نفت جمعية الوفاق أن يكون المتحف الذي أقامته في مبناها بالقفول يهدف إلى إهانة أي من الهيئات، لافتة إلى أن «إهانة الهيئات تتمثل في ارتكاب الأخطاء والانتهاكات على أرض الواقع وليس في تجسيد هذه الإخطاء وتمثيلها».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الجمعية ظهر أمس الخميس (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) بمبنى الجمعية بالقفول، الذي تمت مداهمته يوم أمس الأول بحسب الجمعية ومصادرة مقتنيات (متحف الثورة) منه.

وذكرت أن «المتحف ليس لإهانة أحد، ولا للتحريض، بل يعرض الواقع الذي عاشه ويعيشه الوطن وعرض الكثير منه تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق».

إلى ذلك، قال مسئول دائرة الحريات وحقوق الإنسان هادي الموسوي إن «المؤتمر يقام في المكان الذي اقيمت فيه فعالية متحف الثورة، لكن من دون المقتنيات التي تمت مصادرتها»، مضيفاً أن «المتحف لا يتعدى كونه عملاً فنيّاً ابداعيّاً حقوقيّاً يحاكي تقريراً تعهدت السلطة بالإلتزام بتوصياته وهو تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق».

وبين الموسوي أن «التقرير لم يأت بعد أحلام، بل جاء بعد انتهاكات فاضحة، وتجاوز على كل معنى للإنسانية في البحرين، وأقول لمن يقول إن المتحف هو للتحريض أو إهانة هيئة نظامية، هل الأشد هو حقيقة الجريمة أم تمثيلها؟، حقيقة الجريمة هي أن أية هيئة نظامية تخطئ في سلوكها، وهذه هي الإهانة».

وتابع «قبل أيام كانت الوحدة الخاصة للتحقيق في النيابة العامة تريد أن نشجع من انتهكت حقوقهم على الشكوى في الوحدة الخاصة، فكيف نحث الناس على ذلك ونحن لم ننتهك حق أحد وتم الاعتداء علينا؟».

وأفاد أن «ما عرضه المتحف جزء بسيط منه شهده العالم على أرض الواقع من خلال التعدي الفردي والعنف ضد المتظاهرين، وشاهد الاستخدام غير المبرر لمسيلات الدموع على البيوت، وشاهد هدم المساجد، وحتى اليوم الاعلام يتحدث عن الانتهاكات، ويمكن البحث في موقع اليوتيوب عن كلمة البحرين وسترى الانتهاكات»، مؤكداً أن «المتحف لا يحرض ولا يهين أحداً وإذا كانت السلطة ترى أن المتحف يحرض على السلطة؛ فإن عليها أن تستهدف كل قلوب الناس والأمهات التي تحتفظ بصور الاعتداءات والمداهمات».

وذكر أن «المتحف جسد عدداً من الانتهاكات إلا انه لم يجسد الاقتحامات، ويوم أمس الأول أضيف مشهد الاقتحام إلى المتحف»، معرباً عن أسفه «لأن الكلمة الهادئة والحراك السياسي مطارد كما أن هناك محاكمة للنوايا، فالمتحف لم يكن للاعتداء على أحد؛ لأننا لا نعتدي على أحد، كما أن الأفعال هي من تحرض الناس».

وشدد الموسوي على أن «مداهمة المبنى تمت من دون إذن، والضباط احتجوا بأننا لم نحضر على رغم إرسال استدعاء إلينا، والحقيقة أنه تم إرسال الاستدعاء إلى مبنى الجمعية وتسلمته شخصيّاً ولم يكن باسم أحد معين بل كان يطلب ممثلاً للجمعية».

وتابع «تسلمت شخصيّاً الاستدعاء، لكني قلت من الممكن ان أحضر أنا أو يحضر أي شخص ممثل للجمعية، وكان الاستدعاء إلى مركز شرطة النعيم وليس للحضور إلى مبنى الجمعية».

وواصل «خلال أقل من ساعة بعد تسلم الاستدعاء تمت مداهمة مبنى الجمعية ومصادرة مقتنيات المتحف من دون وجود ممثل للجمعية، وحاول ممثل الجمعية الوصول إلى المبنى إلا أنه منع من ذلك، كما منع المحامي الذي أراد الاطلاع على سلامة الإجراءات، بل أراد أحدهم اتهامه بأنه يقوم بالتصوير».

وأوضح أن «أدوات الجريمة التي تتحدث عنها النيابة العامة هي عبارة عن مجسمات ولوحات فنية وفنيات صوتية، كما تمت مصادرة أشياء لا علاقة لها بالمتحف من بينها حواسيب محمولة وأمور أخرى».

وأشار إلى ان «المداهمة استمرت نحو 9 ساعات ونصف الساعة وتم احتجاز العاملين في المبنى خلالها وهم متطوعون وعامل، وقمنا خلال ذلك بإرسال رسالة لعل الجهات المعنية تتراجع عن خطئها إلا انهم أصروا على الاستمرار».

ولفت إلى أن «الجمعية قدمت إخطاراً للنيابة العامة بشأن الوضع القانوني وتلقت تطمينات شفوية عبر الهاتف بأن أحد ممثليها لابد أن يكون موجوداً إلا أن ذلك لم يحصل (...)»، ممبيناً أن «سمعة البحرين الحقوقية في الحضيض، بسبب ممارسات السلطة، وهذا غير مقبول لأن ذلك جاء نتيجة ارتكاب الانتهاكات بحق المواطنين أولاً ولأن سمعة البحرين يجب ان تكون بعيدة عن مثل هذه الشوائب».

من جانبه، تساءل عضو الأمانة العامة بجمعية الوفاق مجيد ميلاد: «هل فقدت السلطة توازنها مع جمعية الوفاق ومع العمل السلمي في البحرين؟، الصورة هي التي جعلت وزارة الداخلية تقتحم المبنى لتصادر ما له علاقة بالمتحف أو ما ليست له علاقة بالمتحف، إذ تم تعطيل كاميرات التصوير، وهل منع التصوير؛ لأن هناك ما يخالف القانون قام به من اقتحم المبنى؟».

ووجه عدد من الاسئلة «لماذا منع المصورين ومحامي الجمعية وممثلها من الحضور؟»، وبين أن «هذا المتحف سلمي 100 في المئة وهو عرض بعض ما ذكره تقرير بسيوني، وهذه الصور موجودة وتعكس ما عاشه الوطن»، وتساءل «أين مقتنيات الشهداء؟، ولماذا تمت مصادرتها؟، وماذا يوجد في المتحف من استفزاز حتى تتم مداهمته».

وعبر ميلاد عن «استنكار الجمعية واحتجاجها لما قامت به السلطة ومصادرة المحتويات من دون وجود أي وجه قانوني»، واعتبر أن «ما عرضه المتحف لا يمثل سوى قمة الجليد مما حدث وشهد به بسيوني في تقريره الذي لايزال يحتاج إلى علاج».

وأكد ميلاد أن «ما جرى هو انتهاك للعمل السياسي والسلمي في البحرين، إذ لابد أن يكون هناك نوع من التوازن والعقلانية من قبل السلطة»، وشدد على أن «المطالب الشعبية ستستمر ولن تتوقف وستستخدم جميع الأدوات السلمية حتى الحصول على الحقوق الشعبية».

وأفاد ميلاد بأن «هذا الاقتحام يؤكد لنا ان مسيرة النضال في طريقها الصحيح. وهذا يؤكد أننا بحاجة ماسة لنعيش الديمقراطية ودولة المؤسسات».

وعن الربط بين تعليق المعارضة حضورها لجلسات الحوار وبين المداهمة، عتبر ميلاد ان «في السياسة يجوز الربط بين الحوار والاقتحام لكني لا أؤيد ذلك شخصيّاً، فهل تريد السلطة من الجمعيات الدخول للحوار بالقوة والغصب؟، مع العلم أنه لو كان حوارا جادا لما علقنا المشاركة».