة تكمن في أن مسألة الاستدقاق قد تطورت حيث لا تمكن غض النظر عنها.

ومن المؤكّد أن برنانكي سيقوم باختيار كلماته بحذر فائق إلا أنه قد يكون هنالك سبب آخر لعدم الإفصاح عن الجدول الزمني الخاص بإيقاف السياسات من قبل الاحتياطي الفدرالي.

فلا يمكن أن توضع الاعتبارات المحلية جانباً خوفاً من تعريض الشركاء التجاريين للولايات المتحدة إلى الخطر مؤبّداً، أما الهشاشة المتزايدة لتجربة «أبينومكس»

(Abenomics) تجربة أساسية لصحة الاقتصاد العالمي أي الاقتصاد الأميركي كذلك، فيمكن أن تستفيد بالتأكيد من رباطة جأش عبر الأسواق. وبالتالي نتطلّع إلى اجتماع مجموعة الدول الصناعية الثمانية في ايرلندا الشمالية اليوم والذي قد يتخلله تذكير من قبل الفرقة لنظيرها عن مصلحتهم المتبادلة في نجاح «أبينومكس».

نيل ملر

استراتيجي العملات في «بي إن واي ملن»