العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ

المنامة... أول عاصمة للسياحة الآسيوية 2014

ما بين شطآنها الساحرة وسمائها الصافية يكمن تاريخ طويل ممتد لأكثر من 5000 عام، تظلله لمسات من الحداثة والتطور العمراني السريع. فلا عجب أن اختيرت البحرين مؤخراً كعاصمة للسياحة الآسيوية 2014، متممة بذلك سلسة إنجازاتها كعاصمة للثّقافة العربية 2012م وعاصمة للسّياحة العربية 2013م. وخصوصاً أن مملكة البحرين تسعى من خلال هذا اللقب إلى ترويج الثقافة المحلية والتراث الشعبي الأصيل عبر أسابيع ثقافية بحرينية يتم تدشينها من خلال سفارات المملكة في دول آسيا.

البحرين: مقدمة ممتازة لمنطقة الخليج

تُعد السياحة في البحرين من أهم مصادر الدخل في المملكة إلى جانب الصناعة، حيث تجذب سنوياً أكثر من مليوني زائر أغلبهم من دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

كما تتوافر فيها بنية سياحية متطورة ومتكاملة، فتوجد على أرضها المرافق والمنشآت التي تقدم متعة التنزه والاستجمام بين غابات النخيل والمتنزهات العامة الخضراء، إلى جانب المعالم الأثرية والتاريخية المتعددة ومراكز التسوق الحديثة والتقليدية.

يترافق ذلك مع خدمات سياحية حديثة، تتمثل في مجموعة من الفنادق العالمية الفخمة والمنتجعات البحرية الممتعة، إلى جانب شبكة مواصلات برية ممتازة أبرزها الجسر الذي يربطها بالبر السعودي ومطارها الدولي، إضافة إلى توافر خدمات الاتصال المتطورة والخدمات المصرفية والمالية المعروفة وشركات التأمين.

عراقة التاريخ

يعد التراث البحريني الأصيل، عنصر جذب مهماً للزوار والسائحين الأجانب، الذي يأتون خصيصاً لزيارة البحرين مقتفين آثار الحضارات القديمة من دلمون حتى دخول الإسلام.

فسياحة الآثار تشمل العديد من المواقع المهمة، مثل:

- قلعة البحرين وهي البقعة الوحيدة التي احتلت مكاناً في مواقع التراث العالمية كونها أقدم المعالم في البلاد. بنيت قلعة البحرين قبل 3000 سنة على الطرف الشرقي الشمالي لجزيرة البحرين، وأجريت الحفريات في الموقع من قبل الفريق الدنماركي بين عامي 1954 و1970 والفرنسي بدءاً من 1977 حيث وجد فيها العديد من الأدوات النحاسية وأدوات الصيد وسفن عديدة وغيرها والمعروضة في متحف صغير يقع بالقرب من القلعة نفسها حيث يضم بجانبه مقهى بإطلالة بحرية رائعة.

- مدافن عالي الأثرية التي يصل عمرها إلى خمسة آلاف عام تقريباً وتعتبر من أهم المواقع الأثرية. حيث تعود المقبرة إلى الفترة الدلمونية التي عاصرت الحضارة الفرعونية في مصر والآشورية والبابلية في العراق. والقبور الأثرية تعتبر من الشواهد التاريخية على أن هذه الأرض هي موقع دلمون التي تسمى أرض الخلود التي كان يعتقد أن الموتى فيها يعودون للحياة، فيجيء بالموتى من الأسياد للدفن فيها على أساس هذا المعتقد!

- يحتفي متحف البحرين الوطني بمجموعة أثريّة نادرة اكتُشِفَت في العديد من المواقع الأثريّة في البحرين، وتغطّي تلكَ المجموعة نحو 6000 عام من تاريخ البحرين. كما يوجد هنالك قاعتان مخصّصتان للتّقاليد والأعراف المحليّة والملابس الشّعبيّة والسّكن التّقليديّ، كما تستعرضان الأعمال اليدويّة التّقليديّة والحِرَف الشّعبيّة المحليّة. وفي المتحف ذاته، توجد قاعة مخصّصة للفنّ، تضمّ مجموعة دائمة من أعمال أبرز فنّاني البحرين، وقاعة واسعة أخرى تستضيف أهمّ المعارض من كلّ أنحاء العالم على مدار العام.

وجهات تراثية

ليس هناك موقع يفوق باب البحرين شهرة وجمالاً حتى قيل إن «من لم يدخل البحرين من بابها فكأنه لم يزرها مطلقاً» .

يقع باب البحرين في مدخل سوق المنامة، وقد شُيّد في العام 1949 م، وضمّ مكاتب الحكومة في ذلك الوقت. كان باب البحرين مطلًّا على البحر، وتعرّض مع مرور الوقت إلى تغييرات كبيرة، إلّا أنّ وزارة الثّقافة تبنّت هذه الواجهة الحضاريّة واستطاعت من خلال ترميمها أن تستعيد هيئة باب البحرين الأولى التي كان عليها، فمن خلف واجهة البحرين يبدو مشهد مدينة المنامة حيًّا جدًّا من خلال سوق المنامة القديم الذي يُعتَبر أحد أقدم الأسواق في مملكة البحرين، حيث العديد من الدّكاكين والمنتوجات التي تبيع سلعاً شعبيّة وحديثة، والتي تقدّم تجربة مغايرة للتّسوق ما بين مجموعة من المنسوجات، البهارات، البخور والعطور، التّذكارات، المصنوعات الشّعبيّة واليدويّة وغيرها من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب مجموعة من المقاهي الشّعبيّة.

أما على الضفة الأخرى من البحرين وتحديداً في جزيرة المحرق، تنتظرك عزيزي الزائر تجربة استثنائية حيث تمتدّ فيها البيوت البحرينيّة التّقليديّة على جانبي أزقّة المدينة الضّيقة، في صفٍّ تاريخيّ يشرح نسيج المدينة. ومن بين تلكَ البيوت، يقدّم بيت الشّيخ عيسى بن علي آل خليفة أروع مثالٍ على العمارة الإسلاميّة في الخليج العربيّ، إذ يضمّ أربعة أفنية وأبواب خشبيّة منحوتة على نحو رائع وألواح جصّ مثقوبة، فيما تبدو البيوت الأخرى نماذج ثقافيّة وتوثيقيّة لسيرة هذه المدينة. بجانبه يقدّم سوق القيصريّة، وهو أحد أقدم أجزاء سوق المحرّق، تجربة تسوّق ساحرة. يخضع السّوق حاليًّا لترميم شامل تقوم به وزارة الثّقافة، التي أنهت المرحلة الأولى منه فعليًّا. وتضمّ هذه المرحلة مجموعة من المتاجر التي تمّ تجديدها، والتي تعرض مجموعة متنوّعة من المنتجات والسّلع، بدءاً من اللّؤلؤ وحتّى التّوابل والشّاي. كما يوجد مقهى زعفران التّقليديّ. كلّ ذلك يصطفّ بالقرب من عددٍ من المدابس التّاريخيّة.

ويمكن من خلال سوق القيصريّة أن تبتاع اللّؤلؤ الطّبيعيّ الأصليّ النّاتج عن التقاء ينابيع المياه العذبة والمياه المالحة.

جمال الطبيعة

حتى تتمتع بجمال الطبيعة البحرية في البحرين لابد من زيارة جزر حوار الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً جنوب البحرين، وهي معروفة على المستوى الدولي كونها جزراً ذات الشواطئ الطبيعية، وتحتضن الحيوانات المختلفة والنباتات الأصيلة والطيور المهاجرة.

كما يوجد محمية العرين التي تُهيئ للحياة البرية فضاءً ومساحة واسعة على مدى 16 كيلومتراً مربعاً للمحافظة على أنواع من الحيوانات النادرة والمهدّدة بالانقراض، منها: الغزال الفارسي، الأمبالا، والمها العربي في محاولة للاقتراب من وجه الحياة البرية الطبيعية المناسبة لتلك الحيوانات. أما محبي الحياة البرية فلديهم فرصة التمتع بزيارة جبل الدخان الذي يقع حوله عدد من الكهوف الغنية بالبنزين والغاز الطبيعي. كما يحتلّ الموقع أهمية تاريخية بسبب القطع الأثرية المُكتّشفة والتي يعود تاريخها إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

واجهة حضارية وثقافية

شهدت البحرين في الآونة الأخيرة طفرة ثقافية عمرانية مميزة، فبإمكانك عزيزي الزائرة نحسسها من جوانب مختلفة، منها مسرح البحرين الوطني والذي يقع بالقرب من متحف البحرين الوطني ويعد الأكبر خليجياً، إضافة لمعرض الرواق الفني وهو معرض فني غير ربحي في المقام الأول، يهدف إلى تقديم المعارض المشتركة ما بين فناني البحرين والدول الأخرى، سعياً إلى تبادل الخبرات واستحداث أعمال فنية مغايرة. كما يستضيف الرواق معارض مختلفة على مدار السنة وورش عمل فنية وعروض أفلام في سبيل إثراء الجانب الثقافي.

متعة الترفيه والرفاهية

لطالبي الراحة و الرفاهية لن تجدوا أروع من متعة السباحة في منتزه جنة دلمون المفقودة الذي يشكل الماء مكون أساسي في كل لعبة داخلها، ليأخذ الزوّار في رحلة من الشغف والإثارة.

أما إذا كنت من محبّي سباقات السّيّارات، فستأسرك إثارة سباقات الفورمولا 1 خلال موسمه السّنويّ في البحرين. أما إذا جئت في خارج موسم إقامة جائزة فورمولا 1 الكبرى في ساحة البحرين الدّوليّة، فيمكنك أن تقود بنفسك في حلبتها ذات التّقنيّة الحديثة.

العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً