العدد 4278 - السبت 24 مايو 2014م الموافق 25 رجب 1435هـ

هذه هي البحرين

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

لا يحتاج الأمر إلى الكثير من المقدمات، فالأخبار تعطي صورة عن البحرين والصورة التي هي عليها.

«تويتر»، «فيسوك»، «يوتيوب»، وأي موقع من مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى التقارير الدولية الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان، كلها تعطيك صورة واضحة للبحرين دونما حاجةٍ للقيام برحلات مكوكية إلى أوروبا أو أميركا، لتعرف أن «هذه هي البحرين».

فالأمر ليس كلاماً ولا مؤتمرات أو ندوات، مهما كان المتحدث فيها أو عددهم، بل الأمر واقع على الأرض يتحدث عن نفسه بنفسه، ولا يمكن للتحليلات الكاذبة أن تخفيه، حتى لو استترت وراء كلام عن «داعش» أو وضع إقليمي وتحدي للعالم.

واقع يقول عن نفسه أن هناك جثمان شاب موجود في ثلاجة مجمع السلمانية الطبي منذ أكثر من شهر لا لشيء إلا لأن وزارة الصحة ترفض كتابة السبب الحقيقي لوفاته، والذي تناولته جميع وسائل الاعلام أثناء إصابته، دون نفي من أية جهة رسمية.

واقعٌ يقول «هذه هي البحرين»، يقتل فيها صبي في عمر الزهور من مسافة قريبة جداً دون أي مبرر يمكن أن يبرر هذا الفعل الشنيع، وهو ما يحكي واقع استمرار نزيف الدم البحريني دون التحرك نحو حل جاد يلبي المطالب الشعبية المشروعة.

واقعٌ يتحدث ويضج بوقائع هدم مساجد في العام 2011 ولازالت القضية دون أي حل سواء بمحاسبة الفاعل أو بإعادة بنائها في مواقعها، ولا يخلو أسبوع من أخبار سلبية عن هذا الملف، سواءً من جهة الاصرار على عدم بنائها، أو من خلال تغيير مواقع بعضها، أو عدم الالتزام ببنائها وفق الأحكام الشرعية الإسلامية.

«هذه هي البحرين»، حيث تمتنع رياض الأطفال عن الاحتفال ببعض المناسبات الإسلامية خوفاً من تهديدات شفهية من عقاب يقع عليها من وزارة التربية والتعليم لأنها خالفت المنهج المعتمد، الذي لا يعترف بوجود فئة كبيرة من المجتمع البحريني.

هذا المنهج هو نفسه الذي على أساسه يتم استبعاد آلاف الخريجين من التوظيف في وزارة التربية والتعليم بحجة عدم أهليتهم، وذلك بعد طرح أسئلة كارتونية عليهم من قبيل «متى تم تغيير الإجازة الأسبوعية؟»، و»الفورمولا واحد ماذا يميّزه عن العام الماضي؟».

المنهج الذي يحكي أن «هذه هي البحرين»، والذي يتفاجأ من يدخلون مقابلة للتوظيف أن من يختبرهم كان معهم في الجامعة قبل عامين، ومستواه لن نتحدث عنه.

المنهج الذي على أساسه يتم طلب توظيف وافدين من دول أخرى في تخصصات فيها مئات العاطلين البحرينيين، وهو المنهج الذي يمنع أبناء فئةٍ من المواطنين من التوظيف ليكونوا مدرسي تربية إسلامية.

«هذه هي البحرين»، برنامج عملي على الأرض يوضح لك كل شيء على أرض الواقع دون أن تحتاج لركوب طائرة أو تقوم بصرف أموال، لأنه برنامجٌ يمكنك رؤيته من خلال قرارات وأفعال على الأرض.

«هذه هي البحرين»، التي يمتنع فيها مجلس النواب لأربع سنوات عن استجواب وزير فضلا عن إدانته ليستنفر من أجل إسقاط عضوية نائب خلال أسبوعين.

وقفات

عندما كانت «داعش» تقتل الأطفال والنساء والعزل ولكنها معهم في الرأي كان رجالها بالنسبة لهم «مرابطون» و«مجاهدون»، واليوم عندما اختلفت معهم في الرأي صارت مارقة وصناعة صفوية!

تلعبون على من؟ تستغبون من؟ ثم فلنفرض أن ذلك صحيح، هل ما تقوم به جبهة النصرة يعتبر جهاداً؟ أم أن ذبح «النصرة» للأطفال يعتبر إسلامياً وذبح «داعش» غير إسلامي؟.

فلكي لا يأتي أحد يقول مع النظام السوري وضد النظام السوري، فدم المسلم حرام وسفكه حرام من أي جهة كانت. في مصر أو سورية أو البحرين أو أي بقعة من بقاع الأرض، كما أن سفك أي دم دون وجه حق وفق العقل والدين وليس وفق العقول المفخخة حرام.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4278 - السبت 24 مايو 2014م الموافق 25 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:59 ص

      قناص

      الشيء الملفت للنظر ويدعوا للأستغراب ان السلطة تعترف ان هناك أخطاء كبيرة ترتكب من فبل المتنفذين ومن رجال الامن ومن بعض المسؤولين في الدولة كهدم المساجد وتخريب اماكن العبادة والقتل العمد اثناء التحقيق ومداهمة مساكن الامنين وتخريبها أو سرقة محتوياتها وانصرف الغير مسؤول من قبل رجال الامن في السارع وتحاول السلطة بأصلاحه بدفع الدية أو التعويض وهذا اعتراف بألخظأ الجسيم مع العلم وجود ادلة مؤكدة على كل هذه الاخطاء ولوجود بعض الاشخاص الذين لا يعجبهم الاصلاح لأنه يدمر أحلامهم الوردية التي وصلوا اليها

    • زائر 6 | 6:32 ص

      اذا عرف السبب

      اذا عرف السبب بطل العجب من يحرض هؤلاء يجب ان يعاقب يدفع بعيال الناس وهو جالس بغرفتة والمكيف يبرد علية او جالس في مدن اوربا يتمتع بالديسكوهت والملاهي يحرض هو وابناءة بعيدا عن المسيرات

    • زائر 4 | 3:28 ص

      شكرا

      احسنت أستاذ على هذا المقال الرائع

    • زائر 3 | 1:41 ص

      مقال جميل

      بارك الله فيك وفيت وكفيت ، مقال رائع ، وفي الصميم ، بارك الله فيك ويعطيك ألف عافية

    • زائر 2 | 10:45 م

      شكرا

      شكرا والف شكر على هضا المقال

    • زائر 1 | 10:05 م

      هل نحتاج لطائرة اخرى منكوبة لتصحو ضمائرنا

      لا اعتقد ان طائرة منكوبة اخرى ستغير الحال و تحدث هزة تعود للضمير الحياة فمن اختضنوا بعضهم معزين كانوا ابناء الوطن اكلوا من ريع اللؤلؤ الذي يخرجون معا لاصطياده و يأكلون من ثمر الارض الطيبة ام العيون الفوارة و يتلذذون بطعم سمك بحرها لقد استبدل الشعب بغير الشعب و بحرنا بلا سمك وبلا سواحل ليطعمنا سمكا

اقرأ ايضاً