العدد 4132 - الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ

هدسون: رهاني على «الهوية» لن يتأخر

مصلحة كرة البحرين تتقدم على مصلحته... 1-2

من لقاء منتخبنا والعراق السبت
من لقاء منتخبنا والعراق السبت

الحديث الذي يتناقله غالبية المدربين والفنيين والمقيمين للمستوى الفني للمنتخبات المشاركة في بطولة غرب آسيا، عن القيمة التي يلعب بها المنتخب البحريني وما لفت اليه الانتباه على مستوى الأداء الجماعي الذي يجيد التعامل به الفريق الأحمر، لا أعتقد أنه من الممكن فصله عما كنا نردده في مناسبات سابقة، وتحديدا فيما يخص العقلية التي يتعامل بها المدرب الإنجليزي أنتوني هدسون والذي تمكن ورغم صغر سنه من إظهار هوية جديدة لمنتخب البحرين، هي نفسها ما كان ينقص كرة البحرين في سنوات طويلة فائتة، عندما ظلت طموحاتها تصطدم بالعديد من العقبات وبعد قناعات متأرجحة للعديد من المدربين، كان أكثر ما يعني غالبيتهم هو التركيز على ما يمكن أن يحققه المنتخب في مرحلتهم وليس على المستوى البعيد.

وعندما يتحدث غالبية المدربين والفنيين في نفس الاتجاه، فالمؤكد أنهم لمسوا مجموعة من المؤشرات التي يعلمون ويدركون قيمتها، وهي نفسها التي تحدث عنها هدسون في أكثر من مناسبة وموقف، وأن رهانه الدائم لا يمكن أن يبتعد عن إظهار هوية جديدة لمنتخب البحرين يستطيع بعدها الفريق أن يكون أكثر جاهزية لتحقيق طموحاته وأهدافه.

وعلى الرغم من سوء الطالع الذي لازم الفريق في مباراة المنتخب العماني والعراقي، الا أن ذلك لم يخف قيمة العمل الذي يقوم به هدسون، ولم يبعد اللاعبين عن التأكيد للقدرات والامكانات التي يمتلكونها بعد ظهور قال عنه المتابعون أنه في اتجاه الصناعة لمنتخب بحريني قوي يكون مؤهلا لتحقيق الانجازات.

تحدث هدسون في أكثر من اتجاه، لكنه لم يبتعد عن إظهار ما يرتبط به من علاقة وثيقة وترابط قوي مع كرة ولاعبي البحرين وأن الملامح بدأت في الظهور تدريجيا، مما يؤكد أنه في المسار الصحيح.

وضعتم أنفسكم في دائرة ضيقة الم يكن بالإمكان أفضل مما كان؟

ما يفترض أن أقوله في هذا الوقت أنني فخور كل الفخر بما قدمه اللاعبون في المباريات الثلاث التي لعبناها، لقد قدموا طاقات كبيرة وأكدوا أنهم قادرون على تقديم الأفضل في المستقبل.

هذه هي حظوظ المجموعة عندما تلعب فقط مباراتين، لم نكن الطرف الأضعف، وكنا قادرين على ترجيح الكفة وخاصة أمام عمان فقدنا فرصا كثيرة، وأمام العراق لم نكن أقل شأنا رغم أن الفريق العراقي يضم لاعبين شاركوا في مونديال الشباب.

وكيف تقيم وضعية فريقك؟

لو عدنا لتقييمه في مباراتين ووفق ما ناله من استحواذ على الكرة وسيطرة في مجموعة من الفترات وايضا قياسا بما لاح أمامنا من فرص لوجدنا أن البحرين أحد أبرز المنتخبات التي شاركت في البطولة ولا ابالغ في ذلك مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق يضم في صفوفه كلاعبين أساسيين من الدرجة الثانية، وايضا عانى بسبب اصابة المهاجم الأساسي سامي الحسيني.

مدرب عمان يشكو غياب 3 لاعبين احتياط عن البطولة، وأنت يغيب عنك نصف اللاعبين الأساسيين ولم تتوقف في أحاديثك السابقة عند غيابهم، اليس من صالحك أن تبحث عن المبررات والأعذار استباقا؟

لا أستدعي اي لاعب ما لم أكن واثقا في قدراته وأنه قادر على إضافة الجديد، وهذا ما يمكن أن أقوله لأنه من الواجب الاشادة والتحفيز للاعبين الذين تتعامل معهم دون الانقاص أو التأثير على قيمتهم، هذه هي كرة القدم، ومن غير المعقول أن تبني طموحاتك على مجموعة وتتجاهل آخرين، صحيح أن هنالك لاعبين مصابين لهم أثر وقيمة، لكن الفريق أيضا يملك مجموعة أخرى قادرة على تقديم المزيد.

قبل مشاركتك في البطولة كنت أتوقع أن تستدعي نفس مجموعة التصفيات الآسيوية، لكنك خالفت التوقعات، ودعني اقول أنها مجازفة منك في وقت تتعرض خلاله الى الانتقادات؟

أعتقد الشيء الصحيح للبحرين وليس لي، أن يكون الفريق مؤهلا للبطولة الآسيوية بشكل جيد والتفكير في التأهل لمونديال 2018، من الهام جدا أن ينال اللاعبون الصغار المزيد من خبرات المباريات وأن يكونوا أكثر تأهيلا لتقديم المستوى المطلوب، وهذا لا يمكن أن يكون ما لم يتم مشاركتهم في بطولات ويخضعون للاحتكاك مع فرق وبطولات مختلفة.

أعتقد أن البحرين ومصلحة كرتها هي ما يفترض أن يعلو، يمكن أن أكون هنا وربما لا، لكن العمل لتأهيل هذه المجموعة يجب ألا يتوقف عند حدودي، ويفترض أن تمنح الثقة وأن تنال الاعداد المناسب.

أنت تتحدث إذا عن تأهيل لمجموعة كبيرة من اللاعبين، هي سياسة للمنافسة بين اللاعبين والتحفيز إن لم أكن مخطئا؟

من الضروري أن نعمل على تأهيل عدد كبير من اللاعبين الى نفس المستوى الذي نلعب به، وأن يتعرفوا على الاسلوب الذي نتعامل به، بعدها ستكون الأمور أكثر سهولة لأي لاعب يمكن أن ينضم للمجموعة، ما يهمني أن تكون للفريق هوية وقيمة تنافسية كبيرة بين اللاعبين.

لكن أكثر المدربين يفكرون في مصلحتهم وكيف يمكن أن يحققوا المزيد من الانتصارات دون الاكتراث بالمستقبل والزيادة في سيرتهم الذاتية؟

ثقتي في نفسي وفيما أذهب اليه من عمل يجعلني أكثر قناعة على أن العمل يجب أن يستمر في نفس الاتجاه، ولا تنسى أيضا ثقتي الكبيرة في قدرات هؤلاء اللاعبين، وكيف أن تطورهم التصاعدي اصبح ملموسا، لم نخسر اي مباراة منذ أن توليت مسئولية المنتخب الأول، وذلك يعود لتكاتف الجميع وكيف ان المكتسبات تسير في مسار تصاعدي، مثل تلك المؤشرات التي أتابعها تجعلني متمسكا بما أقوم به من عمل، ذلك أيضا أنني قطعت عهدا مع اتحاد الكرة في أن اكون أمينا على مصلحة الكرة البحرينية وأن اقدم كل ما املك في سبيل بناء منتخب قوي.

لكنني أحدثك عن مدربين يفكرون في الوقت الحالي وليس المستقبل؟

لقد قدم لي الاتحاد البحريني فرصة عظيمة لبناء فريق قوي، وأعتقد من الواجب أن أكون عند حسن ظنهم وأن أعمل بإخلاص ووفاء، لا يهمني ما يلجأ اليه بعض المدربين، ولا أحب الحديث الا عن نفسي ايمانا بمبدأ أنني الأكثر دراية وثقة بما يمكن أن اقوم به، لا يمكن أن أشكك لحظة في مقدرتي على خدمة الكرة البحرينية، وأن ما أقوم به من عمل ستقطف الكرة البحرينية ثماره بعد وقت غير بعيد.

المنتخبات الأخرى تتطور أيضا، ألا تعتقد أنه رهان ليس سهلا نجاحه؟

ما أراه أن منتخب البحرين سيكون قادرا على أن يكون أحد أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية، أعتقد أنها مسألة وقت، لقد لمست مجموعة كبيرة من المؤشرات فيما يخص اللاعبين الذين أتابعهم وأتعامل معهم، وأرى أن الملاعب البحرينية قادرة أن تقدم منتخبا قويا بشرط أن ينال الفريق الإعداد والتجارب المناسبة.

ما يمكن أن اقوله اننا ذاهبون لتحقيق ذلك النجاح، ولا يمكن أن أتوقف عند تلك الأهداف، أو أعتقد لحظة واحدة اننا غير قادرين على تحقيقها.

أحد المدربين الجزائريين في الاتحاد القطري قال لي أنه يتابع فريقك منذ البطولة الاولمبية، وقال أيضا إن اعجابه بعملك دفعه لحضور تدريباتك.

بالفعل هي هوية جديدة أحاول أن اصنعها مع المنتخب الأول، ومن الواجب أن تكون للفريق هوية وشخصية يتميز بها عن بقية المنتخبات، وهذا ما أعمد اليه منذ أن توليت المهمة، بعدها لن يجد اي لاعب صعوبة في الدخول في نفس الأجواء، سيما وأن الصورة ستكون واضحة بشكل أكبر، وسيكون على أي لاعب يطمح في الالتحاق بالفريق أن يركز على ما يمكن أن يقوم به.

الهوية يجب أن تكون واضحة على جميع المنتخبات البحرينية، فهي التي ستمنح الفريق قوة أكبر وقيمة تنافسية بين اللاعبين.

نقلت معسكرك من الامارات الى قطر لأنك ستواجه المنتخب الأقوى في البطولة، ألم تخش الخسارة من المنتخب القطري القوي وأنت تلعب بعناصر جديدة؟

هذا الجيل من اللاعبين يجب أن يعيش المزيد من التجارب القوية حتى يتمكن من الصعود بمستواه وقيمته، وأعتقد أن ثقتي في هؤلاء اللاعبين ليس لها حدود، وهم أيضا يملكون ويظهرون ما يجعلني أقول ذلك.

أقول لك ذلك لأن البعض من المدربين يتهرب من المواجهات القوية!

قلت سابقا ان مصلحة الفريق وكرة البحرين تتقدم على اي مصلحة لي شخصية، ومن الضروري أن استغل اي فرصة أمامي لاداء مباراة قوية مع منتخب قوي، ولذلك لم أتردد لحظة واحدة في الموافقة على تغيير المعسكر من الامارات الى قطر عندما علمت أننا سنواجه المنتخب القطري الأكثر قوة وخبرة.

ما يقلقني فقط في هذه البطولة هو أن الفارق بين مباراتي عمان والعراق هو يوما راحة فقط ، لأن الوقت لن يكون مناسبا لعملية الاستشفاء واستعادة كامل القوى بالنسبة للاعبين، ذلك أكثر ما يقلقني قبل المشاركة في هذه البطولة.

غير ذلك فإن ايماني بعملي وبقيمة ما يمكن أن أقدمه مع اللاعبين لا جدال ولا شك فيه من جانبي، فالمؤشرات ايجابية وذلك ما يدعوني للاستمرار في نفس الاتجاه.

بعض من تابعوا المباراة مع العنابي اعتقدوا انك تلعب بمجموعة من المحترفين، ألا يعني ذلك لك شيئا؟

هو نفسه ما حدثتك عنه سابقا؛ هوية الفريق، وهذا ما نسعى لاظهاره من مباراة الى الأخرى، منطقيا يجب أن يتعرض اللاعبون الى الاختبار ويجب أن يشعروا أنهم في منافسة وأن مراكزهم ليست حكرا لأحد، هذه هي كرة القدم، أحترم ما أتابعه من جهود يبذلونها أمامي فهم يسعون بكل ما يملكون الى تقديم الأفضل، وذلك يجب ان نشيد به ونعترف أن البحرين تملك جيلا واعدا من اللاعبين.

الا تعتقد أن ما تتحدث به من ثقة مبالغ بها قليلا؟

تقبل اللاعبين لما نقوم به من عمل وتدرجهم في التطور يدعو للتفاؤل ولا أعتقد أن هنالك مبالغه فيما ذهبت اليه، ففي كل عمل هنالك مؤشرات ومخرجات، وما أتابعه ويتابعه من يدقق على عملنا يؤكد أننا في الطريق الصحيح.

أيضا من الواجب أن أذكرك أن مدرب قطر جمال بلماضي قال ان البحرين يتدرب مع بعض منذ 4 سنوات!

(يبتسم) المؤكد رأيه يحترم وتلك وجهة نظره، لكنني احببت أن أصحح له بعض المعلومات فهو لا يعلم أن الفريق يتدرب مع بعض منذ أيام معدودة، وأنا أقصد التشكيلة التي لعبنا بها مع قطر، عيسى غالب وسيدأحمد جعفر من الفريق الأولمبي فقط.

المؤكد أنه تابع شيئا في ملعبك يوحي بذلك.

أعتقد أن لاعبي فريقي باتوا مدركين ما يتوجب عليهم تقديمه، في كل تدريب أعمل على ترسيخ الفكرة كاملة وما يمكن أن يكون عليه الفريق من هوية واسلوب في الملعب، وفي اعتقادي لا فريق بدون هوية أو قيمة في الملعب، دائما ما أتابع مع اللاعبين مباريات بايرن ميونيخ ومنتخب تشيلي فهما الأقرب الى ما أحاول الوصول اليه في المستقبل القريب.

لكن البعض يفضل التيكي تاكا الآن، الا تعتقد بها ايضا؟

على مستوى فريقي الوقت لم يحن بعد، ربما تكون مناسبة للتطبيق في المستقبل، لكن الآن الأمور ستكون صعبة للتنفيذ، ما أود أن اقوله في هذا الجانب أن هنالك مجموعة من المراحل يجب أن يمضي عليها اللاعبون والفريق للتأهيل وقبل الوصول الى مراحل أكثر متقدمة، ومن الصعب جدا التركيز على أساليب متقدمة ونتجاهل أن نؤسس لتشكيلة قادرة على ذلك.

العدد 4132 - الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:57 م

      داخل منافسة منتخب والا فريق

      بالتدريج بعلمهم وبوصلهم نفس بايرن ميونخ أو تشيلي
      الحبيب مدرب منتخب مب فريق كل يوم معاك بتطوره عندك منافسات قارية ومنافسات عالميه وخليجيه بها المنتخب فقط شنو هدف الفريق 4 آسيا تأهل فقط الحصول على البطولة حدد هدفك وحط خططك عليها أما بتطور وبتسوي ومتا بتبرز لسنة كم بيبرز تطويرك محد سأله هالسآل سنة الدبس بعد 3 سنوات لين اعتزلوا بارزين بيكونون

اقرأ ايضاً