العدد 4162 - الثلثاء 28 يناير 2014م الموافق 27 ربيع الاول 1435هـ

من الآثار المدمرة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل عدة أعوام، دُعيت إلى غداءٍ في منطقة السيف، حضره ثلاثةٌ من العاملين بإحدى الهيئات الاقتصادية المستحدَثة للتنمية الاقتصادية، واكتشفت أن الهدف محاولة مد جسور مع كتّاب الأعمدة لتعريفهم بالهيئة ودورها، وربما لتجنّب انتقاداتهم فيما لو عثروا على تجاوزات أو ثغرات.

كنت مستمعاً تماماً، لأفهم هؤلاء الذين ألتقيهم وجهاً لوجهٍ لأول مرة، ولما فرغوا من إيصال رسالتهم وتوضيح دورهم المفترض في مجال التنمية الاقتصادية، سألتهم: هل يمكن تحقيق كل هذه الأهداف دون الأخذ في الاعتبار عامل التجنيس الذي لم تذكروه من بعيد ولا من قريب، وهو عاملٌ من شأنه تدمير أية خطط طموحة للتنمية؟

أحدهم أجابني بعد تردد: أنا أسكن في المحرق، ولا ألاحظ وجود أي عمليات تجنيس بالحجم الذي تقول عنه. كان اللقاء المذكور في صيف 2010. لم أقتنع بردّه، وشعرت أنه لا يريد أن يقول الحقيقة، أو لا يستطيع.

قبل ذلك بأشهر، وفي خريف 2009، وفي حلقة حوارية بنادي العروبة عن التجنيس، تحدّث عبدالحميد عبدالغفار، (أنقل هنا ما سجّلته من مداخلات) قائلاً: «أكثر ما يخيفني الغموض، فمساحة البحرين 717 كم مربع (رسمياً)، بينما هي 747 كم، حسب شركة خاصة. وأتحدّى الجميع أن يعطوني رقماً حقيقياً ليس فقط عن المساحة بل حتى عن التجنيس. وأنا حدّي (من الحد)، والأمور الظاهرة تكذّب الكثير من التصريحات. ففريق بن هندي لن تجد فيه بيت بحريني إلا فيما ندر... حتى الزمور في السيارة ليس من أبناء البلد»!

في ذلك اليوم، تحدّثت مريم الرويعي، وهي شخصية بارزة في الاتحاد النسائي، قائلةً: «لن أتناول الأرقام بل الوضع على الأرض. في الرفاع والمناطق السنية بالذات، نحن أكثر الراصدين لأعدادهم لأنهم يعيشون بيننا. علاقاتنا معهم إنسانية ولا أحمّلهم المسئولية، لكن ملاحظتي عن موضوع الولاء الذي يُطرح في الجرائد، فيغلب عليهم الانتفاع من خيرات البلد، وهم يعيشون هنا في أفقر حال وهم يقولون بأنفسهم أنهم بنوا بيوتاً في أوطانهم، ما يدلّ على أن البلد لا يستفيد منهم اقتصادياً، وينظرون للبحرين كبقرة حلوب لتحسين أوضاعهم البائسة. والذين (يطلعون) على التقاعد، يذهبون إلى بلدانهم ويعودون لأن لديهم طلباً في الإسكان ليحصلوا على بيت الإسكان، ومن أجل دراسة أبنائهم بالجامعة لأن الدراسة هناك تكلفهم الكثير».

وأضافت الرويعي: «ولأول مرة في تاريخ شعب البحرين المعروف بمشاعره العربية، هناك للأسف شرخ كبير في مشاعر الناس العادية بسبب التجنيس».

في حلقة «وعد» الأخيرة قبل عشرين يوماً، تكلّم محمد الزياني (وهو عسكري سابق)، عمّا تعانيه البحرين من نقصٍ في الخدمات وشحٍّ في الأراضي، وبالتالي «نحن لا نحتاج حتى إلى التجنيس القانوني» حسب قوله. وأضاف: «البحرين بلد فقير، والمفروض أن تجنّس المليونيرات وليس العمال والفقراء». وقدّم شهادة مهمة: «أنا في عائلتي يوجد 30 شخصاً تجاوزوا سن الثلاثين عاجزون عن الزواج أو توفير شقة للسكن». وختم قائلاً: «التجنيس لا يحمي الحكم بل يحميه العدل».

ثلاث شهادات بحرينية، وهي من طيف مذهبي واحد سيكون الأكثر تضرّراً من التجنيس في المستقبل المنظور. وللعلم... بعد عامين من ذلك الغداء، أصبح أحد الرفاق الثلاثة وزيراً، والآخر ناطقاً باسم فعالية سياسية، ولله عاقبة الأمور.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4162 - الثلثاء 28 يناير 2014م الموافق 27 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:02 ص

      بوعلي

      من قال لك انا راضين عن التجنيس التجنيس صار برضانا او بغير رضانا
      اسأل اي واحد في البحرين اذا كان راضي نحن نعاني ربما اكثر متكم
      من عملية التجنيس فانا اسكن في منطقة ابحث فيه عن اي شخص
      بحريني اصيل لان البحريي قد هاجر الي مناطق اكثر تطور فالمناطق
      القديمة في المحرق تركها للغريب فلا تجعلونا كبش فداء لخطأ نحن براء منها

    • زائر 14 | 5:17 ص

      شوف

      شوف سيدنه الى ماتهمه الى مصلحته مايقول الحق لو سيل دماء البحريين كلها لايهتم اهمشى مصلحته ويتلدد بفلوس الحرام الله ينتقم من كل ظالم

    • زائر 11 | 3:01 ص

      التمييز = التجنيس

      تكلم سماحة الشيخ على سلمان في حوار المنامه عن نقطه نقلها لولي العهد في لقائه الأخير وقال له لا يمكن أن نكون نحن (الشيعه) الطبقه الخامسه!! والترتيب هو أولا آل خليفه وثانيا السنه وثالثا المجنسون ورابعا الأجانب وخامسا وأخيرا نحن الشيعه!! كم كانت هذه الكلمه مؤثره ومتعبه للنفس ومألمه, وكانت قسمة طيزى.
      لو كانت هذه القسمه في وطن غير البحرين لقامة القيامه!

    • زائر 9 | 2:33 ص

      ماهي المشكلة؟

      المشكلة ليس في التجنيس أو من جنس فحسب بل المشكلة الكبرى فيمن يدعي الوطنية والاصالة ويرضى بتجنيس الاغراب الذي يدمر الوطن المواطن لخدمة حفنة من الجشعين والمستبدين الذين يعيشون خارج التاريخ وخارج إطار الحضارة والتحضر.
      من يرضى بمثل هذه الجريمة هو شريك فيها ولا يستحق أن يكون مواطن يعيش على أرضها الطيبة.
      جريمة التجنيس سوف تدمر من اسسها وذهب معه لمزبلة التاريخ وسيعود الحق لاصحابه طال الزمن أو قصر ...

    • زائر 8 | 1:31 ص

      البحرين تدخل ارقام جينس في التجنيس

      هو سيدنا بقى احد ما جنسوه في هذي الديرة

    • زائر 7 | 12:55 ص

      السياسة الاخطر على مذهب اهل البيت

      المقصود هو مذهب اهل البيت وهذا التجنيس هو حرب طائفية بامتياز وعلى من يهمه الامر ان يعي الموضوع
      ونقول لمن يعمل في هذه السياسة سوف ينقلب السحر على الساحر من حيث لا تتوقعون

    • زائر 6 | 12:27 ص

      اخربوها واقعدوا على تلتها

      سلام الله عليك يا ابا الحسن القصة التي رويت عنه حين حضرت امرأتان اختصمتا في مولود كل تتبناه لنفسها فاقتضت حكمة الامام ان يطلب سيفا لكي يقسم الطفل الى نصفين ولكن الام الحقيقية رأسا تنازلت عن حقها من اجل سلامة مولودها.
      هذا المثال عن البحرين من يخاف على البحرين ويرى انها بلده لا يصنع فيها ما يحصل من تجنيس وتدنيس وتخريب بسبب سياسة طائفية مقيتة سوف تجر وبالا على الجميع ولكن يكون احد بمنأى عن خطرها

    • زائر 5 | 12:04 ص

      آفه المجنسون

      التجنيس المراد منه ضرب فئه من الناس ليس إلا ولكن يبدو علي المدى البعيد بأنه أنقلب السحر علي الساحر فمضاره ومآسيه قد طفحت وبانت مساؤها علي شعب البحرين ككل الفئه س و ش

    • زائر 4 | 11:40 م

      محمد

      في ارقام للتجنيس ؟ ولازم اطالب ابه وزارة الداخلية ؟ هو التجنيس حاجة ملحة لكل الدول المتحضرة ؟ وكل من لهم علاقة بالبحرين

    • زائر 3 | 11:28 م

      ههههههه

      ولله عاقبة الامور ولكن ان كان الثلاثة ارتفعوا لمناصب عليا فأهلهم ومعارفهم واصدقائهم سينزلون للأسفل وكل ذلك بسبب التجنيس الذي انكره احدهم

    • زائر 15 زائر 3 | 6:09 ص

      كلامك جميل

      انا اوافقك الرأي والتعبير

    • زائر 2 | 11:18 م

      التجنيس خارج القانون

      التجنيس السياسي الغير قانوني دمر البلد والفءه الاكثر تضررا هم السنه لانهم يعيشون في مناطقهم وبالتالي يصبحون جيرانهم وتزداد المشاكل اما يتشاجرون او يتحرشون جنسيا لانهم في الواقع يعتبرون انفسهم غرباء والبحرين هي البقره الحلوب بالنسبه لهم. وفي الاخير ياتيك شخص ممن اعمته الطاءفيه ويقول المجنسين افضل من ابناء بلده!

    • زائر 1 | 10:32 م

      يشترون ولاء

      سوف ينقلب عليهم وبال

اقرأ ايضاً