واصلت سوق الأسهم انتعاشها في الربع الثاني ومطلع الربع الثالث من العام 2013، منطلقة بكامل قوتها متحدية قوانين الجاذبية والتعقل الاستثماري. لكن هل سنرى شيئاً جديداً بالنسبة إلى بقية الربع الثالث؟ أم أن انتظار العودة إلى الواقع والتطبيع هي - مثل شخصيات صمويل بيكيت «فلاديمير واستراجون» - تماما مثل الانتظار العبثي لغودو؟

في عالمنا هذا الغودو الذي نحن بانتظاره هو دعوة للصحوة -عمليات الإصلاح الواجب القيام بها لإعادة الاقتصاد العالمي إلى طبيعته؛ إذ لا يكون وقود الأسواق القوية المال السهل وأسعار الفائدة «صفر» وأسعار فائدة حقيقية سلبية، ولكن بدلاً من ذلك، والابتكار وخوض المخاطرة الحقيقية وبالقدر نفسه من الأهمية خوض الخسارة الحقيقية. هذا شيء لم نشهده بشكل جدي منذ ما قبل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق، ألان غرينسبان.

إن السيناريو المتسم بكبر احتمال حدوثه من هنا هو ذلك السيناريو الذي تبلغ فيه أسواق الأسهم مستويات مرتفعة جديدة في الربع الثالث لأسواق الأوراق المالية؛ إذ تبلغ 1750 أو حتى 1800 في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأميركي على أساس الرياح الدافعة للأرباح المدارة وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي يتلكأ في إنهاء التسهيل المالي، على رغم الحاجة الواضحة للقيام بذلك.

ومن المفارقات، أن مواصلة أرقام النمو المتباطئ في الولايات المتحدة والدول الأساسية في أوروبا - في ظل غياب الظروف المثالية بالنسبة إلى الاقتصاد - تبدو مثالية للمشاركة في المسيرة المستمرة لسوق الأسهم لأن هذا يبقي الدعوة إلى الصحوة معلقة. ولكن يجب ألا نخطئ؛ ما أسميته «مثلث برمودا» علم الاقتصاد (انخفاض النمو وارتفاع أسواق الأسهم وارتفاع معدلات البطالة) ليست واقعاً مستداماً؛ إنه مجرد وهم من شأنه أن يصبح من المؤلم - وبشكل متزايد - أن نخلص أنفسنا من استمرارنا أكثر في الإيمان بأنه حقيقة. مؤلم بشكل متزايد على تخليص أنفسنا من أطول مما لانزال نعتقد أنه هو حقيقي.

ليس لخلفية السوق في الربع الثالث أي علاقة بالأسس الاقتصادية، ولكن لها علاقة كبيرة بما إذا كان الساسة سيستمرون في قدرتهم على كسب الوقت وكما كانوا ومازالوا يفعلون منذ العام 2008.

ستين جاكوبسن

كبير الاقتصاديين - بنك ساكسو