العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ

رياضيونا والثقافة الضائعة

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

قناعتي الشخصية تقول إن السواد الأعظم من الرياضيين وأعني اللاعبين على وجه الخصوص يفتقدون للثقافة التي تجعلهم يرتقون بمستواه الرياضي أو بالأحرى التي تجعلهم يستفيدون من الرياضة بالحد الأقصى، أجد أن لاعبينا (الغالبية وليس الكل) يعتنون بالمظاهر العامة في طريقة اللبس وقصة الشعر ونوعية الحذاء فقط، كما يقول الإخوة المصريين (من بره هلله هلله ومن جو يعلم الله).

كثيرون من اللاعبين توقفوا عن اللعب، أو أن عطاءهم ظل محدودا في الوقت الذي كانت فيه التوقعات بأن يكون لهم شأن في المستقبل والسبب في ذلك الحرص على المظاهر والابتعاد عن المضمون. طريقة قصة الشعر لا تولد لاعبا مميزا، ونوعية الحذاء وإذا ما كان يتناسب مع الموضة لا علاقة له بمستوى اللاعب، وطريقة اللبس لا تجعل اللاعب مميزا في نظر الجمهور والمتابعين.

في كرة اليد، أرصد الكثير من اللاعبين الذين يهتمون بالمظاهر على حساب المضمون، وأرى أن عددا كبيرا من اللاعبين في دوريات الفئات السنية يعكسوا التصرفات والأجواء التي يشاهدونها في دوري الكبار كجزء من التقليد، الكبار يقلدون لاعبين من دول أخرى والصغار يأخذون منهم، وهكذا. حتى أنني يوما سمعت لاعبا في دوري الأشبال (تحت 16 عاما) يقول لإداريه وبصوت مسموع «تشوفون الحكام ويش يسوون فينا وأنتو ساكتين»، طبعا هذه الجملة تسمع حتى في المباريات التي فيها فارق النتيجة ألف هدف.

العامل الرئيسي الذي يخلق لاعبا متميزا هو «الثقافة»، الثقافة هي أنني كلاعب كيف أكون ملتزما ومنضبطا في كل شيء، في وقت النوم، وفي وقت التدريبات، وفي أدائي للتدريبات، وفي نوعية الوجبات الذي أتناولها، وفي وقت تناول الوجبات، في أداء الواجبات تجاه الله عز وجل مصداقا لقوله «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» وإذا كان غير المسلمين لا يضعونه في الاعتبار فعلينا كمسلمين أن نجعله أول الاعتبارات في ثقافتنا في الرياضة وغير الرياضة بطبيعة الحال.

ثقافة أخرى يتمتع بها الغرب بعيدا عن هذه الأمور وأتصور بأن لاعبينا يجب أن تكون لديهم مثل هذه الثقافة، ففي الدوريات الأوروبية تجد لاعبا يطلب الانتقال من ناد كبير لناد أقل من أجل أن يحصل على فرصة أكبر للعب أساسيا، على سبيل المثال لا الحصر وجد الدولي الألماني مسعود أوزيل موقعه مهددا بعد التعاقد مع الدولي الإسباني إيسكو والدولي الويلزي جاريث بيل، ففضل الانتقال للأرسنال، وكذلك بالنسبة للدولي الإسباني ألكنتارا الذي رحل للبايرن ليلعب أساسيا، والعاجي يايا توريه الذي كان حبيس دكة بدلاء البارصا واليوم نجما خارقا في السيتي.

أخيرا، في الوقت الذي يطالب فيه اللاعبون بتحسين ظروفهم المادية بمعنى الحصول على مردود أفضل من الرياضة هم مطالبون وبشكل أكبر لتغيير ثقافتهم وطريقة تعاطيهم من الرياضة لتكون عقلية محترفة، ذلك لا يحتاج إلى تعليم ودروس عامة وخصوصية، مثل هذه الثقافة من الممكن أن تكتسب بالمتابعة والمشاهدة فقط، متأكد من أن التطوير الذاتي للاعبينا فيما يخص ثقافتهم سيساهم في تحول الرياضة للأفضل لأنها ستكون وسيلة ضغط.

آخر السطور

حكيم العريبي، لا أعرفه شخصيا، قرأت قصته كما قرأ الجميع عبر «الوسط الرياضي» من خلال التصريح الذي أدلى به رئيس نادي الشباب الأخ العزيز ميرزا أحمد، لا أتدخل في القضاء ولست أنا من أقول إنه مذنب أو بريء، ولكن التفاصيل الدقيقة التي يذكرها النادي بحاجة إلى تمعن، وعلى اتحاد الكرة وهي المنظومة الأهلية أن يكون لها موقف تجاه اللاعب الذي يعتبر جزءا من منتخب المستقبل.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 4143 - الخميس 09 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً