«أصيبت زوجتي بمرض تكيّس أو تليّف الرئة»، هكذا بدأ فاضل عباس يوسف سرد معاناة زوجته مع المرض. وأضاف: «سافرت معها للعلاج لألمانيا لأنها بحاجة لزراعة رئة، وهذه العمليات غير متوافرة في البحرين». وأوضح: «مكثت هناك شهرين، ووجدت أن إمكانية علاجها صعبة جداً، خصوصاً أن أولوية التبرع بالأعضاء هناك للمواطن».
وكانت هذه البداية، بحسب فاضل. وقال: «بعد عودتي من ألمانيا أرسلتنا وزارة الصحة لمدينة جلوبل الصحية في الهند. وكنت أول بحريني - بحسب علمي - يزور المستشفى».
«الحمد لله، فالتوفيق لازمني وزوجتي، فقد صادف بعد وصولنا أنْ حصلنا على تبرع من شاب عراقي متوفى اسمه كريم يبلغ 23 عاماً، قبل وفاته أوصى بالتبرع بأعضائه. فزوجتي اليوم تتنفس برئة كريم». كان فاضل يسرد التفاصيل وتظهر في عينيه آيات الامتنان والشكر لكريم الذي أنقذ حياة زوجته. ويكمل فاضل قصة علاجه زوجته قائلاً: «بعد العملية ظلَّت مدة أسبوعين في حال حرجة. فالرئة ليست كأي عضو آخر، فتحتاج بعد الزراعة لإعادة تشغيل، وقد لا تعود للعمل». وأضاف: «في فترة الأسبوعين هاجمني القلق، وخصوصاً بعدما صارحني الدكتور بأن الأيام القادمة ستكون فاصلاً بين نجاح العملية أو فشلها. وأوصاني الدكتور بالدعاء لها». وأوضح: «في نهاية الأسبوع الثاني قرر الأطباء نزع الخرطوم الذي كان يغذي الرئة بالأوكسجين؛ لأنه تسبب بحرف فك زوجتي. وتم عمل فتحة في الصدر لهذا الخرطوم. وبدأت زوجتي بالتحسن، وهي الآن في البيت تمارس حياتها من جديد».
العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ
