العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ

ألمانيا والهند والأردن مثالاً...

السياحة العلاجية... تطور بسرعة الضوء

أصبح مصطلح السياحة العلاجية أو السفر العلاجي متداولاً وقريباً من المجتمع البحريني ربما كحل لتعذر الخدمات الطبية المتطورة أو لسوء التشخيص أو للأثر الكبير الذي تضيفه النقاهة كعامل رئيسي لتحسن صحة المريض خصوصاً في الأماكن ذات الجو المعتدل والتي ينصح بها لإجراء العمليات الجراحية بشكل آمن. فما هي السياحة العلاجية؟ ولماذا أصبح هذا الخيار متداولاً بكثرة في الأيام الأخيرة؟ وما الفرق بينه وبين السياحة العادية؟ وأخيراً ما هي أفضل الوجهات العالمية للرعاية الصحية؟

السياحة العلاجية تتعلق بتغير مكان الإقامة جغرافياً بقصد طلب الرعاية الصحية سواء تم ذلك خلال مسافة قصيرة داخل الموطن الأصلي أو الطيران في أنحاء العالم وهناك نوعان من السياحة فقد تكون علاجية بالعلاج داخل مستشفيات مزودة بالمعدات الطبية الحديثة وتحت إشراف الأطباء أو السياحة الاستشفائية والتي تعتمد على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم مثل ينابيع المياه المعدنية أو الكبريتية، الرمال والتعرض لأشعة الشمس بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية وأمراض العظام وغيرها وتطلق السياحة العلاجية على كل من النوعين السابقين.

وكانت السياحة العلاجية منتشرة في الطبقات العليا من المجتمع حيث دأب كبار المسئولين على السفر بغرض الحصول على نقاهة ومعاينة صحية وعمليات لا يحتاجها بصورة ملحة مثل التجميل والخضوع لفحوصات دورية، أما في الزمن الراهن فباتت السياحة العلاجية منتشرة بين فئات المجتمع بمختلف المستويات لعلاج أكثر الأمراض إلحاحاً و خطورة مثل جراحات القلب الأعصاب وعمليات تغيير مفاصل الركبة والحوض وحتى ألأمراض السرطانية وغيرها.

ألمانيا: الخيار الأول أوروبيّاً... عراقة... كفاءة... واعتمادية

بحسب مؤشر المستهلك الأوروبي الكندي (Euro Canada Consumer Index, 2010) فإن نظام الرعاية الصحية الألماني يحتل المرتبة الثانية عند المقارنة الأوروبية ويعد واحداً من أكثر الأنظمة تقدماً وابتكاراً في أوروبا والعالم.

وتقول أنتيه رودينغ - بودييه، المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج (GNTO)، التابع للمجلس الوطني الألماني للسياحة (GNTB)، إن «ألمانيا تتمتع بسمعة ذائعة الصيت فيما يتعلق بعلاج المرضى من شتى أنحاء العالم». معللة ذلك بامتلاك ألمانيا لواحد من أفضل الأنظمة الصحية الأكثر إبداعاً وتقدماً على مستوى العالم.

وتضيف «عند المقارنة بمختلف دول العالم فإن ألمانيا تقدم خدمات ذات مستوى فائق في مجال الرعاية الطبية، وتكمل أضلاع مثلث الوقاية وإعادة التأهيل بإضافة العروض الكبيرة إليها، وهو ما يستند إلى شبكة علمية وبحثية فريدة من نوعها، وبنية تحتية طبية راقية المستوى في مختلف الولايات والمدن والبلدات الألمانية». كما تضيف: «إن مصحاتنا وعياداتنا ومستشفياتنا الشهيرة معدة خصيصاً لتتناسب مع متطلبات واحتياجات المرضى الضيوف. كما إن هناك فرق عمل من أطباء ذوي خبرة واعتراف مهني راقٍ، وطواقم عناية عالية التخصص، وشبكات من المتخصصين في جميع الفروع الطبية، تقوم بتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى. فأطباؤنا الكبار مؤهلون تماماً للتعامل مع ضيوفنا من المرضى الأجانب والعناية بهم».

وخلال حديثنا مع سيدة بحرينية خمسينية من الطبقة المتوسطة عن تجربتها في علاج المفاصل في ألمانيا قالت: «قبل حديثي عن الرعاية الطبية المثالية التي حظيت بها لدى تواجدي في مستشفى شتوتجارت أريد أن أؤكد أن الجو العام في ألمانيا منحني الاستجمام الكامل لتقبل العلاج فيكفي أن أنظر للمساحات الخضراء الممتدة وتنوع التضاريس بين السواحل والجبال حيث تتمتع ألمانيا بمعالم سياحية جذابة وقد تزودت كثيراً من ثقافة هذا البلد العجيب رغم ذهابي لهدف العلاج إلا أنها أصبحت رحلة ترفيهية علاجية من خلال زيارتي للكثير من المدن الريفية الساحرة والفعاليات الترفيهية المختلفة».

الهند: مستوى علاجي راقٍ... بتكاليف منخفضة

أما الهند فقد أصبحت وجهة أساسية للمسافرين للعلاج من جميع أنحاء العالم، حيث إنها تقدم خدمات متنوعة تتراوح ما بين حزم السفر الصحي التقليدية، وجراحات القلب المعقدة.

يتجه المسافرون للعلاج من الدول الغربية إلى الهند للاستفادة من انخفاض تكاليف العمليات الطبية، والتي تقل من 40 إلى 80 في المئة عن تكاليف ذات الخدمات الطبية في بلادهم الأصلية.

أما المسافرون للعلاج من آسيا وإفريقيا، فتجذبهم إلى الهند الجودة المرتفعة للرعاية الطبية، والمنشآت الطبية المعتمدة، والأطقم الطبية المؤهلة، المدربة في أكثر الدول الغربية تقدماً.

ويرى السيدسلمان فلاح الذي تلقى علاجه مؤخراً في الهند فإنه أوضح سبب توجهه للهند قائلاً: «نظراً لانخفاض تكاليف العلاج في مستشفيات الهند، فهناك تعدّ الرعاية الطيبة ممتازة ومن أفضل المستويات فقد تعوّدنا نحن وآباؤنا أن نقصد الهند للتشافي وهذه عادة متأصلة وإيمان بمستوى العلاج المقدم لنا». ويضيف فلاح: «صحيح أنها تكثر بعض المراكز الطبية غير المعتمدة دولياً في الهند إلا أن هذا يعتمد أساساً على اختيار المريض وعلى عاتق مسئوليته فالتأكد من مستوى المستشفى واعتماديته من الأمور المهمة».

الأردن... الاستشفاء بالطبيعة والعلاج الطبي الحديث

قليلة هي الأمكنة التي يتحقق فيها علاج الجسد والنفس معاً، ولعل الأردن من هذه البلدان التي يختلط فيها الاستشفاء من أمراض الجسد مع الترويح عن النفس، وذلك بفضل الطبيعة التي جادت على الأرض الأردنية بكل مقومات العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح، إلى طين بركاني، إلى طقس معتدل وطبيعة خلابة. يعتبر الأردن من الدول المتقدمة في مجال السياحة العلاجية، فبالإضافة إلى الاستشفاء الطبيعي بالمياه المعدنية وشلالات المياه الساخنة والطين البركاني، تتميز المملكة بوفرة المستشفيات المتقدمة، والأطباء المرموقين والمعروفين على مستوى عالمي. ومن أهم هذه المنتجعات العلاجية:

البحر الميت

تتميز المنطقة بطقسها المشمس على مدار العام، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في منطقة البحر الميت 30.4 درجة مئوية، كما أن الأشعة الشمسية في المنطقة من النوع غير الضار بصحة الإنسان. أما الهواء فهو نقي وجاف ومتشبع بالأوكسجين. ويشتهر البحر الميت بالطين الأسود الغني بالأملاح والمعادن. وتتميز مياه البحر الميت بارتفاع نسبة المعادن الطبيعية فيها، وخاصة الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبرومين، كما أن التركيبة الملحية والمعدنية لهذه المياه تعتبر من أهم مصادر العلاج الذي يتوفر بإشراف مختصين خبراء في مراكز العلاج الطبيعي.

حمامات ماعين

تقع حمامات ماعين على بعد 58 كيلومتراً جنوبي عمان، وتنخفض هذه المنطقة 120 متراً عن سطح البحر، وتشتهر بمنتجعها وعياداتها الطبيعية التي تقدم العلاج للمصابين بالأمراض الجلدية، وأمراض الدورة الدموية، وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات. وتقوم العيادات المتخصصة بتوفير التمارين الرياضية.

الحمة الأردنية

تقع الحمة على بعد 100 كيلومتر تقريباً إلى الشمال من عمان، وهي من أهم مواقع العلاج والسياحة في المنطقة، وقد أقيم فيها منتجع يقدم كل الخدمات السياحية والعلاجية، ويضم مركزاً علاجياً مهماً لعلاج الأمراض الصدرية، والتهابات الجهاز التنفسي، وأمراض الجهاز العصبي، والأمراض الجلدية، وأمراض المفاصل. وتتوفر كل الخدمات العلاجية والسياحية في منتجع وفندق الحمة.

حمامات عفر

تقع على بعد 26 كيلومتراً من مدينة الطفيلة في جنوب الأردن، وتتدفق فيها المياه من أكثر من 15 نبعاً، وتمتاز مياه هذه الينابيع بحرارتها واحتوائها على المعادن، ويؤكد الخبراء أنها ذات خصائص متميزة في معالجة العقم، وتصلب الشرايين، وفقر الدم، والروماتيزم. وقد تم إنشاء مركز للخدمات السياحية في حمامات عفرا إلى جانب مطعم وعيادة طبية.

المستشفيات الأردنية

تمتلك الأردن شبكة طبية متقدمة تابعة للقطاعين الحكومي والخاص. وتمتاز الخدمات الطبية في الأردن بحداثة المستشفيات والمراكز الطبية، ووجود عدد من أهم الاختصاصيين في العالم في معالجة الأمراض المختلفة.

وفي العاصمة عمان تكثر المستشفيات المتخصصة في معالجة السرطان، وأمراض القلب، وأمراض العيون، والعقم، وطب الأسرة وغير ذلك من التخصصات الطبية.

وتعتبر مدينة الحسين الطبية من أهم المراكز الطبية في المنطقة والعالم، وتحتضن عدداً من كبار الأطباء والجراحين المرموقين على المستوى الدولي. و من أهم المستشفيات الحكومية والجامعية:

مدينة الحسين الطبية

مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب

مركز فرح للتأهيل الملكي الأردني

مستشفى الجامعة الأردنية

مركز الحسين للسرطان

مستشفى البشير

مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي.

العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً