العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

السفير الروسي: الحوار والتواصل هما الحل السليم لتجاوز الأزمات

أكد أن البحرينيين وحدهم المعنيون بحماية وطنهم من التخريب

السفير الروسي في البحرين فيكتور سميرنوف
السفير الروسي في البحرين فيكتور سميرنوف

أكد السفير الروسي في البحرين فيكتور سميرنوف ترحيب بلاده بدعوة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى استكمال حوار التوافق الوطني، ومساندتها سلسلة الإصلاحات التي تشهدها البحرين، مشدداً على إدانة موسكو جميع التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للبحرين، ورفضها أعمال العنف والشغب والإرهاب كافة.

واعتبر السفير الروسي، في حديث خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا)، أن بلاده تدرك ماهية التحديات والمخاطر والتهديدات التي تتعرض لها البحرين، مشيراً إلى أن روسيا ارتأت منذ بداية الأحداث المؤسفة التي شهدتها مملكة البحرين أن حل أية مشكلة يجب أن ينبع من داخل البلاد، ووفقاً لظروفها، ومن دون تدخل من أية جهة، بحيث يظل الحوار الفعال والبناء هو الحل الوحيد لتجاوز الأزمات وبما يعم بالخير على المصلحة العامة.

وشدد على ضرورة عدم تدخل أية دولة أو قوة خارجية، أيّاً تكن، في الشئون الداخلية للبحرين، وأن البحرينيين وحدهم هم المعنيون بحماية وطنهم من التخريب والدفاع عنه بالطريقة السليمة.

وتابع قائلاً: إن موسكو «لا تقبل بتاتاً بالإرهاب والتطرف، وإن الحوار والتواصل هما الحل السليم لتجاوز الأزمات».

وأكد أن الاتحاد الروسي يرفض بشدة كل أنواع العنف والترهيب التي عاشتها البحرين من جانب أيادي التخريب، معتبراً أن مثل أعمال التطرف هذه لن تسفر عن حلول، وأن جرائم الإرهاب ليست بطريقة لتسوية المشكلات والأزمات، وأنها لن تؤدي إلا إلى حلقة مفرغة من الفشل والإخفاق الذي لا يمكن الخروج منه، داعياً مجدَّداً إلى نبذ العنف وانتهاج الحوار بديلاً لذلك.

إلى ذلك، ثمن السفير الروسي التطور الملحوظ الذي تشهده علاقات بلاده بمملكة البحرين، مؤكداً عمق العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين ببعضهما بعضاً منذ عقود، ومشيداً بالمواقف المشتركة التي تتبناها الدولتان إزاء الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.

وأكد أن العلاقات الثنائية المشتركة بين مملكة البحرين وروسيا شهدت دفعة قوية إثر قيام عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بزيارته التاريخية لموسكو العام 2008، والتي أسفرت عن تحقيق عدد من النتائج المهمة، كان على رأسها تدشين مجلس الأعمال البحريني الروسي، الذي اعتبره حجر الزاوية للعلاقات القائمة بين البلدين، هذا فضلاً عن استضافة مملكة البحرين للمنتدى الاقتصادي العربي ـ الروسي وزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري بين الدولتين، والتي تزداد يوما بعد يوم.

وفي حديثه عن العلاقات الثنائية بين البلدين، أكد سميرنوف أنها علاقات ممتازة تتبلور كل يوم في إطار من الصداقة الوطيدة، معربا عن سعادته كون مهمته في مملكة البحرين بدأت منذ الزيارة التاريخية لجلالة عاهل مملكة البحرين لموسكو التي اتسمت بالودية والعمق، وشهدت محادثات بناءة بين قادة البلدين وتوقيع اتفاقيات ثنائية في العديد من مجالات التعاون.

وأشاد بعمق التفاهم القائم بين البلدين على المستوى السياسي تجاه عدد كبير من القضايا العالمية والإقليمية، وبالتعاون الجيد المشترك بينهما على الصعيد الأممي.

كما أثنى السفير الروسي على زيارة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لموسكو، وافتتاح سموها واحدا من أهم المتاحف بمدينة سانت بتراسبورغ الروسية.

وأشاد بمستوى الحراك البحريني على صعيد قضية حقوق الإنسان، قائلا: «إنه خلال السنة المقبلة ستكون روسيا عضواً في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، وسيكون هناك المزيد من الفرص لإجراء محادثات عن هذه القضية التي تحتل أولوية قصوى ضمن مشروع العاهل الإصلاحي».

وفي هذا السياق، ثمن سميرنوف إنجازات المرأة البحرينية في شتى المجالات في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، قائلا إنه يشعر بغاية السعادة والفخر حين يرى نساء بحرينيات يكرمن من قبل جلالة الملك خلال الاحتفال بمناسبة يوم المرأة البحرينية، ما يدلل على أن مملكة البحرين تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بقضية المساواة.

وأعرب عن ارتياحه تجاه التناغم بين السفارة الروسية في البحرين ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في إشارة إلى سلسلة البرامج الفنية والثقافية التي دعمتها السفارة على منصة المسرح البحريني الجديد، وضمت عروض الباليه الروسي، وأياماً ثقافية تستعرض التراث والتاريخ والثقافة الروسية على أرض البحرين، وأخرى عن الثقافة البحرينية في موسكو، وضمت معرض اللآلئ البحرينية الذي أقيم في متحف الفنون الروسي.

وأوضح السفير أن هناك نحو مئتي روسي يعملون ويقيمون في البحرين، مرحباً في هذا الإطار بدور الجمعية البحرينية للمتحدثين باللغة الروسية، التي تأسست مؤخرا من قبل خريجي الجامعات بالاتحاد السوفياتي سابقا، مشيرا إلى أن مواطني بلاده في البحرين يعملون في مهن متعددة ومتنوعة كالهندسة والطب والفيزياء بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى.

ووجه أسمى أمنياته لمملكة البحرين بالاستقرار والسلام والأمن، معربا كذلك عن أمله في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أوسع وأرحب، وخاصة في ظل احتفالات البحرين بذكرى أعيادها الوطنية، وكذا بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد.

وفي نهاية حديثه، أعرب السفير الروسي عن أمله في إقامة المعرض التجاري الخليجي ـ الروسي نهاية العام 2014 ومطلع 2015، مؤكداً أن هذا الحدث المهم سيجمع بين المستثمرين الروس والخليجيين أصحاب المشاريع الصناعية لتشجيع التبادل الصناعي والتكنولوجي بين الجانبين، وخاصة أن روسيا ترى باهتمام بالغ، الخليج كشريك استراتيجي، منوهاً إلى وجود فرص للتعاون في مجالي الغاز والألمنيوم، والقطاع المالي، مع تطلع بلاده إلى المشاركة في تشييد قطار سكة الحديد في دول مجلس التعاون.

العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً