العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

العلماء يطورون مضاداً حيوياً مستشعاً يكشف عن أماكن العدوى البكتيرية

طور علماء مضاداً حيوياً مستشعاً (فلوريا) يعمل مثل كلب الشرطة المدرب الذي يتعقب المجرمين عن طريق حاسة الشم، حيث يتحرك هذا المضاد الحيوي في الجسم ويحدد أماكن العدوى البكتيرية التي يصعب تشخيصها وعلاجها بدون هذا المضاد الحيوي. ويعتقد العلماء أنه يمكن استخدام هذا المضاد الحيوي المستشع الجديد لتسهيل رؤية حالات العدوى الخطيرة حول الأطراف الصناعية والأعضاء أو الأنسجة الأخرى المزروعة في الجسم.

وقد ساعد في هذه العملية التي يتم فيها استخدام المضاد الحيوي فانكومايسين التطورات الحديثة في تقنيات التصوير الضوئي والتي تجعل تصوير العدوى البكتيرية في الوقت الحقيقي أمراً ممكناً حالياً.

وقد أطلق على هذا المضاد الحيوي المستشع «فانكو-800سي دبليو». وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران أن «فانكو-800سي دبليو» يمكن أن يكتشف الالتهابات البكتيرية ويميز بينها وبين الالتهابات غير البكتيرية.

وتبين للعلماء، الذين نشروا أبحاثهم في مجلة «نيتشر كوميونيكاشنز»، أن الاختبارات الأولية التي أجريت على الجزء السفلى من الساق لجثة إنسان كانت أيضاً إيجابية.

واختار البروفيسور، يان مارتن فان ديجيل، من جامعة جرونينجن في هولندا، وفريق بحثه، الفانكومايسين لأنه مضاد حيوي له تاريخ طويل من الاستخدام في علاج العدوى البكتيرية التي تصيب الأنسجة الرخوة. وصنف العلماء المضاد الحيوي بمساعدة مادة صبغية مستشعة قبل حقن الفئران المختبرية بأنواع مختلفة من البكتيريا التي تسبب التهاب العضلات.

كما استخدمت مواد كميائية مضيئة لتسجيل معدل نجاح الطريقة الجديدة. بعد يومين من العدوى، تم حقن الحيوانات بجرعة صغيرة من المضاد الحيوي المستشع وبعد 24 ساعة، تمكن الباحثون من رؤية المواقع البرتقالية اللون التي هاجم فيها المضاد الحيوي البكتيريا، إلا أن مستويات النجاح كانت متفاوتة.

وعلى سبيل المثال، تم اكتشاف بكتيريا مثل المكورات العنقودية الذهبية بوضوح في حين أن البكتيريا ذات التركيب العضوي المختلف مثل «إي كولاي» لم يتم اكتشافها.

وأوضح صاحب الدراسة، فان ديجيل، أن «المادة المستشعة استمرت على الأقل لمدة 24 ساعة، لأن جرعة المضاد الحيوي التي تم حقنها كانت صغيرة ولم تقتل أياً من أنواع البكتيريا».

وقد لوحظت أول إشارات ملونة بعد ساعات قليلة من حقن البكتيريا. وأمكن باستخدام هذه الطريقة بصفة خاصة اكتشاف البكتيريا التي تلتصق بأعضاء وأنسجة الإنسان الصناعية المزروعة وغالباً ما تؤدي إلى مضاعفات صحية.

ويعتقد العلماء أن مثل هذه الإصابات يمكن علاجها بطريقة أفضل في المراحل المبكرة من العدوى، لكن للأسف فإنه نادراً ما يتم اكتشافها في الوقت المناسب.

وقال الباحث المشارك في الدراسة نوت أولسين من معهد علم الأحياء الجزيئي في جامعة فورتسبورغ بألمانيا: «حالما تنتشر مثل هذه العدوى، فإنه في ظروف معينة قد يتعين استئصال العضو أو النسيج الصناعي المزروع جراحياً مرة أخرى».

وحتى الآن كان المضاد الحيوي المستشع ناجحاً فقط عند اختباره على الجثث البشرية، لكن العلماء يستعدون بالفعل لإجراء أول دراسات سريرية على البشر الأحياء. ويعتقد الباحثون أن تلك العملية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لأنها تقدم صوراً حية دون الحاجة إلى إجراء جراحة أو أشعة.

العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً