العدد 3984 - السبت 03 أغسطس 2013م الموافق 25 رمضان 1434هـ

الولايات المتحدة تعلق آمالها على الرئيس الإيراني الجديد

الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني - AFP
الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني - AFP

تبدي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما آمالاً في تخفيف حدة التوتر بشأن برنامج إيران النووي بعد تولي الرئيس المنتخب الجديد حسن روحاني منصبه لكنها تحجم عن اتخاذ خطوات مهمة حتى يظهر رجل الدين المعتدل رغبة في إجراء مفاوضات جادة.

ويؤدي روحاني المفاوض النووي السابق الذي شارك في ثورة 1979 اليمين القانونية اليوم (الأحد) رئيساً للبلاد وقد تعهد بإصلاحات داخلية وبمزيد من التفاعل الدولي ما يمثل خروجاً على ما يبدو عن سياسات الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد.

وفي مؤشر على أن الولايات المتحدة ترى في فوز روحاني في الانتخابات التي جرت في 14 يونيو/ حزيران بارقة أمل رفض البيت الأبيض الأسبوع الماضي أن يساند على الملأ عقوبات جديدة صارمة أقرها مجلس النواب الأميركي.

ويقول مسئولون أميركيون إنهم لايزالون يحبذون الضغوط الاقتصادية المكثفة على إيران لوقف ما تعتبره واشنطن والاتحاد الأوروبي برنامجاً للتسلح النووي ويطالب المسئولون بإرجاء الإجراءات الجديدة قليلاً حتى تتضح مدى رغبة روحاني في التوصل لاتفاق.

وقال مسئول بارز في الإدارة الأميركية طلب ألا ينشر اسمه «نريد أن نمنح الرئيس المنتخب حديثاً فرصة لينخرط بقوة في القضية». غير أن الشك لايزال يساور المسئولين الأميركيين بشأن حدوث تقارب ويشيرون لعدم استجابة طهران لعرض أوباما لتحسين العلاقات في العام 2009 ومواصلتها تخصيب اليوارنيوم الذي يمكن أن يستخدم في تصنيع أسلحة نووية.

وقال مسئول ثانٍ طلب أيضاً ألا ينشر اسمه «تحدد الأفعال تحركاتنا السياسية... ينبغي أن يكون هناك فعل يدعم التعهدات بالتفاعل». وتابع «إن الكرة الآن في ملعب إيران كلية».

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران منذ العام 1980 بعد أن اقتحم طلبة ومسلحون السفارة الأميركية في طهران. ويختلف البلدان على العديد من القضايا بدءاً من مساندة إيران للرئيس السوري بشار الأسد وانتهاء بشكوك طهران في رغبة أميركا الإطاحة بالجمهورية الإسلامية.

وفيما يحتمل أن يكون بادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة قال روحاني إنه يعتزم تعيين السفير الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة محمد جواد ظريف وزيراً للخارجية. وكان ظريف شخصية محورية في الجهود غير الرسمية لتحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وإيران.

ووصف روحاني الخلاف بين واشنطن وطهران بأنه جرح قديم لابد أن يندمل. وثمة انقسام حاد في الآراء في واشنطن بين من يريدون منح روحاني فرصة وآخرين يقولون إنه مجرد وجه ألطف وحسب لنظام لم يتغير يتحكم في دفته الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وكثرت المقارنات بين روحاني وبين أحمدي نجاد حين نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن روحاني قوله إن إسرائيل جرح أصاب جسد العالم الإسلامي وينبغي أن يندمل. وفي وقت لاحق أذاع التلفزيون الرسمي أنه حدث خطأ في نقل تصريحات روحاني.

وقال عضو مجلس النواب الأميركي ورئيس لجنة الشئون الخارجية اد رويس أثناء مناقشة مشروع قانون العقوبات الجديدة «عزم إيران تطوير ترسانة نووية واضح. سواء كان هناك رئيس جديد أو لم يكن، أنا مقتنع بأن الزعيم الأعلى لإيران ينوي السير على المنوال نفسه».

