العدد 3973 - الثلثاء 23 يوليو 2013م الموافق 14 رمضان 1434هـ

تؤخر نمو الأطفال عقلياً واجتماعياً

د. المحسن: ألعاب الفيديو العنيفة

الدّكتور عبد الهادي المحسن
الدّكتور عبد الهادي المحسن

ذكر استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى ابن النفيس التخصصي الدكتور عبدالهادي المحسن أن “ألعاب الفيديو العنيفة تؤخر نمو الأطفال العقلي والاجتماعي”، منبهاً إلى أن “إدمان الأطفال عليها ضمن الأخطاء التي يرتكبها الآباء دون قصد ويعود بشكل سلبي على الطفل”.

وأضاف استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: “في العقدين الماضيين ونتيجة للتطور التكنولوجي حدثت طفرة كبيرة في إنتاج مختلف أجهزة الكمبيوتر والآي باد والآي بود وغيرها، ونظراً لانشغال الوالدين بالعمل تُقدَّم للطفل هذه الألعاب وبسرعة (يدمن) الطفل على هذه الألعاب، وتكون أحياناً بدرجة شديدة تأخذ حيزاً كبيراً من وقته في اللعب”.

وأكد أن “هذا الأمر يؤثر على الظهور الاجتماعي وربما التعليمي على الطفل، ناهيك عن كونها تكون بمثابة دروس عبرة وثقافة يريد الطفل أن يعيشها ويقلدها”، لافتاً إلى ضرورة تجنيب الأطفال الألعاب التي بها أنواع الحروب وأدواتها وكذلك عن الانتقام، منوهاً إلى أنه “لا بأس بألعاب يتم توفيرها في أوقات معينة شريطة أن تكون غير مثيرة للعنف”.

وأفاد المحسن: “لاحظت أطفالاً تأخر نموهم العقلي والاجتماعي ويعانون من كوابيس في النوم وذلك لشدة الإثارة”.

وعن الجانب الصحي، أكد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن “التطور الحضاري وانشغال الوالدين بالعمل انعكسا على الحالة الاجتماعية ونظام الأكل في المنزل، وحلّت الأكلات السريعة والجاهزة مكان الأكلات الصحية المعدة منزلياً، ومن المشهور من هذه الأكلات البطاطا المقلية (الشبس)، فهي ذات طعم لذيذ ومقرمش ولكن 30 % من وزنها مشبعة بالزيت، وإذا استُعمِل الزيت لعدة مرات يتحول إلى مواد مضرة بالجسم”.

وأضاف استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: “تحتوي المشروبات الغازية على سكر، وإذا أخذنا حقيقة أن شرب السكريات قابل للإدمان فقد أكدت الأبحاث الحديثة التي تربط بين الإصابة بالسكر وتناول المشروبات السكرية، وكل ذلك يحتم على الوالدين التقليل قدر الإمكان من تناول هذه المشروبات، وكلنا نرى كيف يسهل بيعها مع الأكلات السريعة وأحياناً تكون مجانية”.

ونبه المحسن إلى “ضرورة عدم توفير الحلويات والشكولاته بأشكالها المتعددة كغذاء مؤقت للطفل، إنها بطبيعتها حلوة المذاق ولكن على الأمد الطويل إذا أُكِلت دون مراقبة فهي تؤدي إلى شبع الطفل وبالتالي لا يأكل الوجبات الرئيسة الغنية بالبروتينات والفيتامينات وكذلك تؤدي إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة وما يصاحبها من التهابات اللوزتين”.

وتابع استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: “التدخين من السلوكات الخاطئة التي تُعتبَر من أسوأ ما يُستخدَم، وفي العقد الماضي من الزمن لاحظنا زيادة في انتشار التدخين ولاسيما بين السيدات على رغم علمهن أنه مضر وكذلك عند الأطفال الذين يشتكون من حساسية في الصدر أو الأنف؛ إذ يؤدي إلى إصابتهم بنوبات ربو وسعال شديد وكذلك أمراض السرطانات المختلفة”.

وقال المحسن: “يكون التدخين أمام الأطفال مشجعاً لهم على الأخذ بالسلوك الخاطئ نفسه في المستقبل، ومن المعروف أن التدخين إدمان صعب التخلص منه، ولسوء الحظ نلاحظ ظاهرة في الفئة العمرية من عمر 12 إلى 16 سنة أن انتشار التدخين بينها في ازدياد، فيجب على الوالدين الاعتبار من ذلك والعمل على الإقلاع عن التدخين لأنفسهم أولاً ولأولادهم ثانياً”.

أما من الجانب الاجتماعي والسلوكي، فبيّن المحسن: “كثيراً ما يكرر الآباء التأنيب للطفل عندما يكرر خطأً أو سلوكاً معيناً مثل كسر الألعاب والطلبات المتكررة، وهذا التأنيب قد يكون بطريقة شديدة وعصبية، ولابد أن يعرف الآباء أن الطفل بطبيعته يحب الفضول، وتكرار هذا التأنيب ولاسيما عندما يكون هناك غرباء يؤدي إلى نتيجة عكسية”.

وعن العقاب، شدد المحسن على أن “كل الأطفال بحكم تطورهم السلوكي/ الاجتماعي معرضون للأخطاء، ومن واجب الوالدين أن يتدخلا ويربياهم سلوكياً واجتماعياً، والتربية يجب أن تكون ذات وتيرة واحدة يتفق عليها الوالدان، فالتدخل بالنصح وتغيير السلوك لا يكون في فترة طويلة وتعتمد على نوع الخطأ وعمر الطفل؛ إذ لابد أن نعرف أن الطفل وبحكم تطوره يريد أن يلعب ويكتشف ما حوله”، منبهاً إلى أن “التأنيب لا يجب أن نعاقب الطفل بالضرب؛ لأن الطفل لا يعرف أن الضرب نفسه عقاب وكثيراً من الأحيان أدى ذلك إلى أذى جسمي بخلع المفصل أو كسور في العظام أو الجمجمة، فبدلا عن العقاب المبرح على الوالدين أن يتدخلا بطريقة سلسة بعيدة عن العصبية والشدة وتكرار هذه العملية بعد كل خطأ، وعلى الوالدين ألا يتدخلا في الأخطاء البسيطة وإنما في أخطاء الأطفال التي لها عواقب على صحته أو على غيره من الأطفال الآخرين”.

العدد 3973 - الثلثاء 23 يوليو 2013م الموافق 14 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً