العدد 4068 - السبت 26 أكتوبر 2013م الموافق 21 ذي الحجة 1434هـ

مازلنا قادرين على التوفيق بين الأجندات

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ضجة إعلامية وسياسية كبيرة نتجت عن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2013 عندما قال إن أميركا بذلت «جهوداً لحل التوترات الطائفية في العراق وسورية والبحرين»، وذلك ضمن حديثه عن القيم التي تلتزم بها الولايات المتحدة تجاه الأحداث في منطقة الشرق الأوسط. فجأة بعد هذه التصريحات التفتت جهات عدة إلى أن خطابها المشحون بالطائفية ليس صالحاً، وانقلب الحديث بين ليلة وضحاها ليتحوّل إلى حديث عن الألفة والمحبة التي لا يمكن أن تدخل بينها الطائفية.

ولقد كنا من الذين يحذرون من تلبيس الوضع السياسي بلباس طائفي، واتخاذ إجراءات على أساس طائفي؛ لأن الاختلافات السياسية أمر طبيعي تمر به كل المجتمعات، ولكن الاختلاف على أساس طائفي أو إثني أو قبلي أو مناطقي يُعتبر أمراً خطيراً لأنه يؤدي إلى تفتيت الوحدة الوطنية وتحويل البلد إلى لقمة سائغة للتوترات المزمنة، أو حتى أخطر من ذلك.

الانقسامات السياسية مهما تعقدت فإنها ليست بخطورة الانقسامات الطائفية أو ما شابهها... فحتى في مصر، فإن الانقسام إنما هو بين من ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم، والإخوان المسلمون جماعة سياسية في نهاية الأمر، والمرء لا يولد وهو منتمٍ لها، وإنما ذلك يحتاج إلى قرار بالانضمام إلى الجماعة... كما أن المرء يستطيع أن يترك الجماعة متى شاء، لأنها جماعة سياسية. أمّا في الحالات الأخرى، فإن الإنسان يولد وهو منتمٍ إلى طائفة أو إثنية أو قبيلة أو منطقة، وبالتالي لا يكون لديه الخيار المتوفر لمن ينتمي إلى الجماعة السياسية، إذ لا يمكن للمرء مثلاً أن ينسحب من قبيلته أو ما شابه ذلك.

وعليه، فإن الانقسامات إذا نشأت على أساس طائفي أو إثني أو قبلي أو مناطقي، فإن الخطورة كبيرة جداً، نشهد آثارها حالياً في ليبيا مثلاً، وشهدناها من قبل في السودان. والدول التي تقسم شعبها على هذه الأسس تتورط في حاضرها ومستقبلها، ونجد أن المحاصصات التي تُطرح كحل لها ليست من دون عيوب، كما نرى ذلك في العراق حالياً.

مازلت أعتقد أننا كبحرينيين، قادرون على الخروج من الدائرة الضيقة المفروضة على الشأن السياسي وطريقة التعامل معه، ولحد الآن ومع كل ما حدث، فإنه مازال بالإمكان التوفيق بين الأجندات المختلفة عندما نحصرها في إطارها السياسي البعيد عن الممارسات الطائفية المقيتة، ولكن إنجاز ذلك يحتاج إلى الابتعاد فعلاً - وليس كلاماً فقط - عن الإطار الطائفي الحالي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4068 - السبت 26 أكتوبر 2013م الموافق 21 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 3:10 م

      رسالة الي الدكتور منصور الجمري

      حمد اااه علي سلامتك وعودتك للكتابة من جديدة الموضوع / الاجانب هم البحرينيون نتمنا منك تصليط الضواء علي الاجانب الذين احتلوا البحرين في الوظائف انا بحريني اعمل في شركة عالمية اكثر من 8 سنوات مدير العام هندي - مدير الانتاج هندي - مدير المالية هندي . مدير المبيعات هندي . مدير المشتريات هندي . مسئولين المبيعات هنود . مدير التوظيف بحريني بس في ايدي الهنود يعني لايحل ولايربط

    • زائر 22 | 8:59 ص

      مارد الطائفية.

      ليت يعلم من زرع او استغل الطائفية ان من حفر حفرة لأخيه وقع فيها و تلك الأيام نداولها بين الناس. أنا لا اعتقد ان بإمكان اي فرد او قياده من واد الطائفية حتى لعشر سنوات قادمة ! الا بمعجزة الهيه.

    • زائر 19 | 6:21 ص

      ياريت الكلام ذى يوصل للمعارضة

      عشان تحس شوى وتقبل بالمجلس الحلو ذى وتدشه السنه الياية وكفى المؤمنين شر القتال لان الحكومة ما بتقبل اى تنازل

    • زائر 16 | 3:44 ص

      الاعتذار

      سيدي الحل بسيط : الاعتذار عن مؤامرة الدوار والإعلان عن فك الارتباط " بصوت عالي وواضح " بالمخطط الايراني وادانة ارهاب " ألجهالوووه" وبعدين مكانك القلب والعين . انت تعرف حجم الضرر اللي وقع ولا بد من ان تقدم " المعارضة" اعتذارها عدى ذلك الخاسر كثر ولكن لا يمكن التعايش مع الانقلابيين

    • زائر 17 زائر 16 | 4:48 ص

      الحديث بمنطق مطلوب!!!

      أولاً: ليس هناك ارتباط بالخارج "إيران" بشهادة السيد بسيوني. ثانياً: عن نفسي، أُدين كل عنف يقع في بلدنا البحرين، سواء أكان من السلطة أم من الشعب أم باصطلاحك من "الجهالوووو"!!!! ثالثاً: الاعتذار حقٌ لمن سُلب حقه؛ وهو كل شعب البحرين بما فيه أنت، ومن سلب الحق ووزعه على الموالين له هي السلطة؛ وذلك أمرٌ واضحٌ وضوح الشمس في كبد السماء!. وشكراً...

