يقتنص العالم الضوء في الرابع عشر من نوفمبر في كل عام للاحتفاء باليوم العالمي للسكري؛ للتوعية بمخاطر هذا الداء، الذي افترس جسد أكثر من 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم. في هذا الإطار، حاور «الوسط الطبي» استشاري الغدد الصم والسكر للكبار ورئيس وحدة السكر في مجمع السلمانية الطبي الدكتور حسين طه، الذي شدد على تأثير اتباع نمط حياة غير صحي يفتقر إلى ممارسة الرياضة، على زيادة نسبة الإصابة بالسكر، مشيراً إلى أن الإصابة بداء السكري تأتي من «عوامل عدة منها الأكل المفرط وبخاصة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والنشويات والدهون، وجود تاريخ عائلي للمرض، والسمنة المفرطة، إضافة إلى الإفراط في شرب المياه الغازية المحتوية على سعرات حرارية مرتفعة».

لموائد صحية دون مياه غازية

دخل داء السكري بيوتنا من أوسع أبوابها، سيطر على موائدنا، وأخذ مساحة كبيرة من مراكزنا الصحية، فالسكر كما يعرّفه دكتور حسين طه هو خلل في عمليات الأيض، ينتج عنه ارتفاع في معدلات السكر في الدم وينتج ذلك عن انخفاض كلي أو جزئي في إفراز هرمون الأنسولين أو قصور في عمل هذا الهرمون أو ممانعة له، ما يؤدي بالتالي إلى خلل في أيض حرق السكر وأيض الدهون والبروتين.

ولا يقتصر السكر على نوع واحد يعالج بطريقة واحدة، فله أربعة أنواع كما يوضح طه؛ أولها سكر الأطفال أو احتياج الأنسولين، أما النوع الثاني وهو الأكثر شيوعاً فيعرف بسكر الكبار ويؤخذ له حبوب وأحياناً أنسولين. كما يصيب الحوامل سكر يسمى بسكر الحمل ويعني إصابة المرأة بالسكري أثناء الحمل مع عدم وجوده قبل ذلك. أما النوع الرابع فهو السكر الثانوي والذي ينتج عن بعض أمراض الغدد الصم مثل متلازمة كوشينج أو التهاب البنكرياس.

وشدد طه على تأثير اتباع نمط حياة غير صحي يفتقر إلى ممارسة الرياضة، على زيادة نسبة الإصابة بالسكر خاصة سكر الكبار، إضافة إلى عوامل عدة منها الأكل المفرط وبخاصة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والنشويات والدهون، وجود تاريخ عائلي للمرض، السمنة المفرطة، والإفراط من شرب المياه الغازية المحتوية على سعرات حرارية مرتفعة.

الفحص الدوري يكشف الإصابة

ويمكن لمريض السكري أن ينتبه لمؤشرات عدة تدل على إصابته بالسكر ومنها نزول الوزن، وكثرة إدرار البول، خاصة في فترات الليل، وهو ما يضطره للتردد كثيراً على دورات المياه. كما أن كثرة الإحساس بالعطش وعدم الارتواء حتى مع شرب السوائل، خصوصاً السكرية، هي مؤشر قوي على الإصابة بالسكري، فالجسم لا يستفيد من السكر ويفرزه في البول.

ويضيف طه «ووارد أن لا يُكتشف السكري إلا عند الفحص الدوري، فهناك سكر من دون أعراض، أو يظهر كمضاعفات مرض السكر مثل تأثّر شبكية العين، أمراض شرايين القلب، والقدم السكرية».

وبينا يؤكد طه أن معظم أدوية مرض السكري متوافرة في مملكتنا الحبيبة من جميع أنواع الأنسولين والحبوب، يستدرك بالقول إن هنالك طرقاً للسيطرة على مرض السكر وليس للشفاء التام؛ فالسكر من الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أن اتباع الحمية الغذائية والرياضة والابتعاد عن التدخين والكحول مع أخذ الأدوية بانتظام، والالتزام بتعاليم الطبيب المختص يجدي نفعاً في تدارك مضاعفات المرض.

وينصح طه المصابين بضرورة عمل الفحص الدوري لمنسوب السكر وعمل الكلية والدهون، إلى جانب فحص شبكية العين وفحص الأقدام. فاتباع نمط حياة صحي يقي من مضاعفات المرض المتمثلة في أمراض تضييق شرايين القلب، الفشل الكلوي، القدم السكرية، أمراض شبكية العين واعتلال الأعصاب، خاصة الأعصاب اللاطرفية، التي ينتج عنها فقدان الإحساس مع آلام شديدة وتنمّل.

البحرين الثامنة عالمياً

ويشدد طه على ضرورة اتخاذ مرض السكري على محمل الجد، فاحتلال البحرين المرتبة الثامنة عالمياً في نسبة الإصابة يستدعي التعامل مع المرض كوباء غير مُعدٍ ووضع الخطط المناسبة للحد من الإصابة، لافتاً على إن غالبية المصابين بالسكري في البحرين من كبار السن.

ويشير إلى أن «رفض عقار الأنسولين وربط المرض بالنهاية والموت، لهما من أكثر الخرافات والمعلومات المغلوطة التي تشاع في مجتمعنا حيال هذا الداء، وهو ما يستلزم تكاتف الجهات المعنية لتصحيح مثل هذه المعلومات».

السكري بين الأرقام :

أكثر من 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم مصابون بمرض السكري.

تتنبأ منظمة الصحة العالمية إلى أن وفيات السكري ستسجل مضاعفة بين عامي 2005 و 2030.

ما يقرب من نصف وفيات السكري تحدث للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما.

80 % من وفيات السكري تحدث في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل.

بعد 15 عاماً من الإصابة بمرض السكري يُصاب نحو %10 من المرضى بضعف البصر الشديد.

مرض السكري هو من بين الأسباب الرئيسة للإصابة بالفشل الكلوي؛ 10-20 % من مصابي السكري يموتون بسبب الفشل الكلوي.

يزيد السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية و50 % ممن يعانون من مرض السكري يموتون من أمراض القلب والأوعية الدموية «في المقام الأول أمراض القلب والسكتة الدماغية».