وضع كلمته في مقدمة الكتيب قائلاً: «هذا موسم آخر ولقاء يتجدد معكم في برنامج ثقافي وأنشطة موازية كلها تهدف للاهتمام بتاريخنا وتراثنا وثقافتنا... نتمنى أن تزداد الأعداد المهتمة بأهداف الجمعية وتوجهاتها الوطنية وأن يكون للتاريخ موقع متميز وأن تكون للحضارة التي وجدت على هذه الأرض أسس نتفق جميعاً على المحافظة عليها وعلى شواهدها».

هذا ما بدأ به رئيس مجلس إدارة جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى محمد أمين الكتيب الثقافي لموسم العام الستين لهذه الجمعية العتيدة، والذي صدر مؤخراً مزوداً بالعديد من الوثائق التاريخية المهمة بعضها نُشر في هذا الملحق ضمن زاوية وثيقة. وللعلم فإن الجمعية تأسست العام 1953 ولهذا فهي تعتبر من أقدم الجمعيات التخصصية في مجال التاريخ والآثار في الخليج من خلال اهتماماتها المتنوعة في حقل التاريخ والآثار. وبمكتبة نوعية تحوي العديد من الوثائق والمصادر والمراجع التي حرص عيسى، شخصياً، على توفيرها لأعضاء الجمعية والباحثين وطلبة العلم في البحرين والخليج لدعم بحوثهم التاريخية والتراثية المتخصصة.

برنامج الستين: وبما أن هذا الموسم يصادف مرور ستين عاماً من عمر نشاط جمعية تاريخ وآثار البحرين الذي لم يتوقف طوال تلك الفترة على غم كل الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها اليوم وهي تحاول ترسيخ تاريخ وتراث هذه الجزر في ذاكرة المواطنين؛ فقد كانت لنا هذه الوقفة السريعة مع رئيس الجمعية عيسى حيث كتب: «جمعية وتاريخ وآثار البحرين وستة عقود من التواصل الإنساني مع المهتمين بتاريخ وآثار مملكة البحرين. كان ذلك من خلال عمل تطوعي ومنذ بداية التأسيس وبمشاركة البعثات الدانماركية، والفرنسية، والبريطانية، والصينية، واليابانية، والألمانية، والعربية، والتي جاءت كلها لتحدثنا بلغة الإنسانية، لغة الحضارات والتراث عن أهمية بلدنا ومكانتها في منظومة الإنسان الحضاري، ولتكرس فينا حب هذا الإرث الحضاري، وتؤكد لنا أهمية ماضينا وإدراك واقعنا وحاجاتنا لأن نتعلم بأن التاريخ تكتبه الشعوب ولا يملكه أحد... وأن الآثار شواهد الحضارات لا يمكن إغفالها أو تجاوزها... نحن جزء من تاريخ الإنسان وحضارته ولذا كانت هذه الاستمرارية طوال الستين عاماً عبر جهد استقطاب كل من ينتمي إلى هذا التاريخ وهذه الحضارة ليشاركونا فيما لم يكتب ولم يقال ولم يشاهد... ويكتشفوا أن هناك الكثير في انتظار من يرغب في اكتشافه على سطح وفي باطن هذه الأرض».

وبناءً عليه، جاء برنامج الجمعية حافلاً بالعديد من المحاضرات القيمة في عناوينها، وقد بلغت 15 في العدد، تغطي الموسم المتواصل من 9 أكتوبر/ 2013 وحتى 28 مايو/ 2014، ويشارك في البرنامج ستة أكاديميين من حملة الدكتوراه المتخصصة، وتسعة باحثين في مختلف العلوم التاريخية بينهم محاضرون من سلطنة عُمان، ودولة الكويت الشقيتين. وتتوزع المحاضرات كالتالي: البحرين بين 1923 - 1956 لعيسى أمين، العلاقات الحضارية بين ما جان ودلمون لمحمد الحمادي، إضاءات بحرينية في سيرة هلال المطيري الكويتية لمحمد حميد السلمان / ذاكرة الأغنية البحرينية بين 1895-2011 - الفنان إبراهيم الدوسري، استصلاح الأراضي الزراعية في البحرين لنبيل حمدان، تأثير الحرب العالمية الثانية على البحرين ليوسف صلاح الدين، إيتوري ميوتي وحكايته مع البحرين في الحرب العالمية الثانية لحمد العبدالله، تطور اللهجات البحرينية في البحرين لأمير زهير، الحركة العلمية في البحرين لعيسي الوداعي، تاريخ وفن الموز لكوثر التيتون، بلغريف بين الإيجابيات والسلبيات أو بين الإنجازات والإخفاقات لجعفر الدرازي، الإصلاح والتطوير الإداري للخدمة المدنية لأحمد عبداللطيف البحر، النقود الإسلامية المضروبة في عُمان لإبراهيم الفضلي (سلطنة عُمان)، آخر التنقيبات والمكتشفات الأثرية في جزيرة فيلكا لحامد المطيري (دولة الكويت)، لماذا احتفظ السيف بأسطورته لدى الشعوب... السيف الأجرب أنموذجاً.