قبل آلاف السنين كانت "هيرات اللؤلؤ" في مملكة البحرين تشكل واحداً من أهم الروافد الاقتصادية للسكان، وقد بلغت خلال العقدين الأولين من القرن العشرين تجارة " اللؤلؤ" الذروة، وأسهم اقتصاد اللؤلؤ في نزوح السكان إلى المناطق الساحلية الأمر الذي كان سبباً رئيساً لتطور المنطقة.
ولم يكن استخراج اللؤلؤ المختبئ في أعماق البحار وصناعته مجرد تجارة بالنسبة إلى مملكة البحرين بل كان حضارة وتاريخاً وتراثاً ميزها وظلت متمسكة به بكل قوة، وليس أدل على ذلك من تقدم حكومة البحرين خلال العام الماضي، بطلب إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بإدراج عادات الغطس للبحث عن اللؤلؤ ضمن التراث العالمي.
هذا ومهدت "حضارة اللؤلؤ" أيضاً الطريق للطفرة النفطية إلى أن بزغ نجم عصر الذهب الأسود (النفط) في الثلاثينات من القرن الماضي مع اكتشاف أول بئر في مملكة البحرين العام 1931 والذي دخل طور الإنتاج التجاري بعد ذلك بعام، وعلى رغم ذلك وبروز روافد اقتصادية جديدة، ظلت مملكة البحرين متمسكة " باللؤلؤ" كونه يشكل روح تراثها العريق لتحتضن منذ العام 1992 معرض الجواهر العربية الذي يلقى رعاية من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومن المزمع أن ينطلق معرض الجواهر العربية للعام 2013 اليوم (الثلثاء) على أن يستمر حتى يوم السبت المقبل بمشاركة أكثر من 600 شركة بحرينية وعالمية من 30 دولة، تمثل أرقى الماركات التجارية وبيوت عرض أفخر المجوهرات والأحجار الثمينة والساعات الفاخرة والتصاميم الجديدة في صناعات المشغولات والحلي بما فيها أدوات راقية للكتابة وأدوات العرض والتغليف والهدايا الفاخرة وتتوزع على مساحة بالغة 18200 متر مربع في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.
تدعم وزارة الصناعة والتجارة معرض "الجواهر العربية" من خلال توفير الضمان للمشترين من المعرض لفحص مشترياتهم من المشغولات الذهبية واللؤلؤ الطبيعي والأحجار الكريمة بالاضافة الى الرقابة على التصاميم الصناعية وحماية العلامات التجارية والاختراع المسجلة في مملكة البحرين أو ذات الشهرة العالمية من خلال تواجد إدارة فحص المعادن والأحجار الكريمة وإدارة الملكية الصناعية بوزارة الصناعة والتجارة طوال فترة أيام المعرض الخمسة.
ويعد المعرض ملتقى سنويّاً يضم عدداً من المؤسسات الوطنية البحرينية المشهورة والشركات وأشهر الماركات والعلامات التجارية العالمية ومصممي الجواهر والأحجار والمشغولات الذهبية والساعات الفاخرة المرصعة بالألماس، ويقدم لآلئ وأحجاراً كريمة وأقلاماً ثمينة، وتختلف المعروضات من حيث التصميم والشكل والألوان والسعر فبعضها كلاسيكي والآخر عصري وفخم، وتتناسب مع جميع الأذواق ولذلك فإن المعرض يعد الأكبر الذي يقام في الشرق الأوسط ويستقطب أميرات وشيوخاً من دول الخليج العربي.
هذا ويوصف المعرض بالأفضل على مستوى الشرق الأوسط ويأتي في المرتبة الثانية بعد معرض بازل العالمي في سويسرا.
وتأتي استضافة مملكة البحرين لمعرض الجواهر العربية في إطار الدور الذي تضطلع به البحرين في احتضان وإقامة المعارض والمؤتمرات المتخصصة وذلك بفضل ما توفره من إمكانيات وتسهيلات كبيرة أمام كبريات الشركات والمؤسسات العربية والعالمية.
ووفقاً للتوقعات؛ فإن المعرض من المؤمل أن يجذب أكثر من 45 ألف زائر من أصحاب الأذواق العالية، ولاسيما بعد أن تمت زيادة مساحته هذا العام عن الدورة السابقة بنسبة 10 في المئة.
ومن المقرر أن يفتتح معرض الجواهر العربية 2013 أبوابه أمام الجمهور من الساعة الرابعة عصراً إلى العاشرة مساءً، ابتداءً من اليوم الثلثاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني) حتى يوم الجمعة (22 نوفمبر) أما يوم السبت الموافق 23 نوفمبر فسيبدأ العرض من الساعة 12 ظهراً حتى العاشرة مساءً.
وستشهد أيام المعرض عرضاً لأفخم بيوت المجوهرات والماركات ومن بينها "شوبارد"، و"ديفيد موريس"، و"غاسباري"، و"هاري ونستون"، و"بياجيه"، و"ستورينو فراتيللي"، كما ستعرض ماركات عالمية وشهيرة للساعات منها "إيه لانغي آند صن"، و"أوديمار بيغه"، و"بريغيه"، و"بوم ومرسيه"، و"كوروم"، و"هوبلو"، و"أوميغا"، و"أوفسين باناراي"، و"باتيك فيليب"، و"فاشرون كونستانتين"، وغيرها الكثير.
يشار إلى أن فكرة المعرض جاءت بعد التعرف على أكبر معرض في العالم في مدينة بازل السويسرية، ومن هنا تبلورت الفكرة نظراً إلى حاجة المنطقة إلى مثل هذا النوع من المعارض والمشاركين، إذ لم يكن يتجاوز عدد الشركات المشاركة في بادئ الأمر 100 شركة إلا أن المعرض شهد طوال أكثر من 20 عاماً تطورات جعلت منه ملتقى متنوعاً تجمع معروضاته بين عبق الماضي وسحر الحاضر.