    • زائر 14 | 2:51 ص

      وهل يصلح العطار ما افسد الدهر

      الاصغاء حق حمانوه وسلوم بوتيله في القهاوي وعدم الخضوع للعقل والمنطق هذه نتائجه ان اول من روج بان المساله والمطالب طائفيه هي الحكومه ومن لف لفها من المنتفعين من غنائمها ودسمها بس تصريح اوباما هز مضاجعهم واكد على ما تروج له الحكومه من المساله طائفيه كما العراق وسوريا فاجماعه اخيرا حسوا بخطورة ما كانو يروجون له فاستدارو 360 درجه بس بعد خراب البصره

    • زائر 11 | 1:19 ص

      والله هزتني كلمتك وغرورقت عيني دمعا

      كبير يادكتور كبير علا الله مكانك وشأنك مثلما كان والدنا الجمري حنونا ورؤفا للكل انت منه وهو منك كلمتك تهز الاركان لقولك انك احد المحذرين من الانزلاق وراء الوصف لما حاق بنا "بالطائفية" وهذا ما آل الوضع له نتيجة عصبيتهم واستكبارهم

    • زائر 9 | 12:44 ص

      ليش الامر بيدك يا دكتور؟ لو كان الامر بيدك والمخلصين معك لانتهت المشكلة من زمان

      المشكلة بيد من لا يريد الا الحل الذي يفرضه على الشعب
      المشكلة بيد من لا يرى الا رأيه رغم تقدم الزمن وتطوره
      المشكلة في من لا يقرأ التغيير بصورة دقيقة
      المشكلة فيمن ينظر الدنيا بنظرة ضيقة
      يا دكتور لو كانت المشكلة لدى عقلاء واصحاب حكمة لانتهت قبل ان تبدأ
      كانوا يرون النار بادية في الاشتعال ويزيدونها حطبا بل لا زالوا يكيلون عليها المزيد من الحطب من اقصاء وتمييز وتجنيس وهذه الامور هي اللي بطة البرمة ولا زالوا يمعنون فيها وتقول لا زلنا قادرين ؟ قادرين على ماذا؟ نحن شعب ارهابي هذا آخر ما توصلوا له

    • زائر 6 | 12:09 ص

      هم يعلبون بالمصطلحات التي يستطيعون من خلالها قمع الناس

      بالأمس كان هذا المصطلح يخدمهم لقمع الحراك المطلبي في البحرين استخدموه الى ابعد الحدود. اليوم اصبح هذا المصطلح لا يخدم مصالحهم نبذوه.
      المشكلة ليست فيهم في من يقبل على نفسه ان يكون مطية وسرجا لاطماعهم . المشكلة في الشعوب التي وهبها الله العقل والعقل زينة ولكنهم يقفلون على عقولهم في داخل الصناديق ويقبلون بأن يصبحوا العوبة بأصحاب الاطماع

    • زائر 8 زائر 6 | 12:38 ص

      ولي الامر

      هم هكذا ولودوا على فطرتهم التي تُحتم عليهم التبعيه المطلقى لولي امرهم حتى لو كان خرج عن مسار الاسلام ،فتراهم كالعبيد كلما غنّى ولي امرهم على ام كلثوم فهم ورائه اليوم و بكره يتركها و يذهب الى عبد الحليم و هكذا ،ليس لديهم خط واضح يسيروا عليه.

    • زائر 5 | 11:16 م

      الحمل اصبح كبير

      اشدها التميز الطائفي والحمل ثقيل ويحتاج جديه من الدولة لانه مغروس في العمل والمدرسة والشارع والان امتد الى الخارج بين الطلبة.

    • زائر 4 | 11:12 م

      الازمه في البحرين سياسيه

      الازمه في البحرين سياسيه ولم تكن طاءفيه هناك محاولات لجعل الازمه طاءفيه ولكن فشلت وسوف تفشل وايضا هناك تفرقه من جهة الحكومه بين المواطنين ولكن ثورة البحرين سياسيه ومطالبها عادله ومحقه شاء من شاء واتبى من ابى وشكرا.

    • زائر 3 | 11:08 م

      الحل في الرفاع

      نعم حل الأزمة البحرينية هناك في الرفاع ، فـ الشعب ع أتم الإستعداد لفتح صفحة جديدة مع الأحتفاظ و البناء ع الورقه القديمة ، من بدء المعركة و من يملك مصادر الطاقة و القوة يمكنه فتح أفاق الحل و التنمية و نشر العدالة الإنسانية و انصاف كل كيانات المجتمع

    • زائر 1 | 10:34 م

      تميزون وتقصونا لمذهبنا،، كأننا من بقايا المارقين سبا

      تميزون وتقصونا لمذهبنا،، كأننا من بقايا المارقين سبا
      وحقُّنا بين أيديكم يُطاف به،، في جفنةِ الحقدِ مبذولاً ومنتَهَبا
      من كل مجتلبِ الأصقاع ميزتهُ،،عداوةٌ لبني المختار قد نصبا
      ونحن فخر أوال في حضارتها،،،ونحن أعلى بني عربانها نسبا
      لنا شمائل عبد القيس في كرمٍ،،ومن ربيعة طابت ريحنا حسبا
      هويةُ الأرضِ في أعراقنا رسختْ،،وأنبتت من دماناالنخلَ والرطبا

    • زائر 12 زائر 1 | 1:47 ص

      ..

      أحسنت

اقرأ ايضاً