العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ

هل تحل حجوزات الإنترنت محل المكاتب السياحية؟

أصبح الإنترنت الوسيلة الأسهل والأسرع والأكثر تداولاً في يد الجميع لتحقيق الأغراض وإنجاز الأهداف، وكما شاع القول إن السفر حول العالم لا يكلفك سوى كبسة زر! فالشبكة العنكبوتية أصبحت مليئة بمواقع الإنترنت التي تتيح للمشترك حجز التذاكر واختيار الفنادق وغيرها من الخيارات. فما هوتأثير هذه المواقع على عمل المكاتب السياحية وكيف تواجه المكاتب هذا التحدي؟ وماذا يقول الزبائن عن حجوزات الإنترنت؟ وما هي السلبيات والإيجابيات لكل منهما؟

«الوسط» التقت مع عدد من موظفي ومسئولي مكاتب السفر والسياحة، وبينوا أنه على رغم تفعيل خدمة حجوزات الإنترنت في شركات الطيران وتهافت الزبائن للاطلاع على الأسعار المتغيّرة يومياً، والتعرّف على عروض الفنادق في المواقع إلا أن مكاتب السفريات في سوق مملكة البحرين ترى أنها مازالت تتمتع بمكانتها لدى الزبائن لتقديمها أسعاراً تنافسية وإحاطتها بالعمل بخبرة شاملة.

ومواكبة للتطور فقد بات لمعظم مكاتب السفر والسياحة موقع يتضمن العروض والمعلومات الخاصة بالخدمات المتوافرة فأصبح الإنترنت داعماً إيجابياً لعمل المكاتب بدلاً من مؤثر سلبي.

في هذا الصدد، يقول عبدالله إسماعيل من سفريات دبي أن خدمات المكتب السياحي توفر للزبون خيارات أوسع بالنسبة للأسعار في حين أن المواقع تعرض السعر المرتفع فقط، ومن جهة أخرى، فالمكتب يوفر حجز الفندق بمستوياته المختلفة بأسعار أقل نظراً لكثرة التعامل في السوق على عكس الحجز الفردي عن طريق الإنترنت، ويضيف: «الزبون يفضل أن يرى شيئاً ملموساً فهو أكثر ضماناً وثقة فهو لا يريد أن يدفع لشيء وهمي كما إننا نوفر له الضمان لحل أي مشكلة تواجهه خلال رحلته ونحمي حقه من أن يضيع».

ويؤكد على ذلك السيدماجد من سفريات النصر حيث يعتبر أن حجوزات الإنترنت رغم سهولتها المبدئية إلا أنها تصعب الرحلة لاحقاً، أما خدمات المكاتب السياحية فهي شاملة ويستطيع الزبون رؤية جميع البيانات الخاصة بالأسعار بشكل دقيق وأن المكتب السياحي الحقيقي هو الذي يعمل كمستشار سياحي بدلاً من آلة طابعة فيزود الزبون بمعلومات مختلفة عن الرحلة والوجهة السياحية وأهم الأماكن وغيرها من التوصيات والنصائح التي تريح وتزيد من حماسة العميل».

وتشير موظفة في سفريات الحدود إلى أن أسعار الإنترنت تبدو تنافسية لذلك تجذب الناس المتابعين لتبدل الأسعار اليومي فقد يحصل على سعر كما يُسمى «لقطة» أو فرصة لا تفوت لكن انتشار بعض المواقع الوهمية وظهور بعض المشكلات في الحجز تجعل المكتب يحتفظ بمكانته فهو يعمل كمظلة لحماية حق الزبون ومنبع للثقة من حيث إحاطته بجميع المعلومات بشأن الوجهة وتجعله يشرف على تفاصيل رحلته وحجوزاته سواء التذكرة أو الإقامة، من جهة الإقامة فنحن نوفر أكثر الأماكن ثقة من حيث خبرتنا وتجربتنا في الرحلات على عكس الإنترنت الذي يوفر مادة إعلانية مصورة من غير تجارب شخصية وإضافة لذلك مميزات التعامل مع المكتب توفر للزبون خطة للرحلة ومواصلات وأرقاماً مهمة يحتاجها في الرحلة والأهم من ذلك ملجأ مضمون لحل مشاكله مع الطيران.

وتضيف: «خلال عملي سمعت عن الكثيرين ممن قاموا بالحجز عن طريق الإنترنت لكنهم فوجئوا عند وصولهم للفندق بأنه ليس هناك أي حجز رغم أن الحجز مدفوع وآخرين اشتكوا إلغاء الرحلة وتعذر استرداد سعر التذكرة أو تكبد عناء الوقت والجهد لحين استردادها».

من جهته، لا يتوقع علي منصور الجمري صاحب مكتب السلام أن يؤثر الإنترنت على عمل المكاتب فالإنترنت له خصوصيته ولا يفضل جميع الناس استخدام التقنية وخصوصاً كبار السن أو الأشخاص عديمي الخبرة في السفر.

فالمكاتب تساعدهم على اختيار الوجهة والتعرف على الأماكن المقصودة وطبيعة البلد وتشرح جميع التفاصيل الخاصة بالرحلة بالإضافة لتقديم العروض الخاصة بالمناسبات المختلفة وبأسعار تناسب الجميع حسب مستوياتهم، كما أن المكتب يوفر للزبون المواصلات والطيران الداخلي».

ويعلق الجمري بقوله: «في هذا السوق كل واحد وشطارته فموظف الحجوزات يجب أن يطور نفسه ليغني الزبون عن اللجوء للإنترنت من حيث إحاطته بكل التفاصيل وخبرته الواسعة في مجال السفر وألا يكون مجرد أداة حجز يمكن الاستغناء عنها بل وسيلة متكاملة ضامنة لرفاهية الزبون».

أما سفريات كانو فيعتقد الموظف العامل هناك، أن الإنترنت مؤثر بشكل كبير خصوصاً للأشخاص الذين لديهم خبرة وباع طويل في السفر فهو لا يحتاج كثيراً للمكتب ويستطيع تدبر أموره من خلال الحجز الشخصي، أما عملنا كمكتب فهو للراغبين بتكفلنا بتفاصيل الرحلة من مواصلات وسكن وتذاكر واختيار الأماكن والأوقات أضف لذلك تزويدهم بمعلومات عن طبيعة البلد وناسه وغيرها من الأمور والخدمات. ويقول محمد أمين من سفريات لبيك أن تطوير المكاتب لخدماتها ومواكبتها لتطور قطاع السفر والسياحة تضمن جذب الزبائن، والإنترنت داعم ومساعد لنا أيضاً وليس مثبط لأعمالنا بالعكس نحن نعمل من خلاله ولكن بصورة حرفية أكثر من المستخدم العادي فالمستخدم العادي يضطر لدخول عدد كبير من المواقع لشركات الطيران للمقارنة والحصول على عروض معينة أو الاكتفاء باختيار شركة واحدة بدون سعر تنافسي في حين نقدم له الأفضل والسعر الأنسب من محل خبرتنا وتوافر المعلومات لدينا. وعن السعر يقول: «السعر ضمن الـ «باكج» يعتبر أقل خصوصاً مع توافر العروض الجذابة وهذا ما ينقص الحجز الإلكتروني، ولا ننسى أن حجزنا يختصر على الزبون الوقت والجهد ويضمن له متابعة مشاكله مع الطيران خلال رحلته لضمان سلامته وراحته».

العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً