العدد 3950 - الأحد 30 يونيو 2013م الموافق 21 شعبان 1434هـ

تحقيق الطموحات وتلبية الرغبات الأولى في البعثات... استحقاقات وطنية للمتفوقين

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

إن تأكيد مدير إدارة البعثات والملحقيات بوزارة التربية والتعليم على أن جميع الطلبة والطالبات الذين معدلاتهم التراكمية من 90 في المئة فما فوق سيحصلون على بعثات أو منح دراسية، كأنه يرد على جهة قالت خلاف ما تفضل به. مسألة البعثات وتلبية رغبات المتفوقين وتحقيق طموحاتهم هي أبعد بكثير من الكلام المنمق الذي تردده وزارة التربية نهاية كل عام.

ما يقال هو أن الطالب المتفوق الحاصل على معدل تراكمي يصل إلى 98 في المئة لماذا لم تحقق الوزارة له رغبته الأولى رغم استحقاقه لها بكل جدارة؟ ما هي المبررات والحجج المنطقية التي جعلتها تمنع عن الطالب المتفوق الحاصل على المعدل التراكمي الأعلى من تحقيق رغبته الأولى، وتسمح لطالبٍ آخر حاصل على أقل منه في المعدل التراكمي من تحقيق رغبته الأولى؟ كل ذلك بسبب ما يحدث من تمييز في المقابلات الشخصية التي اقتطع لها نسبة 40 في المئة من معدل الطالب التراكمي، فلو حاول مدير إدارة البعثات التحدث بموضوعية عن الأسئلة التي تطرح على الطالب في المقابلة، وهل لها علاقة بالتخصص أو بحاجة سوق العمل، أم أنها ليس لها علاقة بنسبة كبيرة من المفردات والمصطلحات والمفاهيم التربوية المستخدمة في تصريحات الوزارة الصحافية الرائعة، التي تدغدغ مشاعر كل إنسان لم يتضرر من ممارسات التربية الخاطئة، ولكنها تثير مشاعر أسر الطلبة المتضرّرين، الذين حرموا من تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى رغم استحقاقهم لها، وقد قدر عدد المتفوقين والمتفوقات الذين تم رصدهم في العام الماضي بأكثر من 166 متضرر، وجميعم ضحايا المقابلات الشخصية التي تشوبها الضبابية وعدم الشفافية والوضوح في أسلوبها وآلياتها وأهدافها. فلهذا طلبت جهات اجتماعية وتربوية عدة، تشكيل لجنة وطنية مستقلة لتوزيع البعثات الدراسية لتضع جميع أبناء الوطن على خط واحد في المعاملة، وأن لا تقدم أحداً من الطلبة على حساب مستقبل طالب آخر، بسبب الانتماء المذهبي أو التوجه السياسي أو التعبير عن رأيه الذي كفله له الدستور والقوانين المحلية والدولية، لأن جميع المتفوقين والمتفوقات هم أبناء هذا الوطن، ويجدر تلبية رغباتهم وتحقيق طموحاتهم الدراسية حسب معدلاتهم التراكمية التي حصلوا عليها بعد كفاح وجهد كبير. فلابد أن تعلم الوزارة أن تطبيق العدل والمساواة بين جميع أبناء البلد واجب وطني وإنساني وديني، لا فضل لأحد على أحد إلا بالمثابرة والجد والاجتهاد وتحقيق المعدل التراكمي الأعلى. ويجب أن لا يسمح للون أو الجنس أو الطائفة أو المذهب أو العرق أو النسب، أن يتقدم على المواطنة الحقيقية في توزيع البعثات الدراسية، إذا ما أردنا لهذا الوطن مستقبلاً مزدهراً بالعطاء والإنتاجية المتميزة.

لا تظن وزارة التربية أن المجتمع لا يراقب كل خطواتها في البعثات الدراسية، ولا يهتم بما يجري في هذا الشأن، فالمجتمع يمتلك وعياً واسعاً بكل ما يحدث في هذا المجال من تجاوزات، ويرصد بدقةٍ هذه الأخطاء التي ترتكبها بحق المتفوقين والمتفوقات، وهو يتساءل لماذا الوزارة في السنتين الماضيتين لم تنشر أسماء ومعدلات الناجحين في الصحافة المحلية كما كان سابقاً؟ وهناك عدد كبير من أولياء أمور المتفوقين والمتفوقات يقولون انه مادامت الوزارة تقول أن المقابلات الشخصية تندرج ضمن تطوير معايير وآليات توجيه الطلبة لاختيار تخصصاتهم الجامعية دون مسّ بحق الطالب المتفوق في الحصول على بعثة أو منحة دراسية، إذ الهدف منها هو الوقوف على اتجاهات الطلبة وميولهم وقدرتهم على إدارة الذات والتواصل الإيجابي وحل المشكلات ومساعدتهم على اختيار التخصصات التي تتناسب مع قدرتهم وميولهم واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى، وما دامت تقول أن المقابلات الشخصية التي تجريها للطلبة قد أعطت نتائج إيجابية في تنمية قدراتهم المعرفية والمهارية في الحياة والعمل والعيش المشترك، وأن ما تقوم به هو من منطلق الإطار العام لمبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، فلماذا لم تقم بعرض المقابلات الشخصية على الهواء مباشرةً في تلفزيون البحرين ليتعرف المجتمع على حقيقة ما يجري فيها ولتعم الفائدة للجميع؟ هل ما يطلبه أولياء الأمور يستحيل تحقيقه؟

