العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

مواطنو جنوب إفريقيا يفيقون على حياة بلا مانديلا

أفاق مواطنو جنوب إفريقيا أمس الجمعة (6 ديسمبر/ كانون الأول 2013) على مستقبل بلا نلسون مانديلا بطل مقاومة سياسات العزل العنصري وعبر البعض عن خوفهم من أن تصبح بلادهم بعد وفاته عرضة للتوترات العرقية والاجتماعية التي بذل المستحيل لتهدئتها.

ومع بزوغ الفجر توجه المواطنون إلى أعمالهم وتملكتهم الصدمة لوفاة رجل أصبح رمزاً عالمياً للمصالحة والتعايش السلمي. وسمع المواطنون رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما وهو يبلغهم الليلة قبل الماضية أن الرئيس السابق للبلاد الحائز على جائزة نوبل للسلام توفي بمنزله في جوهانسبرغ وسط أفراد أسرته بعد صراع طويل مع المرض.

وقال في كلمة نقلها التلفزيون إن جثمان مانديلا الذي كان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا سيشيع في جنازة رسمية. وأمر بتنكيس الأعلام في البلاد. وأضاف «أهلي في جنوب إفريقيا... رحل حبيبنا نلسون مانديلا الرئيس المؤسس لبلدنا الديمقراطي. فاضت روحه إلى بارئها بسلام في منزله». ورغم تطمينات الزعماء والشخصيات العامة بأن وفاة مانديلا مع ما يصاحبها من أسى لن توقف تقدم جنوب إفريقيا وابتعادها عن تاريخها العنصري المرير عبر البعض عن شعوره بعدم الارتياح لغياب رجل اشتهر بأنه صانع للسلام.

وقالت شارون كويبكا (28 عاماً) التي تعمل سكرتيرة وهي في طريقها إلى العمل في جوهانسبرغ «الأمور لن تسير بشكل جيد. اعتقد أن البلاد ستصبح أكثر عنصرية. الناس سينقلبون على بعض ويطاردون الأجانب. مانديلا الوحيد الذي كان قادراً على تجميع الكل».

وحضر كثيرون القداس في الكنائس وعلى رأسهم زعيم آخر لمقاومة الفصل العنصري كبير أساقفة كيب تاون السابق ديزموند توتو الذي قال إنه صدم لوفاة مانديلا مثله مثل كل مواطني جنوب إفريقيا.

وقال توتو الذي قاد قداساً في كاتدرائية سان جورج الإنجيلية في كيب تاون «فلنقدم له هدية... جنوب إفريقيا متحدة واحدة». وانهالت على جنوب إفريقيا أمس برقيات التعازي في وفاة مانديلا الذي كان طريح فراش المرض طوال عام بسبب مشاكل في الرئة ترجع إلى 27 عاماً قضاها في سجون الحكومة العنصرية البيضاء كان أشهرها سجن جزيرة روبن.

وقال آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا، فريدريك دي كليرك أمس الأول إن أكبر إنجازات مانديلا هو توحيد جنوب إفريقيا والسعي إلى المصالحة بين السود والبيض في عهد ما بعد سياسات الفصل العنصري.

لكن بالنسبة لمواطني جنوب إفريقيا كان موت زعيمهم المحبوب في وقت تشهد فيه البلاد، التي نعمت بالإشادة العالمية لإنهائها الفصل العنصري، اضطرابات عمالية دامية واحتجاجات متصاعدة على ضعف الخدمات والفقر والجريمة والبطالة وفضائح الفساد التي تلاحق حكم زوما.

لكن كثيرين يرون جنوب إفريقيا الآن، وهي أكبر اقتصاد في إفريقيا لكنها واحدة من أكثر دول العالم افتقاراً للمساواة، مازالت بعيدة عن نموذج الدولة «ذات أطياف قوس قزح» التي تنعم بالسلام الاجتماعي وتتشارك في الرخاء كما أعلن مانديلا لدى خروجه مظفراً من السجن العام 1990.

وقال جوزيف نكوسي (36 عاما) وهو حارس أمن في جوهانسبرغ «أشعر كمن فقد أباه. فقدت من كان يرعاني. أي مواطن أسود بلا معارف يجد نفسه في وضع ضعيف». وأضاف مشيراً إلى مانديلا باسمه القبلي «الآن من دون ماديبا أشعر أنني ليس لدي فرصة. الغني سيزداد غنى وينسانا. الفقراء لا يعنون شيئاً بالنسبة لهم. انظر إلى زعمائنا السياسيين ليس من بينهم من هو مثل مانديلا».

العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً