العدد 3954 - الخميس 04 يوليو 2013م الموافق 25 شعبان 1434هـ

آيسلندا تجد صعوبة في السيطرة على التدفق السياحي

ثينغفيلير (آيسلندا) - أ ف ب 

04 يوليو 2013

في متنزه ثينغفيلير الوطني في آيسلندا، يمتد جسر خشبي فوق تصدع في الأرض ويتصل بطريق معبدة توصل إلى المكان الذي أبصر فيه أقدم برلمان في العالم النور العام 930.

أنشئ هذا الجسر الصيف الماضي بسبب مرور السياح بكثرة في تلك المنطقة، وهو يمتد على مساحة مئة متر تقريباً من الطريق المعبدة تقع على طبقة من الرمل قد تنهار في أي لحظة. ولحسن الحظ، تشكلت حفرة في الطريق قبل أن تغمرها الرمال.

ولولا ذلك، لكان قطاع السياحة تلقى ضربة قوية في هذا المكان الذي يقع على بعد خمسين كيلومتراً تقريباً من العاصمة (ريكيافيك) والذي وضعته اليونسكو على لائحة التراث العالمي. فهذه الجزيرة المعروفة بجمالها الأخاذ تستقبل كل سنة عدداً متزايداً من السياح الأجانب الذي بلغ عددهم 672 ألفاً العام 2012؛ أي أكثر بـ19 في المئة من العام الذي سبقته وأكثر بمرتين من العام 2003. وتقول المديرة العامة لمكتب السياحة الوطني، أولوف أتلادوتير: «إنه لتحد أن نحقق كل سنة نمواً بنسبة 20 في المئة».

وتعزى شهرة هذه الجزيرة الواقعة في اقصى شمال المحيط الأطلسي إلى المغنية بيورك في التسعينيات والأزمة المصرفية العام 2008 والانفجار البركاني العام 2010. ولطالما كان الآيسلنديون خلاقين في استقبال السياح في أفضل الظروف. ويقول ليون جونز الآتي من شروبشاير في وسط بريطانيا: «أتينا إلى آيسلندا كي نرى البلد كما هو فعلياً وكي نرى أشياء مختلفة كحقول الحمم البركانية وينابيع المياه الساخنة».

وبعد أن كانت آيسلندا لفترة طويلة ملاذاً آمناً مخصصاً للسياح الاثرياء، أصبحت اليوم وجهة سياحية أقل كلفة بعد هبوط قيمة العملة المحلية وعدم ارتفاعها من جديد منذ العام 2008 عندما فقدت 47 في المئة من قيمتها في وجه اليورو. وتقول أولوف أتلادوتير إنه نظراً إلى التدفق السياحي، «بدأنا نركز حملاتنا الإعلانية منذ العام 2011 على الفترات التي تكون فيها السياحة عادة منخفضة». وقد ساهمت هذه الجهود في خفض نسبة السياح في الصيف إلى النصف. وتضيف «علينا أن نحدد الأماكن التي نريد أن تزدهر السياحة فيها. خلال الموسم السياحي، تعجز بعض المناطق عن احتمال مزيد من السياح».

ويرى المدير العام لشركة فيزيت ساوث آيسلاند، دايفيد سامويلسون، أن آيسلندا تستطيع بذل جهود إضافية لإبعاد السياح عن المواقع المكتظة، مطالباً بأن يعود التدفق السياحي بالنفع أكثر على السكان المحليين. ويقول إن «الطبيعة هي السبب الرئيسي الذي يدفع الناس إلى زيارة آيسلندا. ولذلك، نحاول أن نقنعهم بالتقرب أكثر من الطبيعة منذ وصولهم، وهذا ما يقدمه مثلاً بعض المزارعين».

ويوضح أن الطفرة السياحية التي شهدتها البلاد ساهمت في تخطي الأزمة الاقتصادية.

فقد اصبحت السياحة مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية. وحرص آيسلندا منذ انهيار قطاعها المصرفي العام 2008 إلى مراقبة الرساميل لتفادي الخسارة المالية.

وبينما كان الاقتصاد يشهد في السنوات الأخيرة ركوداً ثم نهوضا تدريجياً، ازدهرت في العاصمة الفنادق الفخمة وبيوت الطلبة، بالإضافة إلى شركات لتنظيم الرحلات العائلية على الأنهر الجليدية ورحلات بالقوارب لمشاهدة الحيتان. أما المشروع الأكثر جنوناً فكان مشروع المروج العقاري الصيني هوانغ نوبو الذي أراد إنشاء مجمّع يضم فندقاً فخماً وملعب غولف ومحمية طبيعية في منطقة نائية في شمال شرق الجزيرة. لكن الحكومة صوتت ضد المشروع العام 2011 بسبب حجم المساحة المطلوبة لإنشائه (300 كيلومتر مربع).

العدد 3954 - الخميس 04 يوليو 2013م الموافق 25 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً