العدد 4107 - الأربعاء 04 ديسمبر 2013م الموافق 30 محرم 1435هـ

المصمِّم عدنان آل مقبول: أجمل الديكورات أبسطها

كل منّا يبحث عن التميز وعن الفخامة في تصميم منزله بما يتناسب مع راحته النفسية والشخصية، فيتأنى في اختيار كل قطعة من قطع الأثاث فيه، وكل لون من ألوان الطلاء، ويحاول جاهداً أن يشكل تناسق مناسباً يريح العين ويشكل طابعاً مناسباً لأجواء الأسرة، حتى لجأ البعض لمصممي الديكور ليقدموا لهم النصيحة، وليسهِّلوا عليهم عملية التأثيث والطلاء، وحتى توزيع الإضاءة، «الوسط» قابلت مصمم الديكور السعودي عدنان آل مقبول، وجرى الحوار التالي:

بداية لنعرِّف القارئ عليك أكثر.

عدنان على آل مقبول من جنوب المملكة العربية السعودية، من مواليد العام 1983 في كاليفورنيا – أميركا، حاصل على بكالوريوس من كلية العمارة والتخطيط قسم عمارة داخلية (تصميم داخلي) من جامعة الملك فيصل بالدمام في العام 2008، عملت كمصمم في مكتبٍ حينما كنت طالباً، وبعد الدراسة عملت كمصمم حر، وعملت 3 سنوات كمصمم رئيسي في شركة صينية.

كيف يجد المصمم عدنان الاهتمام بالتصميم الداخلي في دول الخليج العربي؟

الاهتمام في دول الخليج من ناحية الديكور أكثر من بقية الدول، والذوق يختلف جداً في دول الخليج عن بقية الدول العربية كالأردن ولبنان ومصر مثلاً، ولكن مع هذا الاهتمام الكبير، إلا أنني لا أجد منزلاً في الخليج صحيحاً من ناحية علمية وفنية؛ وذلك لعدة أسباب، حيث لا يوجد مصمم عربي يراعي «الستاندر العالمي مع الستاندر الخليجي بطريقة صحيحة»، ولا يوجد لدى الشعب الخليجي ثقافة جيدة في التصميم الداخلي، ومعروف بأن أهل الخليج تغلبهم العاطفة، فيتأثرون بكلمتين – إن قيل لهم هذا تصميم أوربي إذاً هو جميل، وإذا كان السعر باهضاً، إذاً هذا الأفضل، فلذا نجد إن الجمهور الخليجي يأخذ من العالم الغربي الشيء الخاطئ، ولم يتبع الصحيح منه، فنحن أصبحنا نهتم بالقشور ولا نهتم بالقلب، فإذا رأى الشخص شيئاً يعجبه في أي مكان، يحاول تقليده دون أن يعرف مدى ملاءمته لمنزله من عدمها، والشعب الخليجي شعب محافظ يحتاج إلى مصمم ومهندس يراعي الستاندر العالمي، ويحاول أن يعالجه بما يتناسب مع الطابع الخليجي.

التصاميم مختلفة، والناس كما يقال أذواق، فكيف تحافظ على نظرتك كمصمم، مع ذوق صاحب المنزل؟

طبعاً في بداية كل عمل، لابد لي من أن أجلس مع العميل، وأتعرف على شخصيته، وأرى الجوانب الذي يفضلها، والأخرى التي لا يحبذها، وأتفهم شخصيته العاطفية والاجتماعية والعملية، وبعدها أبدأ بتصميم يتناسب مع شخصية العميل، ويتناسب مع ذوق العمل فيما يتناسب مع وظيفتي وطريقتي العلمية والفنية، وبالتالي أخرج بتصميم راقٍ وبذوق العميل نفسه، لنخرج كلانا بالرضا التام.

ما هي أهم العناصر المؤثرة في تصميم الديكور؟

بشكل عام هناك ثلاثة عناصر مهمة، وهي الأساس في عملية التصميم، وكل عنصر يؤثر على الآخر، ويوجد نسبة علمية بكيفية استخدام كل عنصر، وهي «الألوان والأشكال والإضاءة».

ماهي النسبة العلمية المحددة في كيفة استخدام هذه العناصر؟

النسبة العلمية المعروفة هي 100 في المئة، فلذا إن أردت أن أهتم بالأشكال بنسبة 80 في المئة، فلابد أن يكون الاهتمام بالألوان بنسبة 20 في المئة، وبين الأشكال والألوان علاقة قوية، والإضاءة هي عامل مساعد لتبرز نتيجة الأشكال المستخدمة والألوان، وبالتالي لو استخدمت الألوان بحجم 99 في المئة فأنا أترك مساحة 1 في المئة فقط للأشكال، فلابد أن تكون النسبة لا تزيد أو تنقص عن نسبة 100 في المئة، وهذه المشكلة التي يقع فيها مصمموا العرب، فالغالبية يستخدم الأشكال بنسبة 70 في المئة والألوان 80 في المئة، فلذا يكون التصميم غير مريح وغير صحيح.

