يواجه مجلس التعاون الخليجي أزمة لا سابق لها منذ تأسيسه قبل 33 عاماً مع إعلان السعودية والبحرين والإمارات أمس (الأربعاء) أنها قررت سحب سفرائها لدى قطر المتهمة بتشجيع ودعم جماعة «الإخوان المسلمين» علناً.
وقررت الدول الثلاث في بيان مشترك سحب سفرائها بسبب عدم «التزام» الدوحة بمقررات «تم التوافق» عليها سابقاً مثل عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء في المجلس. ويأتي القرار غداة اجتماع مطول لوزراء خارجية الدول الخليجية في الرياض.
وسرعان ما انعكس قرار سحب السفراء على بورصة قطر التي أغلق مؤشرها متراجعاً بنسبة اثنين في المئة.
ويسود التوتر العلاقات بين قطر والسعودية منذ الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع محمد مرسي مع إعلان السلطات السعودية تأييدها القوي للسلطات الجديدة وتقديمها مع الإمارات والكويت دعماً مالياً مهماً لها.
وفي حين حظرت الإمارات جماعة «الإخوان المسلمين» وتخضعها لمحاكمات، تستعد السعودية لتطبيق قرارات اتخذتها قبل فترة لمعاقبة المنتمين لأحزاب وتيارات عدة بينها تلك المحسوبة على «الإخوان المسلمين».
وهناك أيضاً التباينات حيال سورية واتهامات موجهة لقطر بأنها تؤوي وتشجع «الإخوان المسلمين» وتمنحهم قناة «الجزيرة» منبراً لأفكارهم. وأكد البيان التوصل إلى اتفاق بشأن هذه النقاط خلال قمة خليجية مصغرة في الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لكن قطر لم تتخذ اتفاق «الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ».
يذكر أن أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح زار الدوحة ومن ثم انتقل إلى الرياض مصطحباً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وتابع البيان إن الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الدول الست في التكتل الخليجي في الرياض أمس الأول (الثلثاء) بذل محاولات كبيرة «لإقناع قطر بأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع اتفاق الرياض موضع التنفيذ... إلا أن كافة تلك الجهود لم يسفر عنها مع شديد الأسف موافقة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات».
وفي هذا السياق، قال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله لوكالة «فرانس برس» إن الدول الثلاث «فقدت الأمل في أي تغيير في نهج قطر ما أدى إلى كثير من الاستياء». وأضاف أن أمير قطر الشيخ «تميم وعد السعودية ودول المجلس بحصول تغيير للنهج لكنه لم يتمكن من ذلك... من الصعوبة تغيير نهج مستمر منذ 15 عاماً ويبدو أن نفوذ والده والحرس القديم مايزال ماثلاً».
وقال عبدلله إن الرياض والمنامة وأبوظبي ترى ضرورة «ممارسة ضغوطات على قطر وعزلها أملاً أن يدفع ذلك إلى تغيير نهجها الذي لم يعد مقبولاً لا عربياً ولا خليجياً».
ومن الأمور التي تزعج هذه الدول أيضاً «التنسيق الكبير بين قطر وتركيا على حساب باقي دول مجلس التعاون الخليجي». يشار إلى أن الوجوم كان بادياً على وجه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره القطري خالد العطية خلال اجتماع مطول عقده الوزراء في مقر الأمانة العامة أمس الأول في حين غادر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة الاجتماع مبكراً.
وأدانت محكمة إماراتية قطرياً بالسجن 7 سنوات بتهمة جمع الأموال لـ «الإخوان» المتهمين بمحاولة قلب النظام في هذا البلد. وكانت الأزمة بين أبوظبي والدوحة اندلعت في فبراير/ شباط الماضي عندما استدعت الإمارات سفيرها لدى قطر احتجاجاً على تصريحات للداعية يوسف القرضاوي يتهم فيها أبوظبي بالعدائية تجاه الإسلاميين.
العدد 4198 - الأربعاء 05 مارس 2014م الموافق 04 جمادى الأولى 1435هـ