سعى عدد كبير من أبرز الشخصيات العالمية في مجال التمويل الإسلامي إلى تمهيد الطريق لإجراء نقلة نوعية في مجال التمويل الإسلامي العالمي، حيث يشارك أبرز العاملين ورواد الفكر والجهات التنظيمية العاملة في مجال التمويل الإسلامي على مستوى العالم في مناقشات تتركز حول إحداث تحوّل نوعي في هذا المجال يهدف إلى تعزيز عناصر الاستقرار والتنافسية والنمو على مستوى العالم في مجال التمويل الإسلامي الدولي.

وتهدف المنتديات والمؤتمرات العديدة التي تتم استضافتها في البحرين لدعم عناصر النمو والإجادة والابتكار في مجال الصيرفة الإسلامية، فضلًا عن تمهيد الطريق لهذا المجال للمضي قُدُماً في سبيل النجاح في السنوات المقبلة.

ويشهد العالم بالنمو الهائل الذي حققه مجال التمويل الإسلامي على مدار العقود الماضية، حيث كانت معدلات النمو هائلة بشكل كبير، والإعجاب بالنجاح الكبير الذي حققه قطاع العمليات المصرفية الإسلامية في تفادي الأزمة المالية العالمية التي أثرت سلباً على مجال العمليات المصرفية التقليدي.

لكن على رغم الإنجازات التي تحققت، لايزال هناك الكثير من الجهود التي ينبغي أن تُبذل لكي يصل هذا المجال إلى مرحلة الازدهار الحقيقية والمشاركة على الساحة العالمية كأحد النماذج القوية للتمويل القائم على الأخلاقيات والضوابط.

والعمل جارٍ لإحداث نقلة نوعية في مجال التمويل الإسلامي للارتقاء بالتنافسية العالمية عبر الجوانب الرئيسية لقطاع التمويل الإسلامي، بما في ذلك الجوانب التنظيمية والاستراتيجية والشرعية والتشغيلية وتلك المتعلقة بتحويل نوعية المخاطر لضمان قدرة مجال التمويل الإسلامي على إنشاء قاعدة عملاء قوية والتوسع جغرافيّاً بشكل هائل والمشاركة في صفقات ضخمة ومواصلة الانتشار في المناطق الخارجية. كما أن النجاح في تلبية احتياجات القاعدة المتزايدة والمتطورة باستمرار من المستثمرين والعملاء والمستخدمين النهائيين هو كذلك الأكثر أهمية.

وعلى رغم النمو الهائل الذي شهده مجال العمليات المصرفية الإسلامية على مدى السنوات القليلة السابقة، لاتزال هناك المزيد من الفرص الهائلة لكي يتوسع هذا المجال أكثر وأكثر، وخاصة في قطاع رأس المال الإسلامي والأسواق النقدية.

ويتمثل أحد التطورات الإيجابية في هذا الإطار في إصدار الصكوك الدائمة من جانب جهات مالية ومؤسسية لتعزيز قاعدتها الرأسمالية. وتؤكد هذه الاتجاهات على نمو نموذج التمويل الإسلامي بمعدل مطرد عالميّاً - على رغم وجود فرص متاحة عالميّاً للصكوك لتعزيز معدلات النمو والابتكار، بما في ذلك مثلاً إصدار المزيد من الصكوك الخاصة بمشروعات البنية التحتية».

وقال مسئولون: «على رغم المكانة البارزة التي حجزها لنفسه مجال الخدمات المالية الإسلامية كنظام تمويل بديل قابل للنمو والتطبيق، فإن السوق المالية الإسلامية الدولية في العديد من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لاتزال في طور الحداثة قبل الانتقال إلى مراحل النمو والتطور».

ونظراً للعلاقات الوثيقة المتبادلة بين مجال التمويل الإسلامي والنظام المالي العالمي، فمن الأهمية بمكان أن تطور السوق المالية الإسلامية الدولية من منتجاتها الرئيسية لتلبية متطلبات هذا المجال، التي تمثل أحد الشروط الجوهرية لتطبيق منهجية تبادل المخاطر في مجال التمويل الإسلامي.

وأضاف «ستستضيف السوق المالية الإسلامية الدولية إحدى الندوات في إطار الدورة العشرين للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية ويسعدنا أن نوجه الدعوة إلى أبرز الشخصيات والجهات العاملة في مجال التمويل الإسلامي للانضمام إلينا في المناقشات الجوهرية المعنية بالبحث عن الطريق المستقبلي لتطوير سوق مالية ورأسمالية إسلامية، وهو المحور الأهم للتطوير الشامل المرجو في مجال التمويل الإسلامي على المستوى العالمي».

كما عبر المدير العام لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية خالد فقيه، عن وجهة نظرٍ مماثلة بقوله: «لقد شهد مجال التمويل الإسلامي معدلات نمو أتاحت له أن يكون أحد المحاور الجوهرية من النظام التمويلي العالمي، حيث تعد هذه الفترة أكثر فترات التمويل الإسلامي العالمي ازدهاراً. ولا يقتصر الأمر فقط على ارتفاع مستوى التعقيد والتقدم في هذا المجال بوتيرة سريعة في الأسواق التقليدية الرئيسية لمنطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ومنطقة دول جنوب شرق آسيا».

وأضاف «في ظل ثبات حجم التأثير العالمي، والتغيير المستمر في كل من آليات مجال التمويل الإسلامي، يعد تطوير المعايير المتطابقة مع أحكام الشريعة، والتدقيق، والحوكمة، والأخلاقيات، وإدارة المخاطر الخاصة بمجال التمويل الإسلامي. وإضافة إلى تطوير معايير جديدة، فمن الأهمية بمكان أيضاً إعادة الاطلاع على المعايير الحالية ومراجعتها لمواكبة أحدث التطورات التي تطرأ على هذا المجال».