وإذا كان ما تقوله الوزارة في الصحافة يخالف ما تمارسه في المقابلات الشخصية للطلبة، فعليها أن تلغيها وتعتمد المعدل التراكمي لتحقيق رغباتهم الدراسية التي يطمحون تحقيقها في مستقبلهم الدراسي. وإذا لم تستجب لهذا المطلب العقلائي وتواصل في نهجها الغامض، فستبقى في أذهان أسر المتفوقين والمتفوقات الجهة التي تبخس حق أولادهم وبناتهم الدراسي من خلال إبعادهم عن تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى، التي تؤدي إلى إبعادهم في المستقبل عن المواقع الريادية في مختلف التخصصات.

إن الشك العميق في سياسات وتوجهات الوزارة، سيبقى في أذهان المتابعين للشأن التعليمي حتى تعود إلى اعتماد مبدأ الشفافية والعدل والالتزام بالمعايير المنطقية والموضوعية في توزيع البعثات الدراسية.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3950 - الأحد 30 يونيو 2013م الموافق 21 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:34 ص

      الطائفية هي السبب

      مقال موفق و دقيق، الطائفية و تجهيل فئة من الشعب هي الاسباب التي لا تعطي للطالب رغبته الاولى

    • زائر 8 | 6:34 ص

      الطائفية هي السبب

      مقال موفق و دقيق، الطائفية و تجهيل فئة من الشعب هي الاسباب التي لا تعطي للطالب رغبته الاولى

    • زائر 6 | 2:37 ص

      دعهم في طغيانهم يعمهون

      ليس من الأسرار لكن تحيقيق في حدث من الأحداث الكونيه أوظاهرة من الظواهر التي تنتشر في البحرين ليس في الأيام الحاليه وإنما من زمان لكن هذه الأيام عينك عينك. من الناس يتحالف مع الشيطان بس مصلحته لا بد لها أن تغلب وولده وماله أبدى من الآخرين. هل تخلي عن الانسان أو نسيان أن الارض خلقت للأنام بس في أنعام تعيش على الأرض تحتاج رعايه وتربيه للمواشي من ذات الأربع يعني. متاع لكم ولأنعامكم .. لكن إذا جاءت الطامه الكبرى.. لا طموح يفيد ولا الطمع ولا الجشع ولا حب الدنيا ولا حتى فتنتها في مالها ولا البنون بعد

    • زائر 5 | 1:22 ص

      اتفق مع كل ما قلت

      كل ما ذكرت حقائق

    • زائر 4 | 1:07 ص

      اجازة المعلمين

      استاذي الفاضل نحن نناشدك ايضاً كمعلمين ان تنظر الجريدة في شكواهم حيث ومن المعروف ان اجازتنا دائماً تبدأ في الاول من يوليو من كل عام ولكن هذا العام اقتطع من اجازتنا اربعة ايام بدون الداء السبب من ذلك حيث ستبدأ الاجازة في 7/6

    • زائر 3 | 1:03 ص

      شكرا لكم

      استاذي هذي وزارة قائمة على الطائفية وعدم احترام الرأي الآخر واغلب القائمين عليها لم يصلوا نتيجة لقدراتهم وانما للمحسوبية فقط وبالتالي ترى جميع مشاريع هذه الوزارة فاشلة ولا حسيب ولارقيب.

    • زائر 2 | 12:58 ص

      لجنة مستقلة

      معك حق استاذي الفاضل، هناك توجه واضح لإقصاء الطلبة المتفوقين والمحسوبين على طائفة معينة ، من اجل الحد من حصول متفوقيها من الطلبة والطالبات على المنح والبعثات ، لعلمهم ان غالبية طلابها متفوقين ، نحن لانتكلم هنا بطائفية وانما بواقعية فالواقع يقول وانه نتيجة لتهميش هذه الطائفة والتمييز في كل شي يلجأ الاهالي لحث ابناءهم على الجد والاجتهاد والنتيجة حرمانهم من استحقاقاتهم في الحصول على المنح والبعثات ....يتبع

اقرأ ايضاً