العدد 65 - السبت 09 نوفمبر 2002م الموافق 04 رمضان 1423هـ

المرأة كمخرجة في السينما المصرية

أهم الظواهر التي برزت مع بداية الثمانينات في السينما المصرية، ظاهرة المرأة كمخرجة للفيلم الروائي من جديد. بمعنى أن للمرأة تجارب سابقة في الإخراج، إذ أن السينما المصرية عند ولادتها قامت على أكتاف عزيزة أمير وفاطمة رشدي وأمينة محمد وبهيجة حافظ، وقمن بإخراج بعض الأفلام الرائدة، إلا أنهن لم يواصلن وتفرغن للإنتاج والتمثيل فقط. كما أن المرأة المصرية قد برزت في مجالات سينمائية أخرى منذ سنوات طويلة، ككاتبة للسيناريو وكمساعدة مخرج فقط. وعودة المرأة من جديد إلى عالم الإخراج السينمائي جاءت ضرورة ملحة لطرح قضايا المرأة المعاصرة، إذ أن السينما المصرية ـ وعلى مدى تاريخها الطويل ـ أساءت إلى المرأة وقدمتها بصورة سلبية، وأغفلت الجانب الإيجابي لدور المرأة في المجتمع، فليست المرأة المصرية هي الراقصة أو بائعة الهوى فقط، بل هي أيضاً السيدة الفاضلة القوية التي تتحمل وتواجه الحياة بكل صبر وشجاعة. وبما أن المخرج (الرجل) هو الذي يصنع الأفلام، فالسينما المصرية كانت تعكس، في معظمها، فكر الرجل عن المرأة. لذلك غالباً ما يشوه وضعها الاجتماعي نتيجة جهله لمشاكلها، وتخلف موقفه الاجتماعي تجاهها، فنرى أن السينما المصرية تقدم المرأة من زاوية علاقتها بالرجل، مع التركيز على الأنوثة والإغراء والانحراف، والبعد عن المرأة في حالة علاقتها بالمجتمع، كإنسانة صاحبة رأي أو مهنة محترمة، أو صراع مع المجتمع والحياة. وهذا بالطبع، لا ينفي أن تكون هناك أفلام قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، قد عالجت المرأة وقضاياها بشكل إيجابي، مثل (الحرام، ولا عزاء للسيدات، الشقة من حق المرأة)، وأهم هذه الأفلام قدمه المخرج سعيد مرزوق تحت اسم (أريد حلاً) الذي كتبت له القصة والحوار الكاتبة والصحافية (حُسن شاه)، وقامت ببطولته الفنانة الكبيرة (فاتن حمامة). هذه الأفلام تقف وحدها أمام إنتاج ضخم من الأفلام يتعدى الألفي فيلم أنتجتها السينما المصرية عبر مسيرتها الطويلة. لذا علينا أن ننتبه إلى جانب مهم وهو أن الخطر لا يكمن فقط في التشويه الذي تعرضت له المرأة في تلك الأفلام، ولكنه يتجسد آيضاً في تصدير هذا التشويه للمرأة كمتلقية لمثل هذه الأفلام الشاذة. يبقى هذا السؤال الذي يطرح نفسه دائماً على الساحة السينمائية المصرية.. هل استطاعت المرأة المخرجة أن تساهم في إبراز قضايا المرأة الملحة من خلال الأفلام التي قدمتها؟! وهل استطاعت أن تصنع لها مكانة بارزة في عالم الإخراج السينمائي المصري الذي يسيطر عليه الرجل منذ سنوات طويلة؟! السينما صنعت في المقام الاول لكي تعبر عن شئون العقل والوعي الباطني.

العدد 65 - السبت 09 نوفمبر 2002م الموافق 04 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً