العدد 4309 - الثلثاء 24 يونيو 2014م الموافق 26 شعبان 1435هـ

السيد بسيوني... عجزوا أن يردوا عليك!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في العاشر من يونيو/ حزيران 2014، خرج وفد الحكومة الرسمي في مجلس حقوق الإنسان ببيان رداً على بيان (46 دولة + الأرجنتين التي انضمت إليها لاحقاً) انتقدت فيه بشدة أوضاع حقوق الإنسان في البحرين. وتركز رد الحكومة كما هو معتاد في جميع ردودها على مختلف المنظمات الدولية والمؤسسات الغربية، بأن ما تورده تلك الدول والمنظمات «ادعاءات مجحفة ومغلوطة»، ودون الأخذ في الاعتبار ما أحرزته الحكومة من تقدم ملحوظ وثقته الجهات الرسمية في عدد من التقارير الصادرة منذ مطلع العام، كتقرير وحدة متابعة تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، الصادر في فبراير/ شباط 2014.

وكما هو معتاد ومتكرر، فإن الرد شمل ذات العبارات «المسلوقة»، ومن أهمها أن الحكومة تحث «الدول على التحري من صحة معلوماتها حول الوضع في البحرين قبل الشروع في إصدار بيانات مبنية على ادعاءات غير موضوعية وغير دقيقة».

بعد خمسة أيام (15 يونيو 2014) من بيان الحكومة السابق فاجأ موقع أميركي إلكتروني الشعب البحريني بمقابلة صريحة وجريئة مع رئيس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق محمود شريف بسيوني.

السيد بسيوني الذي لا يمكن لأحد أن يتهمه بالحديث عن وضع البحرين عبر ادعاءات مغلوطة وغير حقيقية، أكّد أن «إجراءات حكومة البحرين على صعيد توصيات تقصي الحقائق، مُجزَّأة وتفتقر إلى الأثر التراكمي لتنفيذها».

حديث بسيوني ينسف كل ادعاءات السلطة التي أوردتها في تقريرها الصادر في فبراير 2014، من تنفيذ توصياته، وما يروّج له مسئولون من أن مؤسساتهم تجاوزت في تنفيذها للتوصيات ما هو مطلوب منها!

السيد بسيوني، الذي تحدثت الحكومة عن تنفيذها لتوصياته، وإنجازها متطلباته، أعلن وبكل صراحة، أن البحرين بحاجة حالياً وليس سابقاً أن تعترف بحقوق السكان الشيعة فيها.

السيد بسيوني وعلى هامش انعقاد أعمال منتدى أميركا والعالم الإسلامي في معهد بروكينغز بالعاصمة القطرية (الدوحة)، أكّد أن الحكومة سعت دائماً إلى تنفيذ التوصيات، كما أكد ضرورة الاعتراف بالإجراءات التي قامت بها الحكومة البحرينية على صعيد التوصيات، إلا أنه اعتبر أن هذه الخطوات تتم بصورة مجزأة وتفتقد الأثر التراكمي في التنفيذ.

السيد بسيوني تحدّث عن وجود نحو 300 حالة تعذيب، تعامل معها - آنذاك وقت وجوده فقط وليس ما بعد تقريره - مع ما لا يقل عن خمس حالات وفاة معروفة تحت وطأة التعذيب، تم توثيقها بشكل كامل، مؤكداً أنها حالات لم يتم التحقيق فيها على نحو كافٍ، كما لم تصدر أحكام كافية بحق مرتكبيها. إذ تمت محاكمة اثنين وأدين آخر بأحكام ضئيلة جدّاً جدّاً ومتواضعة جدّاً، وهذا يعني عدم تنفيذ توصيات يمكن أن تترك أثراً كبيراً لدى الأشخاص!

السيد بسيوني قال إنه «فيما يتعلق بالنيابة العامة، أنه لا يتم التحقيق بما يكفي، إضافة إلى عدم وجود الموارد اللازمة للقيام بالتحقيق. وعلى صعيد المصداقية، فلا أعتقد أن النيابة العامة تملك مصداقية جيدة من قبل ضحايا الجرائم، وفي كثير من الأحيان تصدر النيابة التقارير التي تدعي عدم تعاون الضحايا معها، لكن قد يكون ذلك لأن الضحايا لا يشعرون أنها تنوي حقّاً القيام بالتحقيق، ويتساءلون مع أنفسهم: إذا كان لا يبدو أن النيابة ستقوم بعملها، فلماذا نلجأ إليها؟ كما أن سجلها لا يشير إلى أنها تقوم بدورها، وفيما إذا كان يجب التحقيق مع «الدجاجة» أو «البيضة»!.

رئيس لجنة تقصي الحقائق في البحرين السيد بسيوني أكد أن «النيابة العامة تفتقر إلى محققين مستقلين». وقد تحدّث بصراحة شديدة عن حقوق مواطنين في البحرين، في مقدمتها، «التوزيع العادل للدوائر الانتخابية، والاعتراف بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين الشيعة»، على حد قوله وليس قولي. كما أكد على «القضايا الاجتماعية والاقتصادية الأساسية جدّاً جدّاً والمتعلقة بالمواطنين الشيعة، والتي تحتاج إلى معالجة، ولم تتم معالجتها».

حديث السيد بسيوني كان مطولاً، ومربوطاً بمشاهد عالمية، فتارةً يربط ما يحدث في البحرين ويقارنه بـ«الفصل العنصري» في خمسينات القرن الماضي، وآخر يتحدث عن انفجار المناطق المحرومة في البحرين على أنها «ظاهرة اجتماعية طبيعية جدّاً جدّاً» تحدث في كل مكان في العالم.

مر على حديث السيد بسيوني 10 أيام، وطوال تلك الأيام توقعت أن يكون هناك رد من أي طرف من الأطراف الرسمية، تعقيباً، توضيحاً، ولم يصدر ذلك أبداً.

لا يمكن اعتبار ذلك تجاهلاً من قبل السلطة، بل هو عدم قدرة ومجاراة على الرد، خصوصاً أن السيد بسيوني، هو الشخص الأكثر قدرة على تقييم مدى التزام السلطات البحرينية على تنفيذ توصيات لجنته، وهل هذا التنفيذ ذو أثر حقيقي قادر على تجاوز مرحلة تاريخية مهمة شهدتها البحرين.

ما قاله السيد بسيوني، واضحٌ بشأن عدم تنفيذ توصياته بشكل يترك «أثراً»، وعدم رد السلطة عليه كان هو الآخر أكثر وضوحاً، فكيف وبماذا سيردون على صاحب الشأن ذاته!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4309 - الثلثاء 24 يونيو 2014م الموافق 26 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 9:14 ص

      النفط هو المعيار

      النفط وامول النفط ومصادر الطاقة هي المعيار الجقيقي لا حقوق انسان والطائفية والعنصرية من يختلف معهم يتكلمون عن حقوق الإنسان

    • زائر 19 | 8:33 ص

      انت مصدق يقدرون يردون

      يردون على من والله من، ترى العالم كله متفق عليه، وهناك نؤامرة كبرى ما سمعتون عنها

    • زائر 18 | 8:31 ص

      غريب امركم

      بسيوني ثقة عندكم!!!!

    • زائر 17 | 6:52 ص

      بسيوني وراهم وراهم

      جابوه وتورطوا فيه... بسيوني بيغربلهم

    • زائر 16 | 6:51 ص

      كل الشكر لكم

      شكراً على هذا المقال الرائع

    • زائر 13 | 4:23 ص

      ترى حتى تجمع الوحدة ما استنكر

      ليش يا ترى تجمع الوحدة والمحمود ما استنكروا حديث بسيوني... واتهموه بالطائفية والخيانة

    • زائر 12 | 4:23 ص

      الحين بيطلع بسيوني طائفي

      بسيوني بيطلع طائفي لانه يتكلم عن مظلومية الشيعية، وبيطلع ايضاً صفوي

    • زائر 11 | 3:18 ص

      لن يردو أبداً

      لن يرون أبداً، خلهم يريدون عليك اولاص علشان يرون على بسيوني

    • زائر 10 | 2:26 ص

      زائر رقم 4 الكلام مردود عليك ولولا المال الخليجي لنقل الملف الى مجلس الامن

      قضية شعب البحرين وما اوقفها عن الوصول الى مجلس الامن هو المال الخليجي فاسكت احسن لك فاحيانا السكوت افضل لان كشف الحقائق مؤلم

    • زائر 9 | 2:04 ص

      رحم الله بسيوني وتقريره قد كان وما كان انتهى

      تقرير بسيوني من الماضي ولن يرجعوا له فهم الآن يمارسون الآن ما سجّل في التقرير اضعاف واضعاف

    • زائر 8 | 1:49 ص

      صباح كله خير يا ولد الفردان

      الحقيقة ان الحكومة تبحث عن " تنفلنزي محنك" لكي يصيغ لها رد محنك يلف ويدور به على الجمهور ويرجعنا الى المربع الأول.
      شكراً للكاتب الكبير
      وشكراً للوسط

    • زائر 7 | 1:46 ص

      هم ليسوا في وارد الاكتراث بالرد بقدر ماهم مهتمين بممارسة الفصل العنصري اكثر

      لم ولن يهتمّوا لكلام بسيوني بعد اخذوا فائدته وهي انقادهم من نقل الملف لمجلس الامن.
      الآن كلام بسيوني لا يودي ولا يجيب والجماعة اعترفوا في وضح النهار بأنهم يمارسون التمييز ضد طائفة اسموها بالخارجة عن الاجماع. واي اجماع

    • زائر 5 | 12:54 ص

      ولو اتى الرد؟

      حتى لو اتى الرد من الجهاتىالرسميه ماذا سوف يكون ردهم ؟ وهل سوف يتغير شي على ارض الواقع

    • زائر 3 | 11:46 م

      لا حقوق ولا بطيخ والمال(الدولار) سيد الموقف

      ابسط رد يأتي من الحكومة هو ان الحكومة غير ملزمة بالرد او تنفيذ توصيات بسيوني ,,, والملامه ليست على بسيوني وفريقة انما الملامة على نافي بيلاي وفريقها الذي من المفروض ان يأخذ الملف الى اروقة الامم المتحدة ويقول كلمته , لكن اصبح من المؤكد ان منظمات حقوق الانسان تشترى بالمال ولا حقوق للانسان

    • زائر 4 زائر 3 | 12:32 ص

      الدليل على ان منظمات حقوق الانسان تشترى بالمال ولا حقوق للانسان،

      زائر 3 الدليل على قولك ... لكن اصبح من المؤكد ان منظمات حقوق الانسان تشترى بالمال ولا حقوق للانسان،
      هو تغضي عن مايحصل في سوريا والعراق و وافريقيا والفلبين من مجازر واباده للمسلمين،
      وتفرغها فقط للبحرين

    • زائر 15 زائر 3 | 6:25 ص

      الى زائر 4

      في مثل يقول حجة الرقاصة الصبية عوجة اخوي المقال يتكلم عن مكان واحد يجب التركيز عليه في تعليقك و بالرجوع للمثل الرقاصة لازم اتركز على روحها و لا ادخل الصبية

    • زائر 2 | 11:40 م

      التحقيق مع «البيضة» لأنها لا تنطق!! أما «الدجاجة» فتصرخ من ألم التعذيب!!.

      لا يبدو أن النيابة ستقوم بعملها، فلماذا نلجأ إليها؟ كما أن سجلها لا يشير إلى أنها تقوم بدورها، وفيما إذا كان يجب التحقيق مع «الدجاجة» أو «البيضة»!.

    • زائر 1 | 10:52 م

      ماعتقد

      الغريب العجيب كل دول العالم خطأ ولا تأخذ معلوماتها من مصادرها حسب قولهم !؟ ذبحتونا بالمغلوطه والمسيسه والله هالمصطلحات ماعندكم غيرها كوبي بيست أريح لكم

اقرأ ايضاً