العدد 4069 - الأحد 27 أكتوبر 2013م الموافق 22 ذي الحجة 1434هـ

علينا باستعادة مجتمعنا المتنوع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المجتمعات المنقسمة على أسس طائفية، أو إثنية، أو قبلية، أو مناطقية، يرتفع عندها مؤشر «الهوية»، وهذا يعني أن الناس يتم «تصنيفهم» إلى فئات وربطهم بـ «مسميات محددة» لتعزيز احترامهم أو لتقليل شأنهم أو لظلمهم أو لمساواتهم عند «مقارنتهم» ببضعهم البعض، وهو ما يدفع كل فئة للبحث عن «مميزاتها» التي تتفاضل بها على الآخرين، أو تتكامل من خلالها معهم.

بالنسبة للمجتمعات المتنوعة (كالمجتمع الذي يعيش في مدينة نيويورك، أو مدينة لندن) فإن «الهوية» ليست مشكلة، بل إنها تغني الحيوية، وهي تبقى محدودة في أطر ثقافية ومحكومة بالقانون الذي يطبق على الجميع من دون استثناءات مخلة بالوضع العام.

أما المجتمعات المنقسمة فإنها تحتاج إلى نوع مختلف من التعامل السياسي... فهناك خيار الظلم والتمييز بصورة منهجية ودائمة وقد يصل أحياناً إلى مستوى التطهير، وأي بلد ينحو هذا المنحى فإنه يبقى تحت رحمة التوترات التي تتطور إلى أوضاع صعبة وغير مستقرة بصورة مزمنة. وبالطبع هناك خيارات أخرى تلجأ إليها البلدان المختلفة.

ففي سنغافورة، فإن النخبة السياسية اتفقت فيما بينها على «هندسة المجتمع» بصورة تحفظ توازن الفئات المكونة له بصورة محددة، تطبق حتى على مبنى من شقق الإسكان الحكومية مثلاً، إذ تشترط الحكومة توزيع الشقق على المواطنين بنسب محددة تمثل كل فئة من المجتمع (بحسب أصولهم الصينية، الملاوية، الهندية، إلخ). ولأن النخبة السياسية هناك اتفقت على هذا النهج الصارم، فإن ذلك يمكنهم من تحقيق الوئام الاجتماعي.

في بلجيكا تنقسم البلاد إلى منطقتين رئيسيتين، واحدة إلى إثنية الفلاندر (يتحدثون لغة تشبه الهولندية)، والأخرى إلى إثنية الوالون (يتحدثون الفرنسية)، ولديهما نظام فيدرالي يجمعهما. وعلى رغم أن بلجيكا ملكية دستورية ديمقراطية مستقرة بصورة متقدمة، فإنها تعجز عن تشكيل الحكومة الفيدرالية لأي اختلاف بين الإثنيتين، وتتأخر الكثير من الأمور بسبب ذلك. وهناك بالطبع نماذج أخرى في كل أنحاء العالم، بعضها ناجح وبعضها فاشل، وقد يصل الأمر - كما في قبرص - إلى فصل المجتمع بصورة فعلية على الأرض لمنع الاحتراب.

بحرينياً، فإن ما ينبغي أن نسعى إليه هو استعادة مجتمعنا المتنوع الذي عاش سابقاً في المنامة حياة أنموذجية، وبسبب ذلك كانت البحرين رمزاً للنجاح يفتخر كل من ينتسب إليها ويعيش فيها. لن تنفعنا الأفكار والممارسات التي تقسم المجتمع، ولا نحتاج إلى أكبر دليل سوى النظر إلى الوضع الحالي وإلى ما يدور في أماكن ليست بعيدة عنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4069 - الأحد 27 أكتوبر 2013م الموافق 22 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 4:31 ص

      الاعتذار

      تعبنا ونحن نقول انه من غير اعتزال الانقلابيين لن يصلح الحال

    • زائر 13 | 3:52 ص

      من أمن دوله حتى كشفت أحداث البحرين أنه لا دوله ولا قانون لكن!

      قد لا يقال الفرق بين مجتمع تأسيسه على مخالفة القانون يعني طبقي كمجتمع مسيس أو ساسته تسوسهم أو توسوس لهم أنفسم ويقولون سياسه!. هنا السياسه يقال كبف تجر المجتمع الى أسواء حاله ممكنه ليتمكن ثله أو قله من العيش في رفاهيه وغنى فاحش بينما أغلب الشعب يكون مشغول بالمحاصصه والمنافسه على منصب أو إمتيازات (...) هذه الحاله كما في لبنان وكذلك في فلسطين و... سياسة تجهيل وتهجير وقمع وقتل كما حدث في فلسطين وفي جنوب أفريقيا. ويش قال جحا يعني ما يحدث في البحرين اليوم كما حدث في بلدان أخرى. الس كذلك؟

    • زائر 12 | 3:22 ص

      صعب

      اتصور باننا نحتاج الى خمسين سنة على الأقل لنتعايش مع الطرف الآخر الذي استعجل قطف الثمار في موقفه ضد المطالب المشروعة فالشرخ الذي تسبب به لا يمكن علاجه بمقولة عفا الله عن ما سلف

    • زائر 11 | 3:03 ص

      عطنا تجارب عربية يادكتور مو

      اجنبية تجارب تتناسب مع تاريخنا وواقعنا ومستقبلنا احنا مجتمعات تتميز بالخصوصية مثل استباحة المنتصر للمهزوم والكذب وعدم الوفاء بالعهود والوعود مجتمع الغالب والمغلوب والشامت والحاقد هل يليق بمجتمع مافيه احد يحقد من الظلم مستحيل يكون مجتمع عربى ومسلم اما بلجيكا وسنغافورة و.... الخ هاذيله مايدرى بهم اوباما احنا نبى يعرف عنا اوباما ..

    • زائر 10 | 2:41 ص

      أهداف بعيدة لضرب تاريخ البلد العريق

      أكثر ما يحزّ في نفس البعض ما يتمتع بل وتمتع به هذا البلد منذ قدم التاريخ بشعب ذو حضارة متميزة واصالة تضرب اصولها في عمق هذه الجزر لذلك هناك خطة استراتيجية لضرب الهوية البحرينية من خلال تفريغ المواطن الاصلي من كل ما يتميّز به واحلال من ليس له حق الا من فضل هذا المواطن ويهمونهم عند قدومهم اننا صفيون وايرانيون ولسنا عربا بل اكثر منهم عروبة وتاريخة اكثر منهم نصاعة. اعذروني لهذا الكلام فما اسمعه بصراحة هو كلام يخترق سمعي كالرصاص حين يخترق الجسم

    • زائر 8 | 1:19 ص

      ذمه أو ضمائر الناس صارت تجارتها حره وبلا ضوابط!

      ليس بسر لكن التجاره ورحلة الشتاء والصيف لكن بينما مُجَتمِّعٌ كما يقال مُجتَمَّعٌ كما يقال مفرق أو متفرق يعني مختلف إلا أن مجتمعات الشر قد تفرقها التجاره لكون ليس كل التجار يعمل ضميره – يعني يبيع دون أن يربح! هنا في البحرين مع إنتشار فكرة الخصخصه كما التجاره الحره بدأت الكثير من الضمائر تخرب. فمتى خرب الضمير قال جحا ويش يعني بلا ضمير؟

    • زائر 7 | 12:56 ص

      العصبية ظلمات

      كنت اسمع عن العصبية الجاهلية ، لكننا صرنا نراها بأم اعيننا . فبدل ان يوقف الأخ اخيه من ظلم الآخرين صار يمده قي غيه

    • زائر 6 | 12:16 ص

      شكرا يادكتور

      اكثر مواضيعك معالجه وحلول ولكن من تخاطب من يقول انا او من غلبت عليه شقوته او من يعتبر الوطن ملكه او من يعيش فى القرون الوسطى .وطن لا يستعيد حياته الإ بالعدل والأنصاف والكرامه وليس بالتمييز والطائفيه والسيد والعبد .

    • زائر 5 | 10:52 م

      الصحفي المأجور

      يا دكتور لو يتم توقيف الاقلام المأجورة لكانت البحرين بخير وإنتهت الأزمة ولكن هناك من يجني الملايين من يشعل هذا الفتيل الطائفي

    • زائر 4 | 10:32 م

      لا للطائفية

      يا دكتور منصور انت من المخلصين ويتألم قلبك لما يحصل في البحرين ولكن كيف نسعى إلى استعادة مجتمعنا المتنوع الذي عاش حياة أنموذجية وهناك من يؤجج الطائفية في كل ساعة وهم معرفين بأسمائهم

    • زائر 3 | 10:25 م

      جميع من نقلوا من معلمي الجابرية شيعة هل من جواب

      طالت التغييرات عدد كبير من معلمي واداري مدرسة الجابرية و كلهم عدا اثنين هما طلبا النقل من الوافدين . في التعليم الصناعي حركة محمومة لمصرنته و تطهيره من البحرينيين من اصول بحرانية

    • زائر 2 | 10:17 م

      بحريننيا

      كان التمميز على اساس طائفي س وش
      واليوم على اساس عرقي ب ع ع هـ
      وبكرةعلى اساس أصلي ومتجنس
      وأخطر منه أن يفتكر وتصور المتجنس بأن الأصلي دخيل من ايران !
      وبالتالي هو اولى بالجنسية لأن أصله عربي
      وبهذا نكون قد الغينا تاريخ البلد
      ونحن فخر أوال في حضارتها،،،ونحن أعلى بني عربانها نسبا
      لنا شمائل عبد القيس في كرمٍ،،ومن ربيعة طابت ريحنا حسبا
      هويةُ الأرضِ في أعراقنا رسختْ،،وأنبتت من دماناالنخلَ والرطبا

    • زائر 1 | 10:03 م

      اعتقد صعب دكتور

      فقدنا الثقة في الطرف الآخر. مجرد حانت الفرصة له انتقموا منا شر انتقام ولا زالوا شاهرا ظاهرا على الرغم ان مطالبنا تخدم الجميع. نريد ان نعيش بأمان وسلام. وننشد الوحدة لمن يحترمها ولكن القوم كان الحقد معشعشا فيهم ويظهر عندما تحين الفرصة.

    • زائر 16 زائر 1 | 4:34 ص

      غلطان

      انا من الطرف الاخر، اعز اصدقائي من الشيعه ولا كفوا احد يفرقنا، رجاء لا تعمم على الجميع.الاصيل اصيل

اقرأ ايضاً