العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ

15 دقيقة تزيد على 12 سنة دراسية

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تسير الأمور وفق قوانين وضعت لها، فكل شيء في الحياة وضع الله سبحانه وتعالى قانوناً يحكمه ويسيره، وهو الوحيد الذي يعطي من يشاء ما يمكنه من خرق هذه القوانين من خلال المعجزات وقد أعطى ذلك للأنبياء والرسل.

لكن وزارة التربية والتعليم خرقت كل الأمور المنطقية وكل القوانين التي تسير عليها الدول بمختلف مستوياتها ونوعية الحكم فيها.

الجميع يعلم أن 1 + 1 = 2 والجميع يعلم أن الإنسان يدرس عدداً من السنوات وفي هذه السنوات الطويلة التي تصل إلى 12 سنة يتعرف هو على توجهه ويتعرف الجميع على مستواه، غير أن وزارة التربية والتعليم خرجت بمعادلة جديدة لا يمكن للمفكرين أو الفلاسفة أو الأطباء أو الطيارين أو أصحاب أي تخصص الوصول إليها وهي 15 دقيقة تسقط 12 سنة دراسية بكل تعبها وتراكم الخبرة فيها.

لا أعتقد أن الفلكيين أو المنجمين أو حتى علماء الدين يمكنهم الوصول إلى هذا الاكتشاف العظيم الخارق لكل قوانين العقل والمنطق والعدل والمساواة.

15 دقيقة وقد تصل إلى 30 دقيقة ولنقل 45 دقيقة تنهي عمل طالب أو طالبة بذل لمدة 12 سنة دراسية، هي بالضبط المقابلة الشخصية التي لا يعلن عن اللجنة التي تقوم بها وأسماء منتسبيها وتخصصاتهم ومستواهم العلمي ولا المعايير التي تستند إليها في التقييم الخارق لكل قوانين المنطق.

إذاً هي معادلة جديدة لم ولن يكتشف سرها العظيم أبداً وهي 15 دقيقة تساوي أو تزيد على 12 سنة دراسية. وبعدها لا يحق لأحد أن يقول: «ما عندنا وزارات متميزة وخارقة».

ونتيجة للتميز الكبير الخارق للعادة فإن معظم الشكاوى إن لم يكن جميعها يتم الرد عليها برد سلبي ينفيها ولكن بعض تلك الردود هي أشبه بتأكيد الخطأ ومنها الرد على موضوع حرمان طالب فاق معدله التراكمي 99 في المئة وحرم من بعثة الطب فبدل تدارك الموضوع جاء الرد الذي لا يمكن وصفه إلا بتأكيد وقوع الحادثة والإصرار عليها.

والتبرير جاء وفق المعادلة الخارقة 15 دقيقة تساوي أو تزيد على 12 سنة دراسية، والـ 15 دقيقة هي مدة المقابلة التي يدخلها المتفوق من أجل تحديد البعثة التي سيحصل عليها والمنحة، والسؤال هل اللجنة التي حرمت الطلبة والطالبات المتفوقين من دراسة الطب فيها استشاري أو طبيب متخصص حتى تحدد عدم أهليتهم؟، فضلاً عن تحديد الأهلية لا يكون في لجنة تقابل الشخص لربع ساعة أو نصف ساعة، فما بالك بغموض اللجنة وأعضائها ومعاييرها والشكاوى الكثيرة ضدها وضد تشكيلها من الأساس.

على الوزارة ألا تبرر، فالموضوع مكشوف للناس، كل الناس، وبشكل لا يمكن إخفاؤه بأية طريقة فهو فاقع، ثم لماذا لا تعلن الوزارة معدلات من حصلوا على البعثات وأرقامهم الشخصية، هل الحصول على البعثة أمر شخصي أو مهين؟، أم أنه فخر لكل إنسان.

أما عن تعيين المدرسين الأجانب فحدِّث ولا حرج، وإذا ما جئنا من باب تبرير الوضع للوزارة، فأين خطتها في تأهيل المدرسين البحرينيين العاطلين ليحلوا مكان الأجانب؟، طبعاً لا توجد أية خطة وعملية توظيف الأجانب مستمرة وبشكل متزايد ومن دون توقف بينما البحرينيون عاطلون عن العمل. والسبب واضح ولا يحتاج إلى توضيح أو إلى من يصرح به أصلاً.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:46 ص

      عوامل الانهيار

      تسارع وتيرة الفساد والظلم .. يسارع بانهيار هذه الدول

    • زائر 10 | 4:41 ص

      الله أكبر

      لا تبكي على اللبن المسكوب ولكن ما هو الحل؟ ليس هناك بديل سوى إستمرار النزيف والصمود إن الله مع الصايرين ... الطريق طويل و إن الصير على البلاء محفوظ أجره عند الجبار فصيرا جميل

    • زائر 8 | 1:13 ص

      الظلم فاق حد الادراك..فيا وطني إلى متى؟؟؟ متى أراك مبتسما؟

    • زائر 6 | 12:54 ص

      إذا عرف السبب بطل العجب

      إن القائميين على ارتكاب الجرائم من كل نوع في الوزارة معروفين من أعلى الهرم و حتى اخر تنفيذي.

    • زائر 5 | 12:36 ص

      نعم

      أصبت كبد الحقيقة

    • زائر 4 | 11:57 م

      سؤال صريح للوزارة

      لماذا يستبعد المديرين والمديرين المساعدين الشيعة من إجراء المقابلات مع الطلبة المتفوقين إنني لا أعرف أي شخص ينتمي لهذه الطائفة أسندت له هذه المهمة فما هو السبب يا وزارة التربية ؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 7 زائر 4 | 1:10 ص

      الكلام عن أي وزاره خطاٌ أحمر

      هذا هو منهجهم عندما تتكلم عن أي واقع و انت من فئه غير فئتهم يقولوا لك لا تتكلم مثل هذا الكلام، إذاً عن ما ماذا اتكلم هل أُصفق عن الشي الغير صحيح... هذا واقع قبلي لا يقبل بالرأي لآخر. شكراً للقلم الحُر

    • زائر 1 | 10:06 م

      بورك قلمك

      أروع مقال قرأته عن هذه الوزارة الفاقعة الكوارث!

اقرأ ايضاً