العدد 2466 - الأحد 07 يونيو 2009م الموافق 13 جمادى الآخرة 1430هـ

العمل اللائق... الجرسون مثالا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وزير العمل السعودي غازي القصيبي يحاول جاهدا إقناع الشباب السعودي بامتهان الوظائف التي تحتاجها السوق، ومن بينها وظيفة «الجرسون»، وقد قام بنفسه بتمثيل القيام بهذه المهنة. وبحسب الأخبار الواردة، فإن القصيبي سيرعى «يوم الضيافة السعودي الثاني» بعد غد (الثلثاء) في أحد المطاعم في مدينة جدة السعودية بحضور شخصيات اقتصادية ورجال أعمال ومسئولين عن قطاع المطاعم السعودية، وذلك «بهدف تغييرنظرة الشباب السعودي عن مهنة تقديم الطعام وجذبهم للعمل في هذا المجال».

وبحسب إحدى الصحف السعودية، فإن المتابعين يتوقعون أن يكررالقصيبي ما قام به في العام الماضي - خلال الاحتفالية الأولى - عندما ارتدى زي مقدم الطعام (الجرسون) وتولى بنفسه خدمة الشبّان السعوديين الذين يعملون في هذه المهنة.

القصيبي يعلم بأن هناك قطاعات ستستمر في النمو، وهذه نوعان، أحدهما تعتمد على الخبراء (الاقتصاد المعرفي)، والثاني تعتمد على مهارات سريعة التعلم في قطاعات عدة تدخل ضمن «الاقتصاد الخدمي»، وأن توطين الوظائف (سعودتها أو بحرنتها) سيتطلب تغيير الثقافة النمطية التي ترتبط في الأذهان عن بعض المجالات. ولقد لاحظت أن إحدى الشركات التي يستخدمها ديوان سمو ولي العهد توظف بحرينيين في تقديم الطعام (الجرسون)، وقد تحدثت إلى أحدهم أثناء تقديمه الطعام في قصر الضيافة، وكان فرحا وقال لي والابتسامة تملأ وجهه، إنه يعمل في شركة مهمة بها ولي العهد.

مهنة الجرسون تعتبر من أصناف «العمل اللائق»، وهي تختلف عن أصناف أخرى قد لا تحفظ كرامة الإنسان (امرأة أو رجل). كما أن هناك الكثير من طلاب الجامعات ممن يدرسون حتى المستويات العليا في أوروبا وأميركا قد تراهم يعملون بوظيفة «جرسون» لدعم دخلهم من أجل مواصلة دراستهم. وقد تحدثت ذات مرة إلى أميركي (قبل نحو عشر سنوات) كان يعمل في تقديم الطعام في أحد المطاعم في مدينة أميركية ووجدته مثقفا ولبقا جدا، وعرفت السبب بعد أن أخبرني بأنه يدرس دراسات عليا في إحدى الجامعات وأنه يتمتع بالوظيفة للحديث مع الناس ولدعم دخله من أجل الدراسة.

وزير العمل السعودي يسعى إلى رفع نسبة الشباب السعودي العامل في هذا المجال فضمن «سياسة التوطين»، التي لن تنجح إلا بانخرط الشباب في مهن ليست معتادة بالنسبة إليهم، ولاسيما أن الدخل الذي يحصل عليه المرء في المطاعم الكبرى ليس سيئا.

إن العمل اقترن بالإيمان بالله، وكل الأمم الناجحة ترى أبناءها يعملون في مختلف أنواع الوظائف التي توفر الرزق الكريم وتحفظ الكرامة، وبطبيعة الحال فإن المقصود هنا هو «العمل اللائق». ووظيفة الجرسون تعتبر من هذا الصنف

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2466 - الأحد 07 يونيو 2009م الموافق 13 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً