العدد 4056 - الإثنين 14 أكتوبر 2013م الموافق 09 ذي الحجة 1434هـ

عيد سعيد خالٍ من القتل يارب

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يحتفل العالم الإسلامي اليوم بعيد الأضحى المبارك، جعله الله يوم وحدةٍ وتقاربٍ وتسامحٍ ورحمةٍ بين المسلمين.

ففي ظهر هذا اليوم، يُكمل الحجّاج مناسكهم ويُحِلّون من إحرامهم، ويبقى أمامهم يومان لرمي الجمرات لمن تعجّل الرحيل من الأراضي المقدسة، بعد أن قدّموا أضحياتهم، سائلين الرحمن المغفرة والقبول.

في سائر البلدان الأخرى سيحتفل المسلمون بالعيد، تقارباً وتزاوراً وتبادلاً للمودة وصلةً للأرحام. هكذا دأب المسلمون قرناً بعد قرن، التزاماً بسنة النبي الأكرم (ص) ووصاياه بإشاعة قيم المحبة والتراحم والسلام.

في السنوات الأخيرة... ومع صعود بعض الحركات المتشدّدة وتسيّدها في بعض الساحات، تغيّرت المعادلة، فأصبحت الأعياد الإسلامية مناسباتٍ تستغلها لسفك المزيد من دماء الأبرياء، التي تعبث بها طوال العام. وفي قلب هذه البلدان المبتلاة، قلب العالم الإسلامي، الشام والعراق، وعلى الطريق تتبعها مصر حاضنة الأزهر الشريف.

في هذا اليوم، يحبس المسلم العربي أنفاسه وهو يتابع نشرات الأخبار، وكله خوفٌ بأن تتوارد الأخبار العاجلة بوقوع تفجيرات تطيح بأعداد جديدة من الضحايا، سواءً في سورية أو العراق، أو باكستان وأفغانستان... هذه البؤر الأكثر سخونة، والأكثر تعرّضاً لنتاج الفكر المتطرف الذي يتعامل مع دماء المسلمين كما يتعامل مع كؤوس الماء.

على امتداد العام، وفي أغلب أيام الأسبوع، لا تتوقف مثل هذه الأخبار، حتى أصبح العالم الإسلامي المنطقة الأكثر دموية. كل أقاليم العالم توقف فيها سفك الدماء، اللهم إلا من الحوادث العارضة أو كوارث الطبيعة... أما عالمنا الإسلامي فهو المنطقة الوحيدة في العالم التي مايزال يجري فيها سفك دماء أبنائها بأيدي أبنائها، وغالباً ما يجري ذلك باسم الإسلام، وتحت شعارات تطبيق الشريعة ونصرة الإسلام!

في مثل هذا اليوم، كان الرسول (ص) يخطب في أتباعه وأصحابه (رض) مذكّراً ومعلّماً: «المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»... وبعد خمسة عشر قرناً يبرز جيلٌ لم يأخذ من الإسلام إلا اسمه، ليقلب المعادلة النبوية، فيستحل دم المسلم بالشبهة، ويقتل على الهوية، ويفجّر الأسواق، ولا يرعى حرمةً لمسجدٍ أو إنسان.

يوم الخميس الماضي، دعت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى، وهي دعوة مشكورةٌ ومقدّرةٌ حتى وإن جاءت متأخرة وخجولة. وكانت ستكون أجمل وأكمل لو امتدت نظرة الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، لتشمل بحنانها أيضاً الشطر الآخر من قلب العالم الإسلامي (العراق)، الذي يتعرّض أبناؤه منذ سنوات، إلى مسلسلات يومية من التفجيرات الدموية دون توقّفٍ، فيقتل فيها ويجرح العشرات، وأحياناً تكون الضحايا بالمئات، وأغلبهم – بالمناسبة - من أبناء العروبة والإسلام.

في هذا اليوم... نتمنى أن نشهد هدنةً حقيقيةً طوال أيام العيد تمتد طوال العام، وألا نشاهد صور المزيد من التفجيرات وقصف المدن والمنازل الآمنة، وسقوط المزيد من الضحايا على شاشات التلفزيون. نسألك اللهم الرحمة والألفة وتقريب القلوب في أمة الإسلام.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4056 - الإثنين 14 أكتوبر 2013م الموافق 09 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:17 م

      لا لالا

      عيد خال من القتل يا رب . !!! لالالالالالا هذا لن يكون ابدا ما دام هناك ناس تقرأ و تؤمن بكتب الناصبي الخصي ابن تيمية الحراني . ومن يؤمن به ويسير على هديه و دينه لابد ان يسلك طريق الارهاب والقتل , هل نسيتم الجزائر وافغانستان وباكستان واليمن والصومال والعراق ولبنان الضنية ونهر البارد والاسير , هل نسيتم بوكو حرام ؟ هل تعرفون ما معنى بوكو حرام ؟ تعني التعليم حرام . هل نسيتم الطالبة الباكستانية لالا ؟
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 12 | 12:12 م

      عيد سعيد

      اتمنى ان يكون هذا العيد مختلف ... ان تنعم العائلة البحرينية بالسعادة ولملمة الشمل وكل الابناء مع ابائهم يجلسون على سفرة واحدة يتناولون وجبة غذاء العيد بهدوء وطمأنينة وفرح.... عن نفسي هذا عيد مختلف ايضا لي ابن ينعم برحمة الرب الكريم بين اطباق الثرى جسدا وفي جنة نعيم روحا...اما ابني الاخر فيقبع خلف القضبان حيث تم اعتقاله في جنح الليل المظلم من على سريره من قبل زوار الفجر... فيا عيد تمهل قليلا رب فجر جديد يحمل بصيص امل .. ولله الحمد

    • زائر 11 | 12:09 م

      صدقت

      يا ليت كذلك يتوقف حلفاء ايران عن قتل المسلمين في العراق و سوريا

    • زائر 10 | 12:08 م

      صدقت

      يا ليت كذلك يتوقف حلفاء ايران عن قتل المسلمين في العراق و سوريا

    • زائر 9 | 7:14 ص

      قتلى في كركوك العراض بعد صلاة العيد مباشرة

      فقيد في كرباباد بسبب السكلر
      اليوم كسار الفاتحة في المصلى ونتمنى ان تمر بسلام.
      الله يحف عباده.

    • زائر 8 | 6:11 ص

      يقال خلا وخلي يعني فاضي ويقال خال يعني أخا أو أخو الإم لكن

      يقال المرجع لله ونعم بالله بينما قال المرجع السيد حسي ن محمد فضل الله قدس سره أن الحسابات الفلكيه أدق وهذا صحيح يعني غير معتل ولا مريض قوله!. فاليوم فلكياً يصادف التاسع من ذي الحجه وليس العاشر. يعني اليوم عيد أو لا عيد اليوم؟ أو حجة الحجاج على قرون بقر هذه السنه والسنوات الماضيه؟

    • زائر 7 | 6:07 ص

      على الدنيا السلام

      سابقا تسمع مقولة على الإسلام السلام واليوم استفحل الأمر فنقول على الكرة الأرضية بما فيها وما عليها السلام كيف لا وسابقا كان الإرهاب تقوده جماعات متطرفة لها أجندتها الخاصة أما اليوم فتقوده دولا لها حكومات ونفوذ اقليمي ودولي وتملك من الإمكانات ما تمول به عناصر الشر في العالم بأسره وبمباركة منظمات ترعى السلم كما تدعي ومفتين جاهزين وتحت الطلب ومحطات تبث وتروج فهل سيبقى شيء ولو كانت أسلحة الدمار الشامل تحت تصرفها لما تورعت وما حدث في سوريا نموذج مصغر وناقوش خطر والحافظ الله.

    • زائر 6 | 5:42 ص

      هؤلاء ليسوا بمسلمين،،،،بل فسقة الدين

      ببساطة...هذا مخطط خارجي بدعم داخلي من الربع لخلط الأوراق وشرذمة الجميع كي يمعنوا نفوذا وتسلطا خدمة لأسيادهم اللذين لا هم لهم الا سرقة الدول بأية وسيلة...أما اللاحق منه في شحذ النفوس الملظية بالحقد والكراهية جراء بث الفرقة المخطط له فيسفعل فعله دون وعي او ادراك.....التفجير من الداخل أسهل....ألا تستوعبون؟ اما الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي فكلاهما وتد في هذا المخطط.... فلا تشكرهما لأنهما اول المنفذين.

    • زائر 5 | 3:04 ص

      هل ترجوا من المجرمين خيراً؟؟

      تنفيداً لرغبتك سيد انفجار في كركوك أمام باب المسجد راح ضحيته المصلون الذين للتو انهوا صلاة العيد.وفي افغانستان تم تلغيم المايكرفون ليقتل احد قادة الدولة هناك وهو يلقي كلمته اثناء صلاة العيد.وفي بيروت تم اكتشاف سيارة مفخخة معدة للتفجير يوم العيد.هذا هو حال التكفيريين.هذا يوم عيد الأضحى المبارك.هل ترجوا من هؤلاء المجرمين خيراً.لا يمكن الأجرام عقيدتهم ولا علاقة لهم بالاسلام وهم ليسوا بمسلمين.

    • زائر 4 | 2:54 ص

      لن يكون كذلك وقد قلب البعض الدين رأسا على عقب(انما ارسلناك رحمة للعالمين)

      اين هذه الرحمة في هؤلاء؟ كيف فهموا الدين ومن اين جاءهم هذا الفهم المعكوس؟ لماذا يسكت بعض المسلمين عنهم ويتركوا لهم الحبل على الغارب ليعيثوا في الارض فسادا وقتلا وتشويها للدين والقيم الاسلامية؟

    • زائر 3 | 1:33 ص

      المتأسلمون المتشددون التكفيريون

      ألا يعترفون ويعتقدون بالأشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب هذه اشهر السلام وان اهل الجاهلية يحرمون فيها القتل وقد اخذ الاسلام بذلك يريد منا ان نعيش فترة سلام لنفكر في حربنا وقتالنا من نحارب ؟لماذا نحارب ؟ ماذا فعل عدونا؟ هل يستحق القتال؟واسئلة كثيرة لعلنا نجد بدلا للقتل وسفك الدماء يريد منا نعيش السلام مع انفسنا مع ربنا مع اهلنا مع الناس عموما مع المخلوقات مع البيئة مع كل ما يحيط بنا الا لا ترجعن بعدي كفارا ضلالا يقتل بعضكم بعضا

    • زائر 2 | 12:59 ص

      فصلِ لربك و انحر

      ما يفهمون شي غير نحر الأوادم

    • زائر 1 | 11:02 م

      قتل المسلمين

      تدمير مساجد المسلمين وكنائس المسيحين وسفك دماء المسلمين في المساجد والشوارع وتالي الغذاء مع رسول الله مادري إسلام اي جد من اجدادهم

    • زائر 14 زائر 1 | 5:09 ص

      للتنويه فقط.

      اليوم ثاني ايام العيد يمكن سقط سهوآ للكاتب او الطابع مع تحياتي للجميع بعيد سعيد

اقرأ ايضاً