طلاء الحائط، عنصر مهم من عناصر تصميم الديكور، فكيف يتم اختيار ألوان الطلاء بما يتناسب مع غرف المنزل؟

كثير هو ترديد مثل هذا السؤال، وإجابته بكل اختصار، لا يوجد لون محدد، فهذا يعود لشخصية العميل، والطابع المفضل لكل أسرة، فنحن نضع الألوان بما يتناسب مع أذواق أصحاب البيت نفسه، مثال بسيط، هناك عميل سابق اكتشفت من خلال دراسة شخصيته، بأنه يحب الطبيعة والبر والصيد وحياة البادية، فحين أردت تصميم غرفة الجلوس مثلاً اخترت ألوان مقاربة لألوان السماء، وعميل آخر يحب العصرية والتكنولوجيا، صممت له غرفة الجلوس بخامات حديثة وجريئة وألوان شبه محايدة مثل الأسود والأبيض.

صحيح أن الألوان تأخذ بحسب الأذواق، ولكن ألا يوجد قاعدة عامة لاختيار الألوان بحسب المساحة مثلاً؟

كلامك صحيح، هناك قواعد عامة فالمساحة وشكل الفراغ يبدآن بالتحكم بالألوان المستخدمة في الطلاء، وهناك معلومة خاطئة منتشرة في العالم، بأن الألوان الفاتحة توحي بمساحة واسعة، والألوان القاتمة توحي بصغر المساحة، وهذا غير صحيح، فلابد من الرجوع للأساس العلمي الصحيح في هذا الموضوع، بالإضافة لذلك ليس شرطاً أن يكون المكان الكبير هو منبع الراحة، والمكان الصغير غير مريح، أو كما يقال مكتوم، هذه المعلومات بها نسبة بسيطة من الصحة بالنسبة لحجم الفراغ مع عدد المستخدمين، ولكن الصحيح بالنسبة إلى اختيار الألوان إذا كان المكان مساحته صغيرة أبدأ بوضع الألوان الوسط إلى الألوان القاتمة، ولكن لا أضع اللون الفاتح أو اللون الأبيض، وإذا كان المكان كبيراً أضع اللون القاتم، فعلمياً الألوان الفاتحة أوضح من الألوان القاتمة.

هل هناك ألوان معينة لا تنصح في استخدامها في الطلاء؟

لا، فكل الألوان مسموح بها فإن أردت اللون الأصفر فلتصبغ حائطك بالأصفر، ولكن ما يجب النصح فيه هو «كيفية اختيار الألوان»، فهذا الأهم، فاللون لا يشكل عائقاً، بل كيفية الصباغة، وتدرج الألوان وتمازجها هذا ما يجب أن نهتم فيه.

ماهو الفرق بين الألوان الطبيعية والصناعية؟

الألوان الصناعية هي الأصباغ وورق الجدران، أي أنها الألوان المصنوعة من قِبل الإنسان، أما الألوان الطبيعية تكون من الخامات الطبيعية مثل الأخشاب والرخام والمعادن والأحجار والماء... إلخ.

ماهي القاعدة في كيفية استخدام الألوان الطبيعية والصناعية؟

- حينما نريد أن نصبغ أو نغير الألوان، لابد أن نحدد بداية أي الألون نختار، الطبيعية أو الصناعية، فلا يصح أن نستخدم اللونين معاً، فإن حددت الطبيعية مثلاً أبدأ بصبغ الألوان بالخامات مثلاً أختار للأرضية الخشب والجدار بالرخام ولكن بدون مبالغة، فنأخذ خامة أو خامتين على الأكثر ولا نزيد على ثلاثة، إلا إذا كان المصمم محترفاً، وسيجيد التحكم بثلاث خامات دون مبالغة.

نرى هذه الأيام يكثر استخدام ورق الحائط، فهل تنصح باستخدامه؟

نعم، أنا أنصح بورق الجدران فهو حل أجمل من الأصباغ، ولكن يجب اختياره بشكل صحيح وبطريقة صحيحة، بحيث يكون مناسباً للمكان المحدد، ومن عيوبه أنه مكلف.

أخيراً، هل من نصيحة يقدمها المصمم عدنان للقرَّاء؟

نصيحتي للقرَّاء أن يذهبوا للبساطة؛ فأجمل الديكورات أبسطها.

العدد 4107 - الأربعاء 04 ديسمبر 2013م الموافق 30 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً