العدد 4280 - الإثنين 26 مايو 2014م الموافق 27 رجب 1435هـ

موت فتاتين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل نحن في البحرين؟ أسبوع واحد نحصد فيه أرواح 4 أطفال في حوادث مريعة جداً. الطفلة نورة التي دهستها سيّارة، الطفل محمود الذي مات جرّاء طلقات شوزن، الفتاتان زهراء وغدير فارقتا الحياة بسبب حريق دبّ في منزلهما!

ألم فراق فلذّات الأكباد خيّم على جموع أهل البحرين، ولا نستطيع رد القدر ولكننا نبكي الفراق ومرارة القهر، ومهما قمنا بفتح تحقيق في الحوادث، فالمصيبة حدثت وانتهت بمقتل هؤلاء الأطفال!

حزنٌ عميقٌ ودعاء طويل لأهالي الضحايا القتلى الأربعة، ونعلم بأنّ الكلمات لا توازي المشاعر الحزينة لذويهم، ولكننا نود من وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم تزويدنا بالخطوات التي سيقومون بها من أجل منع ازدياد مقتل الأطفال، فهما الوزارتان المعنيّتان بسلامة وأمن الأبناء.

كذلك نود إقحام وزيرة التنمية الاجتماعية في تلك الخطوات، لأنّ وزارتها معنيّة بحقوق الطفل، وعليه هي تستطيع الضغط من جانب الأمن والسلامة، إذ لا أحد يريد مشاهدة الأطفال قتلى، مهما كانت طوائفهم وأطيافهم، ولا شكّ بأنّ من له قلب لا يضحك ولا يتشمّت في هؤلاء الضحايا!

ومناسبة الحديث عن التشمّت هو ما قرأناه للبعض حول عدم الربط بين حادث الطفلة نورة وحادث الطفل سيد محمود، ونحن لا نربط ولكنّنا نعزّي العائلتين فيما فقداه، فالانسانية تتطلّب من الجميع أن يشعر بمدى ألم هذه العوائل في فقد الأحبّة. والشماتة في الموتى دليل على اضمحلال من يتشمّت بآهات الناس وأحزانهم، وليعلموا بأنّ الله عادل ولا يرضى لأي كان بالضحك على طريقة الموت!

من يستطيع التشمّت والضحك في مقتل هؤلاء الضحايا إلاّ من ليس له قلب، ومهما كان بيننا من اختلاف لا يصل الأمر إلى هذا الحد، ولتحقّق وزارة الداخلية في الردود التي وصلتنا إلى شبكة التواصل الاجتماعية «تويتر»، حتى تتبيّن مدى الاستهتار الانساني الذي وصل إليه البعض، وهذا في حد ذاته مأساة في وطننا البحرين.

ولا يهمّنا إن كتب بعض الكارهين المفسدين المؤجّجين كلمات ضحلة في شخوصنا، ولكن يهمّنا عدم الشماتة في الموت، فقد يكون التالي حبيباً أو ابناً لمن شمت وضحك، فحتى الحكومة لم تقم بالضحك على موت الناس، ومن يستطيع الضحك في هذه المواقف إلاّ بشر من دون قلوب؟

هناك قنوات كثيرة لمنع حوادث الأطفال، وأوّلها التوعية ثمّ التوعية ثم التوعية، ونستطيع استخدام جميع الوسائل وعلى رأسها فواتير الكهرباء، إذ نستطيع نشر صور أو كلمات تصل إلى أولياء الأمور، حتى نستطيع تفادي القتل. نعم.. تعدّدت الأسباب والموت واحد، ونعم.. انّه قضاء وقدر نؤمن به، ولكن ضرورة التوعية بالمخاطر قد تمنع سقوط ضحايا جدد من الأطفال!

ليحمي الله أطفال البحرين جميعاً، وليحفظ الله الجميع من شرور النفس وتحريض الكارهين، وليبعد الله الشامتين ويرجعهم إلى عقولهم وضمائرهم، فهم يحتاجون إلى هذه النصيحة، لأنّ البحرين عاشت عقوداً لم نجد بها من يشمت في الموت!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4280 - الإثنين 26 مايو 2014م الموافق 27 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 7:46 ص

      قل للشامتين بنا افيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا

      قل للشامتين بنا افيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا .

    • زائر 14 | 6:56 ص

      مظلوم

      آه يا بحرين احبك رغم الالم

    • زائر 12 | 2:04 ص

      مريم

      تحقيق مين والناس نايمين ؟؟؟ انتو تتشمتون بموت رجال الامن , فهل هذا عادل بالنسبه لج ؟ اذا ايه فبرفع عليج قضيه

    • زائر 11 | 1:27 ص

      لالا لشماتة

      ليس شماتة ولكن لا نأخذ الموضوع ونفوم بعمل التهويل في الإعلام كلنا حزين السنة قبل الشيعة هذا هو القدر ولا ندري ما المكتوب

    • زائر 10 | 1:18 ص

      عزيزتنا مريم

      لا نلوم الملوثة قلوبهم من العامة في ( الشماتة ) ولكن يا مريم اللوم لمن يقول انه كاتب او كاتبة ، وهو يقول ( ما دخلنا في موت اطفالكم ) كنا نسمع مساجدنا ومساجدهم واليوم ( اطفالنا واطفالكم ) كيف وصل ما يسمى بالكاتب الى هذه الدرجة من الأنحطاط الخلقي والأنساني ليقول هذا الكلام القميء في طفل قتل برصاص الشوزن وباعتراف الداخلية في شهادة الوفاة ، وهذا دليل على ان من يغذي هذه الأفكار ليس البسطاء بل علية القوم ومن هم محسوبون على طبقة المثقفين ، الذين نزلوا بخطابهم الى هذا المستوى الهابط شكرا يامريم .

    • زائر 9 | 1:12 ص

      مشاخيل

      كلماتك نابعة من نفس وطنية أصيلة غيورة على أبناء جلدتها ، أما من يشمت فهو أما دخيل على هذا الوطن وعلى اطباعه الخيرة واما هذا الشامت ذو نفسية مريضة وراجع الى التربية التى تربى عليها .

    • زائر 8 | 1:00 ص

      عشرون دينار فقط

      قد يكون عشرون دينار فقط قيمة طفاية حريق وأربعة أجراس للدخان لتوضع في المطبخ وغرف النوم.فنحن ننفق آلاف الدنانير علي بناء البيت وتأثيثه ثم نبخل بمبلغ زهيد قد يكون هو الفاصل بين الحياة والموت لنا ولفلذات أكبادنا من الأطفال يجب تثقيف الأولاد بكيفية التصرف في حالة نشوب حريق لا قدر الله وكيفية الخروج من المنزل والله يحفظ الجميع من شر كل حريق.

    • زائر 7 | 12:32 ص

      حاشاك يا وردة البحرين

      نعم فأنت صاحبة القلم الشريف وهم أصحاب الأقلام السوداء المسمومة انت تدعين للحق والعدل وهم يدعون للباطل أنت تدافعين عن المظلومين وهم يدافعون عن الدينار والفلل والعقارات وعزاؤنا لكل فاقد في هؤلاء الأطفال فالموت حق ولكل أجل كتاب ومن يشمت فليس بمنأى عن العقاب ونرجو أن تتخذ الجهات المختصة الإجراءات المناسبة للوقاية من هذه الحوادث أما أنت يا أستاذة مريم فأجرك عند الله على وقوفك مع المظلومين وليستمتعوا هم بفللهم وأموالهم التي لن تغنيهم يوم لا ينفع مال ولا بنون

    • زائر 6 | 11:35 م

      لمنع هذه الحوادث

      نحتاج الي التثقيف لتفادي هذه الحوادث. الشباب يجب ان يتعلموا بالدراسة كيف يكونون زوجات و أزواج. الزوجين يجب ان يتعلموا بالدراسة كيف يكونوا اما و ابا. وهكذا كل المهن. بالاضافة كل المهندسين و الأطباء و جميع المهن يجب ان يتعلموا و بالدراسة كيفية الحفاظ علي بيئة عمل آمنة. طالما الثقافة غائبة فهذه الحوادث متكررة. الجاهل هو الوحيد الذي يدعي المعرفة بكل الامور.

    • زائر 5 | 11:12 م

      والطفل الخامس الذي قتل خطأً بالمستشفى أمس

      نعم الخبر الذي نشر اليوم في الوسط عن الطفل الخامس الذي وبسبب خطأ يموت في المستشفى - لو ان المرض خطير لقلنا ربما ولكن (عملية فتاق) كنا نعملها في السابق قبل 30 سنة بأجهزة ربما تكون بدائية الان ولكن على أيدي دكاترة مهرة ومخلصين من أمثال الدكتور سعيد الزيرة رحمه الله او أطال الله في عمره - أما دكاترة هذه الأيام فماذا نقول عنهم لا نقول الا الله يكون في عوننا والمشتكى لغير لله مذله. أما عن الشامتين فنقول لهم إن الله ليس بغافل عنهم - وإنه ربما يمهل ولكنه لا يهمل. فلينتظروا.

    • زائر 4 | 10:37 م

      لا للشماتة

      صح لسانك يابنت بلادي، كيف وصلنا الى مرحلة الشماته في الموت، الله يرحمهم جميعا و يلهم اهلهم الصبر والسلوان

    • زائر 1 | 10:06 م

      من يشمت ليس من البشر

      الشامتات والشامتون في الموت والمصائب ليسوا بشر بل وحوش ولي معرفة بواحدة في بداية الأزمة التي نحند الله أن انتهت في إحدى المدارس كانت تشمت ووتتقول مع أنها مجنسة وتفرح في كل ما يحصل للمعلمات ودارت الأيام وهي الآن بلا شماتة في حال لا يسر حتى أنها لا تستطيع الدوام في المدرسة اللهم أكفنا شر الشامتين وكما تدين تدان وشكرا لك يا صوت الحق ولا مكان بيننا للعقارب والوحوش

اقرأ ايضاً