العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ

المودة العاطفية والعلاقة الجنسية وتأثيرها على الروابط الزوجية

(البروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر/ رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الخليج العربي)

لقد خلق الله سبحانه وتعالى كلا الذكر والأنثى لكي يتزاوجوا ولقد جعل المودة والألفة بينهم لكي يتعايشوا ولكل واحدة من تلك أدوات تساعد على بقاء العشرة الطويلة ومن أهمها العلاقة الجنسية، فالجنس بالإضافة لأهميته لبقاء النسل وامتداده فأن لهذه العملية تأثير كبير على العلاقة الروحية والنفسية والجسدية الرابطة بين الزوجين.

فوسائل العلاقة الجنسية عديدة ومتنوعة من أهمها الكلام المفعم بالعاطفة والحنان والحرارة، واللمس، والتحسس، والشم، والقُبل، والعناق، والعملية الجنسية في حد ذاتها.

العلاقة الزوجية والعملية الجنسية بين الزوجين واستمراريتها تزيد من المحبة بينهما وتعمل على تقليل الخلافات الزوجية وتساعدهما على تحمل المشاكل الاجتماعية والنفسية. وبالتالي نجد بأن الرابط بين العلاقة الزوجية الحميمة والعملية الجنسية لهو رابط متين.

تعتبر من أهم أهداف العلاقة الجنسية بين الزوجين: التكاثر ، وبناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة ومتجانسة لصالح الأسرة والمجتمع، كما أنها تحقق تبادل الحب والعواطف، والشعور بالدفء وحرارة العلاقة بين الزوجين، ويأتي إشباع الرغبة الغريزية للطرفين من جملة الأهداف.

ومن الفوائد الاجتماعية أيضا ما ينعكس على المجتمع كتكوين العائلة التي هي ركن أساسي في المجتمع الإسلامي، والعلاقات بين الجنسين التى تضبطها قواعد الشريعة الإسلامية تهدف إلى حماية المجتمع من إشاعة الفاحشة بين الأفراد كالزنا واللواط وما شابه.

كما إن الفوائد الصحية للجنس تتخطى غرفة النوم، فمنها فوائد مباشرة للزوجين وغير مباشرة تنعكس على العائلة الصغيرة شاملة الأطفال والعائلة الكبيرة التي تشمل المجتمع،

ويعتبر التنفس السليم، وتقوية العظام والعضلات من أبرز الفوائد الصحية. إضافة إلى خفض نسبة الكولسترول في الدم، وتقليل ألم المفاصل، آلام الرقبة، وآلام الصداع، وتعزيز الثقة بالنفس.

إن ما ذكر من فوائد صحية للجنس تعادل كذلك الفوائد النفسية التي تؤثر على استقرار الزوجين ومن ثم استقرار العائلة الصغيرة المؤثرة على العائلة الكبيرة ألا وهو المجتمع.

لا ننسى أن الكلام اللطيف بين الزوجين فكلمات مثل حبيبي حبيبتي.. عزيزي عزيزتي.... وحتى الكلمات المحلية مثل “بعد جبدي” أو “بعد قلبي” كلها تقع في القلب كبلسم يشفي الجراح ويعمل كمحصن مانعاً من نفاذ الخلاف بين الزوجين.

عموماً فإن مورست التصرفات والمقدمات التي ذكرت باستمرار وبصفة دورية بين الزوجين دون إيجاد المعاذير والأسباب للامتناع عنها فستساعد على ازدياد محبتهم واستقرارهم نفسياً مما يؤدي إلى استقرار العائلة وبالتالي تهيئة جو هادئ وصحي يتمكن الأطفال فيه من أن يترعرعوا ويكبروا بنفس مطمئنة مستقرة تساعد على بناء مجتمع مستقر منتج في المستقبل وقد يخلو من الإجرام.

العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً