العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

«الإحباط»... هو العقبة الأساسية التي تواجه نجاحات المرأة العربية

رئيس مجلس إدارة الجامعة الخليجية منى الزياني

تؤكد رئيس مجلس إدارة الجامعة الخليجية منى الزياني على أثر مجموعة من المكتسبات أسهمت في النهوض بواقع المرأة العربية والخليجية عموماً، والبحرينية خصوصاً، ولعل هذه المكتسبات لم تتحقق إلا بجهود المرأة ذاتها، حيث أثبتت قدرتها على تحمل المسئولية وتتغلب على المعوقات من خلال وضوح الأهداف التي تسعى لتحقيقها.

وتختصر الزياني رؤيتها عبر هذا الحوار في أن المرأة في الماضي كانت ترضخ للظروف المحيطة وتكتفي بالقول إن هذا نصيبها! أما اليوم، فقد تغيرت النظرة كثيراً وأصبحت المرأة تقول وهي تتحدى الظروف والحواجز إن هذا طريقها... وفيما يلي نص الحوار:

تغيير النظرة التقليدية

من واقع خبرتكم، هل تمكنت المرأة العربية من إثبات وجودها في مجال التعليم بشكل عام وفي مجال التعليم العالي بشكل خاص؟

بكل تأكيد... ففي السنوات الماضية حققت المرأة الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات، فعند الحديث عن التنمية بشتى أنواعها لا يمكن بأي شكل من الأشكال تجاهل دور المرأة والجهود الحثيثة التي تبذلها في ترك بصمات واضحة لها، حيث أثبتت المرأة قدرتها على تحمل المسئوليات المسندة إليها بكل كفاءة ونجاح، وهي بذلك تكون جنباً إلى جنب مع الرجل في تحمل هذه المسئوليات.

هل نستطيع القول إن المرأة العربية تمتلك القدرة على التعامل مع التحديات التي تواجهها في الحياة اليومية؟

أي تحديات كانت - إذا وقف الإنسان أمامها ضعيفاً مستسلماً تبقى أقوى منه، وتتغلب عليه بكل سهولة وأعتقد أن المرأة العربية أقوى مما يتصور البعض فبالإيمان والعلم والصبر تستطيع المرأة تحقيق كل ما تصبو إليه، وتتغلب على كل المعوقات التي تعترضها شريطة وضوح هدفها والتخطيط له بأدق تفاصيله، والمجتمع البحريني غني بالتجارب النسائية التي أثبتت صلابة المرأة البحرينية في وجه التحديات... هذه التجارب غيرت من النظرة التقليدية للمرأة وخاصة تلك التي يروج لها الإعلام الغربي ونقلها من الصفوف الخلفية التي لا تبوّئها دور تحمل المسئوليات والريادة بل تضعها في مقدمة الدول التي للمرأة فيها دور فاعل.

يجب ألا نكرر الأخطاء!

نعم، هذا الكلام جميل وقد يقودنا لأن نسألك شخصياً... ما هي أكثر المجالات المتعلقة بالمرأة التي تهتمين بالبحث فيها ولماذ؟

في الحقيقة، إن اهتمامات بحثي لا تقتصر على المرأة فقط، بل تشمل كل قطاعات المجتمع، وبما أن المرأة هى جزء فاعل فيه، فقد حصلت المرأة على نصيب من هذه الإهتمامات لكن يجب ألا نعزل اهتمامات وقضايا المرأة عن القضايا العامة التي تخص المجتمع بكامله وإلا قد نكون نكرر الأخطاء السابقة وهي تمييز المرأة ووضعها في خانة العنصر القاصر الذي يحتاج إلى رعاية من نوع خاص، وهذا ما اجتازته المرأة في بعض المجتمعات العربية وتصارع من أجله في بعضها الآخر.

فمتى تشعر المرأة بأن هناك عقبات أمام إثبات وجودها وإنتاجها بالعمل؟

لاشك أن أي إنسان يعمل لا يخلو عمله من مواجهة العقبات، وهذه العقبات تكون معروفة ومتوقعة إذا ما وضعت خطة جيدة للعمل، ولكن أحياناً كثيرة تظهر العقبات وتكشف عن نفسها أثناء التنفيذ وهذا في الحقيقة ما يقلق. وأعتقد أن العقبة الأساسية التي تواجه المرأة في نجاحاتها هى الإحباط... وتكون المرأة في ورطة حقيقية إذا ما استسلمت له والذي عادةً ما تكون أسبابه الأجواء السلبية التي تحيط بها، فعبارات مثل (صعبة... عيب... مستحيل... مغامرة...) كلها تضعف العزيمة وتزرع اليأس.

خطوات واثقة نحو النجاح

من واقع تجربتك... هل ساهمت المرأة العربية في تقديم أفكارها في مجالات العمل المختلفة كدراسات وأبحاث تسهم في تطوير العمل؟

كما أشرت سابقاً، فإن المرأة العربية تخطو خطوات واثقة نحوالنجاح، وتجتاح كل المجالات حتى تلك التي كانت محرمة عليها ومقتصرة فقط على الرجال، فقد انتقلت من حدود الرعاية المنزلية وخاضت معتركات الحياة وتجاربها لتكون الآن المعلمة والطبيبة والمهندسة والباحثة والأكاديمية وصاحبة الأعمال والسياسية، بل تعدت ذلك في المجتمع البحريني لتكون سائقة التاكسي وأول طيارة في العالم العربي، وهذه الجهود شاركت وتشارك في وضع أفكار رائعة ورائدة في الخطط التنموية في المجتمعات العربية وخاصة تلك التي تخص المجتمع والأسرة، والمؤتمرات العلمية على المستوى العالمي شاهد على مشاركات المرأة العربية في بناء مجتمعاتها من خلال الأبحاث والدراسات.

إصابة الهدف بكل دقة

هناك نساء حالت ظروفهن وأسباب مختلفة عن نجاحهن مع أنهن يمتلكن الإمكانيات لكنهن لا يمتلكن العزيمة، بماذا تنصحينهن؟

بدون العزيمة يصبح الإنسان مجرداً من كل أسلحة المواجهة حتى لو توافرت له كل الإمكانيات وتضافرت معه الظروف... كل ذلك لن يجدي نفعاً ما دامت العزيمة ليست في صالحه... نحن الآن نعيش في عالم يختلف عما عاشه أجدادنا فلم تعد الأمور تسير حسب (التساهيل) أو ما يسمى (على البركة)، فإذا كانت المرأة في الماضي تقول هذا نصيبي، فإنها اليوم تقول هذا طريقي... هذه خطتي... هذه مؤهلاتي... وتلك هي أهدافي لكن ذلك لا يتطلب فقط الإمكانيات واقتناص الفرص والتشعب في الهدف بل الاختيار... التصويب وإصابة الهدف بكل دقة، لذا، فأنا أنصح أن تكون المرأة على علم بحدود هدفها، وأن تكون العزيمة والإيمان والإصرار والمعرفة أهم وسائلها لتحقيق أهدافها كما أنصح ألا يكون للاستسلام مكاناً في مسيرتها فالإنسان تعلمه تجاربه.

بث روح الإبداع

ختام حوارنا مسك، دكتورة... لوكنت مسئولة عن قطاع نسائي... ما هي القوانين أو التشريعات أو الأنظمة التي ستعملين على الدفع في تطبيقها لصالح المرأة؟

بداية أحب أن أؤكد بأن ليس كل المعوقات مرتبطة بالتشريعات والقوانين والأنظمة، لكن هناك أمور أخرى لها علاقة بالتنشئة والوعي والعلم وتعلم تحمل المسئولية تجاه المجتمع والآخر، وإذا ما كانت الأمور متعلقة بالتشريعات والقوانين، فإنني سأعمل بالتأكيد على الاهتمام بقوانين الأحوال الشخصية وحماية الأسرة، وأتبنى التشريعات التي تشجع على نشر الوعي والثقافة وتسهم في بث روح الرغبة في العمل والإبداع والابتكار، وأرى أن ذلك ليس بالمستحيل على المرأة العربية... فمن استطاعت أن تصل إلى هذا المستوى في العلم والتقدم والتطور في الكثير من المجالات، تستطيع بكل ثبات أن تبتكر وتبدع وتتميز.

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً