العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ

«يكلّمون الريح» يبدو مليئاً بكليشيهات أفلام الحرب

قد يكون فيلم «Windtalkers» (يكلمون الريح) أكثر الأفلام التي صنعها جون وو تشتتا.

إن مخرج أفلام شهيرة مثل «ئفكم/ُنن» «ومهمة مستحيلة - 2» الذي يوقره أنصاره وعشاق أفلامه لأسلوبه البصري المتميز، يبدو متنازعاً ومتبايناً هنا.

إنك تحس بأن «ويندتوكرز» الذي يتناول قصة الأميركيين الهنود الذين تم تجنيدهم وتدريبهم في سلاح المارينز خلال الحرب العالمية الثانية بغية استعمال لغتهم القبلية كشيفرة، عمره 40 سنة بألوانه الباهتة وموسيقاه المرعدة من الأدوات النحاسية. وثمة خرائط بأسهم متحركة تخطط تحرك الجنود نحو معركة إسبانيا. وفي إحدى المراحل يبدو وكأن وو أقحم وصلات مغبشة قديمة لمشاهد نيران مدفعية تطلق من سفن بحرية.

ومع ذلك فإن المعارك لا تختلف تفصيلاً عما هو موجود في كل فيلم حربي منذ أن حدد ستيفن سبيلبرغ المفاهيم بفيلمه «إنقاذ الجندي ريان» في العام 1998. والدم يلطخ عدسة الكاميرا مراراً وتكراراَ، والجثث تتحول إلى أشلاء متناثرة بحركة بطيئة. أحد الجنود يفقد الجزء السفلي من ساقه في أحد الانفجارات والمخرج لا يتردد عن اقحام القطعة المهشمة في وجه المتفرج.

كما يرغم المتفرج أيضاً أن ينظر مراراً وتكراراً إلى الأذن الممزقة للمارين جو اندرز (نيكولاس كيج) وبعد شفائه في المستشفى يكلف بحماية بن يازهي (آدم بيتش) أحد الذين «يكلمون الريح» من قبيلة النافاهو الهندية.

وباعتبار أن الفيلم يحمل اسم «يكلمون الريح»، لا يتخاطب المجندون باللغة - الشيفرة كثيراً، بل إنهم يتخاطبون بلغتهم خلال البث اللاسيلكي، مع دبلجة باللغة الإنكليزية. ولكن ليست هناك لحظة حرة تلعب فيها الشيفرة دوراً مهماً ولذلك تبدو المشاهد المبكرة التي يتعلمون فيها استعمال كلماتهم بالشيفرة مضيعة للوقت.

ومع ذلك يبقى الموضوع مبهراً تماماً، وفصلاً من الحرب العالمية الثانية لم يسبق التطرق إليه سينمائياً. كما أن مشاهد المعارك واسعة وتفصيلية ومؤثرة. فاعتماد وو على الكاميرا اليدوية المهتزة تجعلك تحس وكأنك مع الجنود في الخندق.

وللأسف أن النص الذي كتبه جون رايس وجو باتير يخلو تماماً من حبكة جارفة. هناك معركة، وبعدها يتعرف الرجال على بعضهم بعضاً، ثم تدور رحى معركة أخرى، ثم يتعارفون على بعضهم بعضاً أكثر.

وخلال ذلك يتغلب الجنود البيض على نزعاتهم العنصرية تجاه الهنود الأميركيين، ويجد أوكس هندرسون (كريستيان سلاتر) الوقت الكافي ليجلس ويعزف على الهارمونيكا مع الهندي المكلف بحمايته (روجر ويلي).

وهناك أيضاً الكثير من الكليشيهات الحربية الاعتيادية. المتفرج يعرف أنه عندما يخلع جندي محبسه ويسلمه للزميل الجالس قربه في الخندق - ليعطي الخاتم لزوجته عندما يحدث له شيئاً ما - بأن هذا الشيء يحدث له فعلاً.

كما أن هناك العلاقة الغرامية الإجبارية - وهي غير لازمة قطعاً - بين اندرز وريتا (فرانسس اوكونور) - الممرضة التي ساعدته في مطلع الفيلم على الشفاء من جروحه. وتلعب أوكونور الدور الذي أدته كيت بكينسل في فيلم «بيرل هاربر» في السنة الماضية. إنها فتاة جميلة ورقيقة وتواظب على كتابة الرسائل المعطرة. وهذا كل شيء.

وانجذاب الممرضة نحوه محير في الحقيقة. فكل ما يفعله أن يتحسر طوال الوقت. وفي كل مرة تصوب عليه الكاميرا يبدو مكتئباً أكثر من المرة السابقة.

وهذا القناع نفسه الذي ارتداه نيكولاس كيج في أفلام «City of Angels» و«Bringing Out The Dead» و«Capitain Morellis Mandoliَ» وكل فيلم آخر مثّل فيه تقريباً منذ أن لعب في «Leaving Las Vegas» الذي فاز فيه بجائزة الأوسكار. فبعد أن لعب أدواراً غريبة رائعة في مطلع عمله في السينما مثل «Vally Girl» و«Moonstruck» يظهر أن كيج بات يعتبر الحرد تمثيلاً.

إلا أن بن ياهزي هو اكتشاف فني حقيقي. إنه قريب من القلب وابتسامته العريضة تتميز بقوة مغناطيسية كبيرة مع أن مزاجه المرح لا يضفي أهمية على الشخصية التي يؤديها كيج.

«ويند توكز» من توزيع MGM وفيه مشاهد عنف ولغة بذيئة يحذر على من هم دون السابعة عشرة حضوره من دون مرافقة الوالدين. ويستغرق العرض 134 دقيقة?

العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً