«عندي حصالة حلوة بجمع مصروفي فيها... بخبيها للمحتاجين ولمسة أيد بتضويها»... كانت هذه إحدى الأغنيات الجميلة التي يعجبني الاستماع لها عبر قناة “طيور الجنة”، وهي بكل تأكيد أغنية تحمل في كلماتها قيماً إنسانية وأخلاقية جميلة جداً، أتمنى أن أتحلى أنا وأصدقائي بها.

في بيتنا أربع حصالات، واحدة منها للفقراء والمحتاجين، والثانية لأبي والثالثة لأمي، أما الرابعة فهي بكل تأكيد لي أنا (مناهل)... “حصالة الفقراء” هي حصالة تشترك فيها العائلة جميعها، أما الأخريات فهي شخصية لكل واحد منا، حيث يقتطع كل واحد منا جزءاً بسيطاً من مصروفه اليومي ويضعه فيها لتجميع مبالغ مالية معينة يتم إنفاقها بعد ذلك في شراء أشياء مفيدة.

بدأت علاقتي مع “الحصالة” عندما كان عمري عاماً واحداً فقط، فقد اشترى لي والداي “حصالة صغيرة”، وذلك بغرض تعليمي مفهوم “الادخار” لأتخذ منه منهاجاً في حياتي، و “الحصالة” كانت هي وسيلة التفاعل الأولى بيني وبين عالم الادخار واستيعاب أهميته.

من خلال تجربتي الشخصية مع “الحصالات”، تبين لي جيداً أنها ليست مجرد فكرة لتشجيع الادخار لدى الأطفال، ولكنها في بعض الأحيان قد تحل أزمة، فمثلاً يمكنك من خلال المال الموجود في حصالتك أن تشتري قرطاسيتك الخاصة التي ربما يعجز والداك على توفيرها لك. كما أنها ربما تساهم في علاج أحد المحتاجين لعملية عاجلة لا سمح الله... وغيرها من الأمور التي قد تكون أنت بأموالك البسيطة تلك سبباً في حل أزمتها.

وأخيراً لكم يا أصدقائي أقول: “كونوا على ثقة أصدقائي بأن قرشكم الأبيض في حصالاتكم الملونة سيكون مفيداً في اليوم الأسود”.

مناهل