كشفت وثائق بريطانية سرية أن الاتحاد السوفياتي اقترب من شن هجوم بالسلاح النووي في ذروة الحرب الباردة العام 1983، بسبب استفزازات بريطانيا والولايات المتحدة.

وقالت صحيفة «أوبزيرفر» أمس الأحد (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) إن وثائق الحكومة البريطانية تم الإفراج عنها بموجب قانون حرية المعلومات وكشفت أيضاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الحليفة في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أطلقت مناورة كبرى لألعاب الحرب أسمتها (فن القدرة) العام 1983 جعلت الاتحاد السوفياتي يعتقد بأنها تهدف إلى شن ضربة نووية على أراضيه.

وأضافت أن رئيسة الوزراء البريطانية وقتها، مارغريت ثاتشر، أمرت المسئولين في حكومتها بالضغط على الأميركيين لضمان عدم تكرار خطأ مناورة (فن القدرة)، بعد أن ابلغتها أجهزة الاستخبارات البريطانية بأن المناورة استفزت الاتحاد السوفياتي وجعلته يضع خططاً للرد عليها بهجوم بالسلاح النووي. وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق السرية للحكومة البريطانية حصل عليها، مدير منظمة خدمات المعلومات النووية الناشطة في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية، بيتر بيرت،.

ونسبت إلى بيرت قوله «هذه الوثائق أظهرت مدى خطورة الحرب الباردة على كلا الجانبين، ووثّقت لحظة محورية في التاريخ الحديث حين أدركت حكومة ثاتشر ضرورة وضع حد لهذه الحرب وإطلاق عملية لإقناع حلفائها الأميركيين بذلك». وأوضحت الصحيفة أن مناورة (فن القدرة) شملت تحريك 40 ألف جندي من قوات (الناتو) في جميع أنحاء أوروبا الغربية من خلال أنظمة اتصالات مشفّرة ومنسقة في إطار مناورة لمحاكاة عملية للدفاع عنها ضد هجوم وهمي من قبل دول حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي.

وقالت إن الكثير من القواعد الجوية البريطانية جرى استخدامها في مناورة (فن القدرة)، والتي لا يزال الكثير من فصولها محاطاً بالسرية وجرت في ذروة الحرب الباردة وأوج التوتر الدولي إثر إسقاط الاتحاد السوفياتي طائرة كورية في سبتمبر/ أيلول 1983 ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 269 شخصاً، بعد أن دخلت مجاله الجوي عن طريق الخطأ.