وأقر بغالبية ساحقة مشروع القانون الذي ينبغي أن يوافق عليه مجلس الشيوخ أيضاً ويشمل بنوداً تهدف لخفض صادرات إيران من الخام - التي قلصتها العقوبات الحالية - بمقدار مليون برميل يومياً في غضون عام.

وبعد تنصيب روحاني وتشكيله الفريق المعاون له يتوقع أن تستأنف إيران المحادثات مع الولايات المتحدة والقوى العالمية التي اقترحت في فبراير/ شباط تخفيف العقوبات على إيران بعض الشيء مقابل تقليص عمليات تخصيب اليورانيوم.

وقال الخبير الإيراني بمؤسسة «كارنيجي» للسلام الدولي كريم ساجدبور إن موقف إيران التفاوضي كان «أكثر مرونة» أثناء تولي روحاني منصب المبعوث النووي في الفترة من العام 2003 إلى العام 2005. وفي ذلك الحين علقت إيران برنامج تخصيب اليورانيوم مؤقتاً.

وقال ساجدبور «التحدي الذي يواجه روحاني حالياً هو التوصل لاتفاق يقبله المتشددون في إيران والكونجرس الأميركي وهو أمر بالغ الصعوبة».

وأكدت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي استعدادها إجراء محادثات مباشرة مع إيران. وفي 25 يوليو/ تموز خففت واشنطن العقوبات قليلاً لتسمح بتصدير عدد أكبر من الأجهزة الطبية لإيران بدون تصريح خاص فيما اعتبره بعض المراقبين بادرة دبلوماسية تجاه طهران.

وقال مسئولون أميركيون إنه مجرد تعديل طفيف للعقوبات لضمان وصول سلع تستخدم في أغراض إنسانية. ومن المرجح أن يكون أي تحسن في العلاقات الأميركية الإيرانية تدريجياً.

وقال ساجدبور «أحد التحديات الدائمة في العلاقات الأميركية الإيرانية هي «من سيخطو الخطوة الأولى؟» لن ترفع الولايات المتحدة العقوبات من جانب واحد ولن تعرض إيران من جانب واحد تنازلات نووية».

وتابع ساجدبور أن إدارة إوباما تفكر على الأرجح في خطوات أصغر لبناء الثقة. وأضاف أنه ينبغي لأوباما أن يزن موقفه من روحاني بدقة وإلا خاطر بتعقيد موقف الرئيس الجديد محلياً وقال «الحماس الأميركي المفرط قد يضره في طهران أكثر مما يفيده».

ولخص الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي كان قائداً للقيادة المركزية حتى مارس / آذار وجهة النظر الرسمية الحذرة تجاه تولي روحاني الحكم في منتدى أمني في كولورادو في الآونة الأخيرة قائلاً «لا أعتقد أنه معتدل ولكن هذا لن يقلل من تأييدي للتعامل معه واستنفاد كل البدائل في الوقت الحالي (...) بعبارة أخرى لنبحث ونرى إذا كان ثمة مجال للمناورة... لذا دعونا نبذل محاولة ونتحدث معه... لتكن توقعاتنا متواضعة ولكن لنحاول على الأقل».

العدد 3984 - السبت 03 أغسطس 2013م الموافق 25 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:10 م

      ليش نو بين

      امريكا وايران
      مابينهم لاحروب ولا عداء
      فقط كلام اعلام لم نشاهد عداء حقيقي

    • زائر 2 زائر 1 | 5:54 ص

      نعم

      أنت لم تشاهد عداء حقيقي لكن لم تشاهد صداقة حقيقية أيضا كما هي علنا موجودة بين الدول العربية و أمريكا بل أكثر لتصل مع إسرائيل. لا و أكثر من ذلك و الأمر هو أن الدول العربية تعادي من يعادي إسرائيل و تحب من يحب إسرائيل.
      الله يهديكم

اقرأ ايضاً