العدد 4187 - السبت 22 فبراير 2014م الموافق 22 ربيع الثاني 1435هـ

«خرابيش» الثقافة العددية!

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

يقر الجميع أن الثقافة العددية منهج متطور ولابد من إدخاله للمراحل التعليمية من أجل تطوير التعليم في مادة الرياضيات بالمدارس التي تعاني ما تعانيه، غير أن هذا المطلوب أصبح مكروهاً بين أولياء الأمور والطلبة حتى المتفوق منهم، والسبب هو التخبط في إدخاله بشكل عشوائي للعملية التعليمية.

طبعاً ستقول الوزارة إنها نظّمت ونظّمت ونظّمت... والقصد هنا تنظيم الورش، ولكن إذا كان المعلمون يُقِرّون أن عملية إدخال المنهج بهذه الطريقة أربكت المدارس والمعلمين، بالإضافة إلى الطلبة وأولياء أمورهم. تصوّروا أن منهجاً متطوّراً يتم إنزاله بالبراشوت على المدارس دون أي استعداد له. تصوّروا أن هذا المنهج ليس له كتابٌ معتمد، بل مجرد كراسة من بعض الأوراق يرجع لها، بها مثال على عملية حسابية.

«خرابيش» وزارة التربية والتعليم في موضوع الثقافة العددية والذي قاد الطلبة والطالبات إلى انتظار شهادتهم بعد الإجازة لمدة أسبوعين دون جدوى، والغريب أن الوزارة تبحث عن «تخريجة» للموضوع، دون أن تعترف طبعاً بالخطأ أو محاسبة مسئوليها عن ما جرى في هذا الموضوع، فهذا الموضوع كغيره سيمرّ دون أي حساب!

«خرابيش» وزارة التربية في الكثير من الأمور، إنّما تشبه طالباً صغيراً أعطي دفتراً جديداً ليكتب فيه الدروس، لكنه وبشكل متعمد يقوم بـ «الخربشة» فيه في كل مكان بشكل عشوائي، فالعنوان واحد وهو الكتابة، لكن الفرق أن الأولى هي كتابة دروس بشكل منظم وفق رؤية من المفترض أن تكون واضحة، وصولاً لإتقان الكتابة والأمور المراد تعلمها، في حين أن الثانية تحمل العنوان نفسه غير أنها من دون نتيجة أو تنظيم، ولا تهدف إلا لملء الفراغ.

هذه «الخرابيش» ستستمر مع استمرار عدم محاسبة المقصّرين كما هو دون تغيير، فضلاً عن عدم اعتراف الوزارات بالتقصير، وصولاً إلى مجلس النواب الذي على ما يبدو لم يعلم بالأمر حتى الآن، لانشغاله بإصدار بيانات عن أزمات دول أخرى! والمطالبة بالتضييق على الحريات ومنع التعبير عن الرأي، والبعض ينشغل بالشركات والوزارات التي لا تلبي طلباته الخاصة، ناهيك عن اليأس من قيامهم باستجواب أي وزير مقصّر أو مخالف!

«خرابيش» وزارة التربية التي أفشلت إدخال منهج الثقافة العددية هي نفسها التي تراجعت بمعهد البحرين للتدريب من الوصول لتقديم شهادة البكالوريوس بالتعاون مع جامعات عالمية في المجال العملي، ليكون أشبه بمدرسة ثانوية فاشلة.

«خرابيش» وزارة التربية هي التي جعلت المدرس البحريني يندب حظه في العملية التطويرية للتعليم، لأنها بدلاً من أن تطوّر التعليم وترتقي بمستواه، جعلته بين سندان المتطلبات ومطرقة عدم التقدير والمعاناة.

«خرابيش» وزارة التربية هي التي تقود لقرارات بشأن التعليم العالي خصوصاً فيما يتعلق بالجامعات العربية أقل ما يقال عنها إنها غريبة، ولم يكن هدفها أكاديمياً، كون بعض هذه الجامعات ذات جودة عالية جداً.

«الخرابيش» حتى تتحوّل إلى كتابة ذات معنى، لابد من ترتيبها وتنظيمها ووضع أهداف واضحة لها، يشارك فيها الطالب والمدرّس وولي الأمر، إذا ما كانت «خرابيش» في دفتر طالب، فما بالك بـ «خرابيش» الوزارة التي تحتاج إلى التنظيم والإصلاح والاعتراف بالمدرسين كشركاء في القرار، وأخذ آراء الطلبة وأولياء الأمور في الاعتبار.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4187 - السبت 22 فبراير 2014م الموافق 22 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:43 ص

      مجرد سؤال الى وزير التربية ؟

      في أي بلد درس منهج الثقافة العددية ,حتى نتعلم منهم ؟

    • زائر 7 | 2:07 ص

      هذا الوزير .....

      ............................ التعليم في انحدار والترقيات الان للمجنسين المصريين وحق ربعهم والبحارنه صفر على الشمال كله تخبط في تخبط نلوا عليه طلعوا حرتكم في هذه الوزارة الطائفيه بامتياز

    • زائر 8 زائر 7 | 4:57 ص

      المجنسون في الارض

      لا تنس ايضا ان المجنسين هم السبب في تغير مناخ الارض والاحتباس الحراري وثقب الاوزون . ولكن للانصاف هم ليسوا السبب في الزلزال الذي ضرب ايران مؤخرا

    • زائر 6 | 1:31 ص

      خربيش

      خربشوالتعليم والصحه وضاع الوطن في هلخربشات الكل يقطع من هذه الكعكة قبل ماتخلص ؟موطن مخلص. غيور

    • زائر 5 | 1:00 ص

      الوزير مشغول

      لن يظهر الوزير لانشغاله بالمهرجانات و الاحتفالات التي توثق صوره و تلمعه فمصير آلاف الطلبة لا يهمه و إلا يفترض به اتخاذ موقف شجاع و الاعتراف بخطأ وزارته و مواجهة الناس

    • زائر 3 | 11:54 م

      انا وطني حتى النخاع

      أقولها وبكل صراحة وحتى كوني سني المذهب -وأقولها وبكل أسف- لن ينصلح حال هذه الوزارة الا بتغليب الروح الوطنية فيها على النفس الطائفي المقيت.
      يعني لكل صراحة وشفافية يجب إقالة هذا الوزير وزمرته غير المحبة لمصلحة هذا الوطن، وإلا اننا سنخسر جميع ما بنيناه وسنعود خمسين سنة الى الوراء من التخلف والجهل.

    • زائر 4 زائر 3 | 12:20 ص

      كلام سليم

      وانا معاك في هالكلام واصلا هالوزير من حطوه والمدارس من سيئ الى أسوأ يقول يبي يطور التعليم وهو عفس التعليم، الحين الطالب مايقدر يدرس ابروحه ويجيب نتايج لازم يشغل امه وابوه واسئله مي مفهومه ومافي امثله نقدر نفهم منها

    • زائر 1 | 10:58 م

      الا الوزييييييير وينه

      بس مستعجبه متعودين كله راز صوره في الجرايد وهالايام مانشوفه وينه الخبيييييييير

اقرأ ايضاً