الذوق ليس حالة طارئة أو جديدة على الإنسان، وإنما هي قديمة قدم الإنسان نفسه، فقد خلق الذوق في الوقت الذي خلق فيه الإنسان.

وقد تختلف أذواق الناس عن بعضها إلا أن طبيعتهم واحدة في ميلهم وحبهم إلى الجمال، وإن اختلفوا في تحديد صوره ولمساته.

تنسيق المنزل وشكله الداخلي والخارجي هو محل اهتمام البشر منذ بدء الخليقة، ومع تطور الإنسان وتطور إمكاناته، تطور شكل مسكنه وملبسه، وكل ما يعنيه، إلا أنه في كل مرحلة يترك بصمات لا تسقط من الذاكرة بل تصبح ثقافة، والثقافة كما هو معروف جزء من الإنسان نفسه، لذلك تحرص المجتمعات حرصاً شديداً على المحافظة على تراثها وثقافتها، ومن هنا يأتي تمسك البعض بالأنساق القديمة التي تتنفس التراث.

وأهم ما أبدع فيه الإنسان في مسيرة حياته بتعدد مراحلها التاريخية، هو مسكنه، الذي ولد ونشأ ومات فيه، فعلاقة الإنسان بمنزله علاقة وثيقة ومتينة.

وهذا المحلق الذي تقدمه «الوسط» إلى قرائها يحاول تسليط الضوء على آخر اللمسات والصيحات، التي تضفي على المنزل دفئا معنويا، من خلال تنسيقه، وتنميقه، وتجميل صورته بما يتوافق مع ذوق صاحبه.

الوسط