العدد 4186 - الجمعة 21 فبراير 2014م الموافق 21 ربيع الثاني 1435هـ

«العفو» أيضاً حقٌّ أصيلٌ للملك... فلماذا ترفضونه؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

جاءت مرئيات «جمعيات الفاتح»، التي أعلنتها 7 جمعيات سياسية تمثل التيار السني في البحرين، وهي حقيقة لا يمكن نكرانها من قبل أي طرف، فكل شخوص هذه الجمعيات على طاولة الحوار (سنية)، تحمل الدفاع عن مكتسبات المكوّن السني في البحرين، وذلك بحسب ما كشفته «الوثيقة السياسية» لتجمع الوحدة.

مرئيات الجمعيات التي أعلن عنها في مؤتمر صحافي (12 فبراير/ شباط 2014) أكدت في مبادئها وثوابتها على أن المبادئ والثوابت التي تحكم جميع مداخل الحوار منها مرجعية ميثاق العمل الوطني واحترام الدستور، والتمسك بالدولة المدنية (دولة المؤسسات والقوانين)، فلذلك تتمسك الجمعيات برفض الحكومة المنتخبة، وتصرّ على حكومة التعيين كونها حقاً أصيلاً للملك، وذلك بحسب تصريح رئيس تجمع الوحدة عبداللطيف المحمود، لـ «الوسط» في الثامن من فبراير 2014، عندما قال: «نحن ملتزمون بما جاء في الدستور بأن تعيين رئيس مجلس الوزراء وكذلك الوزراء هو حقٌ أصيلٌ لجلالة الملك».

وكذلك ما قاله رئيس جمعية الأصالة عبدالحليم مراد، في مرئياته للحوار: «إننا نرى أن تعيين السلطة التنفيذية هو حق أصيل لجلالة الملك بحسب الدستور وميثاق العمل الوطني».

ولأن جمعيات الفاتح متمسكة بمبادئها وثوابتها، فإنها لن تتنازل عنها أبداً، وأهمها الثوابت المنصوص عليها في ميثاق العمل الوطني والدستور.

عندما شُغل الشارع البحريني بأنباء سرِّبت وصوِّرت عبر سيناريوهات قيلت عن الحوار وتهيئة الأجواء له، و«أفكار» عن الإفراج عن معتقلين سياسيين في السجون، قامت الدنيا ولم تقعد لدى «جمعيات الفاتح»، وعندما تحدث الأمين العام لجمعية ميثاق العمل الوطني محمد البوعينين، أحد قادة جمعيات الفاتح، في المؤتمر الصحافي للإعلان عن مرئيات «جمعيات الفاتح» عن حق الملك في إصدار العفو العام والعفو الخاص بشأن الإفراج عن المعتقلين، حدث «شرخ» داخل تلك الجمعيات التي كانت تتشدق بـ «الثوابت والمبادئ» وتطبيق القانون.

فقد رفض تجمع الوحدة وجمعية المنبر الإسلامي و«الأصالة» وغيرها من جمعيات الفاتح الحديث عن «عفو» عن معتقلين، بل ذهبت جمعية المنبر الإسلامي لاعتبار قرارات العفو السابقة التي صدرت عن الملك قرارات جاءت بـ «نتائج عكسية تضر بالداخل بأمن واستقرار المملكة وتفهم على أنها ضعف من الدولة».

من الواضح أن جمعيات الفاتح التي تتشدق باحترامها بـ «المبادئ والثوابت والقانون» في الميثاق والدستور، ترفض الحق الأصيل للملك الذي نصت عليه المادة (41) من الدستور في أن «للملك أن يعفو، بمرسوم، عن العقوبة أو يخفضها، أما العفو الشامل فلا يكون إلا بقانون، وذلك عن الجرائم المقترفة قبل اقتراح العفو».

بل ذهبت هذه الجمعيات وفي بيانات رسمية نشرت في الصحف المحلية، للطعن في قرارات سابقة صادرة عن الملك، بل ذهبت لأبعد من ذلك وأصدرت جمعية المنبر الإسلامي على لسان نائب الأمين العام للجمعية ناصر الفضالة «تحذيراً» من إطلاق سراح المدانين بأحكام قضائية، معتبراً ذلك «أمراً ينذر بعواقب وخيمة، وسيؤدي إلى الفوضى وغياب سيادة القانون، وينذر بعودة حكم الغاب على أنقاض هدم القانون»!

جمعية الأصالة هي الأخرى أصدرت بياناً في (15 فبراير 2014) حذّرت فيه «من خطورة المساس بأحكام القضاء والعفو عن المدانين تحت أي شكل (...)».

ويبقى السؤال، إلى جمعيات الفاتح بشكلٍ عام، ولجمعية المنبر الإسلامية والأصالة بشكلٍ خاص، التحذير الصادر من قبلكم لمن هو موجَّه؟ ومن هو الذي يستطيع أن يصدر عفواً عن السجناء؟ وهل يعد هذا التحذير احتراماً للمبادئ والثوابت ومرجعية ميثاق العمل الوطني واحترام الدستور وبالخصوص نص المادة (41)؟ وهل ممارسة الملك لصلاحياته الدستورية وحقه الأصيل في إصدار العفو «سيؤدي للفوضى، وحكم الغاب وهدم القانون» بحسب ما تدَّعون وتقولون وتكررون في كل بيان؟

ألا تعتقد جمعيات الفاتح وجمعية المنبر الإسلامي و«الأصالة» أنه كما أن تعيين الحكومة حقٌ أصيلٌ للملك كما هو منصوص في الدستور، فإن العفو عن السجناء أيضاً حقٌ أصيلٌ للملك ومنصوص عليه في الدستور أيضاً، لا يجوز لهم «التحذير» منه أو التدخل فيه، أو رفضه، على أقل تقدير، احتراماً لما يدّعونه من «مبادئ وثوابت» أو ردوها في مرئياتهم للحوار المقبل، إن كان هناك حوار أصلا؟

من خلال هذا التناقض في التعاطي مع ملفين مختلفين، وهما «الحكومة المنتخبة» و«العفو عن المعتقلين السياسيين»، سنجد أن ما تتحدث عنه «جمعيات الفاتح» من «مبادئ وثوابت» ما هي إلا حبر على ورق و«هراء» لا يمكن أن يستقيم مع الواقع المعاش ومواقفها المعلنة التي لا تحترم تلك المبادئ والقيم، بل تريد منها أن تسير وفق أهوائها، للحفاظ فقط على مكتسباتها الطائفية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4186 - الجمعة 21 فبراير 2014م الموافق 21 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 4:54 م

      فاقد الشيئ لا يعطيه

      هم مع القانون مادام القانون بيدهم يسيرونه كيفما شاءوا ومتى أرادوا ، ولو كان القانون يطبق بالتساوي لما رأيت لهم لساناً أصلا ، فهم في الأصل جاءوا لعدم وجود القانون وبالتالي هناك اصلا جدلية في اصل وجودهم كمتحدثين عن الشارع السني الكريم

    • زائر 38 | 11:05 ص

      كما قال ابا عبدالله الحسين

      يحوطونه مادرت عليه معائشهم...

    • زائر 37 | 10:03 ص

      --

      هم يرفضون كلما لا يريدونه فقد رفضوا ان يكد العامل على عياله بفصله عن عمله لانه منتسب لطائفة معينة و لم يتكلموا عن جريمة هدم المساجد فاذا رفضوا كل هذه الامور الواضحة و معظمها انسانية و امر به رب العالمين فكيف بحق اصيل طالما هم لايريدونه؟

    • زائر 36 | 5:37 ص

      فرانكشتاينيون

      فرانكشتاينيون : من الغباء ان تكرر نفس الفعل وبنفس الطريقة وتتوقع نتائج مختلفة

    • زائر 35 | 5:03 ص

      لو فيه قانون

      جان جمعيات المارد الورقي كلهم في السجون ولكن القوة في صالهحم ومن بيده مسيلات الدموع يدعمهم والا هؤلاء لا يمثلون الا اصفار عل الشمال ولكن الحاجة لهم اليوم مطلوبة ومن يدعمهم يعلم بانهم اصفار ولكن ما دام هم يخدمون اجنداتهم لا بأس وما دامو هم ضد المطالب الصبر عل غبائهم وصلفهم وان تحدوا القوانين والثوابت لا بأس ليغظوا المعارضة.

    • زائر 29 | 2:22 ص

      ما ليك إلا الحويحي يا ولد الفردان

      برز روحك يا ولد الفردان والحويحي يقول ليك هيهات منه الذلة

    • زائر 25 | 1:32 ص

      رفضوا البرلمان في التسعينات و

      ها هم يتسنموا مناصبا رفضوها وقالوا البرلمان بدعة وحرام ولا يجوز في بلد مثل البحرين والمطالب به خائن ومارق والآن كل واحد منهم يطالب بعلاوة بشت لا بارك فيه من زمن الا مثل هؤلاء اصبحوا نوابا هولاء نوائب

    • زائر 23 | 1:18 ص

      الجواب

      لأن العفو لا يجدي مع من يكرر جرائمه .. حتى الابناء عندما تزيد اخطاؤهم وتتكرر فلا بد من العقاب . وانتم اثبتم بأنكم دعاة تخريب .. فهل اعفي عن من يمتهن الحرائق كل يوم بالشوارع وادعوا الشعب الى مواجهة المخربين بكافة الوسائل !! اعتقد انه لا مجال للمقارنه بين كريم ولئيم

    • زائر 28 زائر 23 | 2:02 ص

      شكلك ما بليت حلجك من الصبح رو تريك أبرك لك

      صحيح لا مقارنة بين كريم يتمنى أن يعيش في ذل العبوذية مدى الحياة وبين لئيم ناضل من أجل البرلمان في التسعينات وتربع على كراسيه أصحابك وأمثالك وهو أي الئيم لايزال يناضل من أجل الحرية والحكومة المنتخبة .فبئس الكريم ونعم الئيم

    • زائر 21 | 1:06 ص

      وماذا عن ألاحكام القضائية في قضايا الفار واللكزس بودينار والبانوش الطبعان ورئيس النقابة المزور ولماذا بلعتم ألسنتكم حيالها !

      أصدرت جمعية المنبر الإسلامي على لسان نائب الأمين العام للجمعية ناصر الفضالة «تحذيراً» من إطلاق سراح المدانين بأحكام قضائية، معتبراً ذلك «أمراً ينذر بعواقب وخيمة، وسيؤدي إلى الفوضى وغياب سيادة القانون، وينذر بعودة حكم الغاب على أنقاض هدم القانون»!

    • زائر 20 | 1:05 ص

      والله تعبنا من سالفه سني وشيعي،الغرب وين وصلوا واحنه في قمه التخلف،ما افتكر بيجي يوم ونكون يد وحده.الله يجازي الا كان السبب. ياريت الكل كان علماني.

    • زائر 19 | 12:47 ص

      لا تعليق

      الحقد يملئ قلوبهم والجشع هو رأس مصيبتهم

    • زائر 17 | 12:41 ص

      هؤلاء هم

      ينعقوقون وراء كل ناعق لايهمهم دين ولا انسانيه ولا حقوق مادامت معايشهم واذا محصوا اكثر اخدتهم العزه والتكبر.

    • زائر 16 | 12:39 ص

      كان بالامكان ان تكون مكتسباتهم حلالا زلال بحكم كونهم مواطنين

      بسبب الجهل لدى البعض يقبل المساومة على مقوّمات الحياة الكريمة لكل مواطن.
      يمكن لهذه المكتسبات ان تكون لكل مواطن فهي حق لهم ولغيرهم ايضا وفرق كبير بين ان تحصل على مكتسب وهو حق لك كمواطن من ان تحصل عليه مقابل رشوة لكي تقف ضد تطلّع اخيك المواطن الذي مثلك مثله وله الحق كما هو لك.
      من يرفض الرزق المشبوه او الحرام فإن الله حتما سيوفقه للرزق الحلال من غير شك. ومن يقبل ان يجعل حقه في الوطن رهن الرشوة ورهن المساومة على قيمه وانسانيته فبئسا منه

    • زائر 15 | 12:28 ص

      هل الدولة المدنية ستسلبهم هذه المكتسبات؟

      في ظل الدولة المدنية لكل مواطن الحقّ في العيش الكريم المتساوي مع اخيه بغض النظر عن المذهبية والعرقية وغيرها فلماذا يتخوّف البعض من ذلك؟
      يتخوفون لأن هناك من زرع في البلد عنصرية مقيتة وتمييز عنصري سيء وللقضاء على هذا نحتاج شعوبا واعية وليس شعوبا امعة

    • زائر 14 | 12:20 ص

      عفوا

      مكتسباتها الشخصية و ليس الطائفية
      فهؤلاء لا يبحثون عن مصلحة السنة في قبال الشيعة.
      بل يتخذون السنة دثارا للحصول على مكاسب شخصية بكل جشع

    • زائر 13 | 12:16 ص

      من أين أتت لهم هذه المكتسبات؟ وهل هذه المكتسبات هي السبب في الوقوف ضد اي تطلع شعبي

      المكتسبات كانت في أغلبيها حقوق لكل المواطنين على حد سواء ولكن لكي يتم الاستقواء على طائفة بأخرى يتم سوء التوزيع عن طرق: اسلب حقّ هذا واعطه لذاك وعلى ذلك نراهم يقفون سدا ضد أي تقدم ديمقراطي حقيقي وضد أي توزيع عادل للدوائر والثروة وضد أي اصلاح حقيقي لأن من يعتاش على التمييز والعنصرية والفساد لا يمكن ان يقبل ان تصلح الامور اصلاحا جذريا

    • زائر 12 | 11:45 م

      مو عافس البلد الا الوهابية

    • زائر 11 | 11:40 م

      الريموت كونترول

      ياخذون من الدستور ما يناسبهم ويرفضون ما يناسب الشعب. سوف يخرج جميع السجناء السياسين في يوم ما وسوف ينال الشعب جميع حقوقه المسلوبه ولا عزاء لمثل هوءلاء الطباله.

    • زائر 10 | 11:10 م

      الحقد عما قلوبهم وكأننا من كوكب ثاني

      لو المعتقلين من الطائفة الأخري لكانت لهم زيارات متكررة للقصر لإطلاق سراحهم.

    • زائر 9 | 10:59 م

      لا للحياء

      مهما اتعبت نفسك في كشف عوراتهم وتناقضاتهم فانهم قوم لا يخجلون ولا يعرفون للحياء طريق.

    • زائر 18 زائر 9 | 12:43 ص

      الفردان لايتشرف بكشف عوراتهم

      لايتشرف هاني الفردان أن يكشف عوراتهم والسبب أن عوراتهم مكشوفة للجميع بل حتى للعميان

    • زائر 8 | 10:55 م

      عاجل إنتخاب رئيس وزراء جديد

      لكن في أوكرانيا بعد شهرين من الإحتجاجات رضخ النظام لإرادة الشعب واختصرت المسافة عن الكلفة .

    • زائر 7 | 10:52 م

      هذول اهم شي الكسب

      وش عليك منهم

    • زائر 6 | 10:38 م

      ابراهيم الدوسري

      لاعفو عن قاتل شرع اللة

    • زائر 26 زائر 6 | 1:47 ص

      تطبيق الشرع على الجميع

      أتفق معك يا إبراهيم يجب تطبيق الشرع على الجميع.. فلا يصح أن يحكم على قاتل بـ 6 شهور والناس لا تعرف إسمه ولا صورته بينما يحكم على آخر بإعدام وتنشر صورته وإسمه قبل أن تثبت التهمة عليه.. أليست العدالة هي أساس الشريعة الإسلامية؟؟ إلا إن كنت تقصد بشرع الغاب..

    • زائر 5 | 10:36 م

      بو زنه

      بو زنه يتمني الجنه تعرف بروحك ان العفو السابق جلب الشر للوطن لايلدق المؤمن من الجحر مرتين مثلك عارف لماذا المكابره وأنت تعرف الحق

    • زائر 4 | 10:09 م

      هاني الفردان تخصص المارد الجبار

      فاضحنهم هاتك سرهم ومشرشحنهم ونقول هم أغبياء السياسة حاولوا ان تفصل على حجمهم لكن طلع المقاس طويل وينبغي لهم ان يرسلوا فوج من اتباع ماردهم للمعارضة ليكتسبوا خبرة تعينهم على الثبات شكرًا ولد الفردان اسبوعهم الجيد مر بعد ان يقرأوا هذا المقال

    • زائر 3 | 10:06 م

      مرئيات لحل الازمة هذا هو المطلوب اكيد نقل لهم الرسالة غلط

      المرئيات و التصورات المرفوعة هي لايجاد حل للازمة و التي خلفت عشرات القتلى و آلاف الجرحى و الآف من السجناء و عشرات من المساجد المهدومة و عوائل فصل عائلها و زيادة دراميكية في التمييز ضد الشيعة و ازدراء بالعقائد للشيعة في الاعلام الرسمي و التايع للرسمي امام هذا كله مطلوب مرئيات تحل التبعات و تجثث الاسباب الحقيقية وراء الانتفاضة لا قطع رؤوس من تزعم الانتفاضة

    • زائر 31 زائر 3 | 3:05 ص

      صح,,,,,,, إلسانك

      و لايزال البعض يتشدق بمقولة:
      انهم يتفقون معنا في 80% من المرئيات؟؟؟,,,,,,

    • زائر 2 | 9:34 م

      كل الاحترام والتقدير

      أخي الكاتب فكرتك جميلة .... بارك الله فيك يا فردان

    • زائر 1 | 8:55 م

      نعم

      اساذ الفردان نعرفهم هم كذلك نعم يريدون لانفسم فقط أما لغيرهم فلا .تناقض واسبداد واستأثار و... و..فدعهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم اللذى فيه يوعدون.

اقرأ ايضاً