العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ

تكنولوجيا الأجهزة الذكية... دعوة للإبداع الصحي

محمد حسين أمان

طبيب ومدرس إكلينكي، باحث في طب الطوارئ

الأجهزة الذكية أو ما يُعرف بـ «سمارت ديفايس»، وهو المرادف نطقاً باللغة الإنجليزية، هي أجهزة إلكترونية سهلة الحمل والتنقل تجمع في وظائفها بين إمكانية الاتصال صوتياً، أي تقوم مقام الهاتف العادي، إضافة إلى وظيفة الاتصال البياني والمعلوماتي عن طريق أنظمة تشغيل وبروتوكولات اتصال متعددة.

وما الهاتف الذكي والأجهزة اللوحية الأخرى على اختلاف منتجيها إلا أحد الأمثلة البارزة لما أنتجته التكنولوجيا العصرية من تطبيقات مهمة وواعدة في حياتنا اليومية.

لكننا الآن ونحن على أعتاب منتصف العقد الثاني من بدايات الألفية الثالثة، وبعد ما يقارب الإحدى وعشرون عاماً منذ بزوغ البداية الأولى لتقنية الأجهزة الذكية، نقف متأملين تارة ومتحفزين أحياناً أخرى للولوج بإدراك علمي فاحص في هذه المنظومة الواعدة حتى نعتلي موجة التحضر بكل قوة وثبات ونتسابق العالم سراعاً في خلق تطبيقات تسير مختلف مفاصل الحياة من صحة وتعليم وغيرهما.

لو نظرنا إلى واحدة من تطبيقات هذه الأجهزة الذكية، ونعني بها مثالاً الهواتف النقالة وما تمتاز به من تطبيق جغرافي رائع في إمكانية تحديد المكان واستخدام الخرائط المكانية المدعمة ببيان مواقع خدمية صحية أو استهلاكية، ومن ثمة أسقطنا هذا التطبيق في خدمة فئات متعددة من المرضى، مثل مرضى السكري والقلب وتصلب والشرايين والمصابين بأهم عوامل الخطر والمراضة، وهي السمنة، عندها فقط يمكن أن ندرك ما لهذه الأجهزة الذكية، وتزاوجها مع تقنيات ووسائل نقل البيانات بوسائطها المتعددة، من منافع جمة على المجتمعات في نواحيها كافة.

إحدى الإبداعات، هو تطبيق معلوماتي صحي يساهم بشكل فاعل في إشراك المريض في تكامل الخطة العلاجية والوقائية المثلى عن طريق توعيته وإرشاده إلى ما يجب عليه شرائه مثلاً من غذاء أو مكملات غذائية، فمريض السكري على سبيل التوضيح، عندما تطأ رجله منافذ بيع الأغذية والصيدليات، وباستخدام خاصية تحديد المواقع يتعرف الجهاز الذكي، في هذه الحالة الهاتف النقال مثالاً، على الموقع ويقوم بإرسال معلومات ونصائح تعزز خيارات الشراء وتكون في متناول المريض آنياً وهو يقرر ماذا يشتري وماذا يترك.

في عصر الثورة المعلوماتية ووسائل الاتصال التي أصبحت تربط الكون وكأننا نعيش في قرية صغيرة، تتسابق أنظمة الرعاية الصحية، وبخصوص غير الحكومية منها، في خلق حلول عملية غير مكلفة وذات مردود كبير على الأصعدة كافة؛ لإشراك متلقي الخدمة الصحية في العلاج وتعزيز الصحة العامة بتسيير البنية المعلوماتية التحتية وصقلها في تحسين مخرجات خدماتها، وإيصال ما تقدمه من رعاية إلى متلقيها في بيئاتهم الطبيعية.

إن تبني حلول مثل تلك تحقق من بين أمور كثيرة، غايتين كبيرتين، الأولى، تحفيز المريض في مواصلة الاهتمام بصحته، والثانية خلق وترسيخ القناعة لديه أنه ينتمي لعائلة صحية تتواصل معه في كل ما يعود عليه بالعافية ويقوم ما قد يمنعه من الاستمرار على سلوك يجوّد نمط الحياة الصحي لديه.

كما لا ننسى هنا ما لاستشعار المريض من روح الثقة والرضا عندما يكون هو محور الخدمة والرعاية، من أثر بالغ في امتثاله لخطة العلاج من ناحية، ومن ناحية أشمل تهيئة الجو النفسي وهو العامل الحيوي في الشفاء والتطبيب.

إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"

العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً