قبل أسبوعين تداول الرياضيون شريطا مسجلا لفئة من جماهير نادي الحد الرياضي تعترض فيه على تعاقد الإدارة مع نجم المنتخب الوطني لكرة القدم ابن المالكية محمد سيدعدنان، الذي نجح في عالم الاحتراف ووصل إلى المستوى الذي لم يصل إليه أي لاعب بحريني من قبل، بفضل تميزه في الملعب وإخلاصه وتفانيه وتشريف القميص الذي يرتديه. وهو ما شاهدناه في أكثر من موقع كروي خليجي وآسيوي.

كنا كرياضيين نستغرب هذا الاعتراض لأنه مخالف لأي رأي فني يصب في مصلحة هذا الفريق الواعد، الذي يتطلع إلى أن يكون منافسا قويا على البطولات التي يشارك فيها. فاللاعب يعد بحق إضافة لأي فريق من فرقنا الكروية، لأنه يملك من المقومات الفنية ما يجعله قادرا على ترك بصمته على الفريق، ومجارات أي لاعب محترف آخر، بل هو عنصر فعال في مسيرة الحد الكروية سواء في البطولات المحلية أو القارية؛ لذلك جاء قرار الاستعانة به قرارا فنيا سليما يهدف بالدرجة الأولى إلى دعم صفوف الفريق، والعودة إلى أمجاد أيام زمان «حينما كان نادي الحد علما من أعلام كرة السلة البحرينية وفريقا ينافس بقوة على ألقاب البطولات الكروية».

لذلك أقول بصدق.. شكرا لرئيس نادي الحد احمد سلمان المسلم الذي أطفأ نار الفتنة في ناديه بحكمة الرجل المسئول القادر على إدارة هذه المؤسسة الشبابية الرياضية بعقل كبير، وهو ما نتمنى وجوده في كل إنسان بحريني يشعر بالمسئولية الملقاة على عاتقه اتجاه وطنه، لذلك جاء تصريحه في التعاقد مع اللاعب سيدعدنان في محله، وبمثابة البلسم الذي أعاد لنا البسمة كرياضيين خوفا على مستقبل الرياضة البحرينية، وتحية لإدارة نادي الحد وجماهيره التي وقفت مساندة لقرار السيد الرئيس.

حقيقة ما يؤسف له بأن إنسان هذا الوطن على رغم ما يتمتع به من ثقافة ووعي وحضارة، إلا أن الله سبحانه امتحنه بعدد من أصحاب النفوس المريضة التي تضع مصلحتها الشخصية فوق كل شيء. حينما حاولت تحريض فئة من المشجعين في نادي الحد على إثارة قضية عقيمة ليست في صالح فريق الحد، وتحرمها وتحاربها المواثيق الرياضية الدولية، مستغلة الظرف الصعب الذي تمر به بلادنا من اجل تنفيذ أحلامها في وضع المقصلة فوق رؤوس فئة من الرياضيين، ولو على حساب تعطيل مسيرة الرياضية، التأثير على الروح الوثابة التي نجدها في كل بطولة ومحفل رياضي أوصلته إلى الدرجات العالية على رغم شحت الإمكانات.

هذه الظواهر السلبية سبق وان تصدينا لها وحاربناها لأنها تصرفات دخيلة علينا، مؤمنين إيمانا راسخا بأنه سيأتي اليوم الذي تبرز فيه شخصيات رياضية حكيمة مثل ابن المسلم تعي خطورة هذه المواقف التي لا تدعو إلى صالح أبناء الوطن الواحد ولا صالح أنديتهم وفرقهم. ولا تخدم طموحات الرياضة البحرينية ولا تقدر قيمة عطائه الرياضي، فمعاولها تهدم ولا تبني. تفرق ولا تجمع. تهدف إلى الخراب ولا تتمنى الخير.