العدد 4327 - السبت 12 يوليو 2014م الموافق 14 رمضان 1435هـ

هاريس: الحقيقة تُشوَّه بشأن أجور المؤلفين

في بريطانيا لا يتجاوز 11 ألف جنيه سنوياً

جوان هاريس
جوان هاريس

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

ثمة صورة نمطية عن الكتّاب في الغرب، بأنهم يتقاضون عوائد خرافية على كتبهم وإصداراتهم. وضع المؤلفين في سلة واحدة يعد ضرباً من الوهم والتمنّي، والمقارنة المنفصلة عن الواقع، وخصوصاً إذا جاءت المقارنات من دول يكاد كتّابها يموتون جوعاً، وفي أحسن الأحوال يظلون محاصرين بجبال من الديون والهموم في الوقت نفسه! ليس كل الكتّاب هناك تهطل عليهم الثروة مثل المطر. علينا أن نعرف أن بعض الكتّاب المتفرغين في بريطانيا لا يتجاوز ما يتلقونه عمَّا يكتبون 11 ألف جنيه إسترليني، بعد أن كان 15 ألفاً في العام 2005.

الصحافية في "الإندبندنت" البريطانية، جيس دنهام، كتبت تقريراً ومتابعة لهذا الملف يوم الخميس (10 يوليو/تموز 2014)، هنا نصه وإضافة تفاصيل حوله من مصادر شتى:

قالت مؤلفة "شوكولا"، جوان هاريس (50 عاماً) إن القصة القصيرة لجيه كيه رولينج التي عادت بهاري بوتر ونشرتها الكاتبة على الانترنت، وفيها لمٌّ لشمل طلبة مدرسة السحر، قد منحت الكتّاب الطموحين توقعات غير واقعية بأنها "ستمطر بالمال".

وكانت هاريس، صاحبة كتاب حظي بشعبية كبيرة وقُدِّم في فيلم من بطولة جوني ديب وجولييت بينوش (شوكولا)، تتحدث في حفل بالبرلمان حول الكيفية التي يمكن بها أن يُدفَع للكتّاب بما فيه الكفاية ليبقى الأدب البريطاني على قيد الحياة.

لكنها أصرّت على أن مؤلفة هاري بوتر لها وضع مختلف وشاذ، بالمقارنة مع اضطرار معظم الروائيين للتعامل مع التحديات المالية التي تبرز كما هي الحال مع أي وظيفة.

وقالت هاريس: "الحال ليس كما هو الفوز باليانصيب. الكتابة وظيفة حقيقية، مثل تلك التي يمارسها أناس حقيقيون، ولديهم المشكلات الحقيقية نفسها كأي شعب آخر حقيقي".

وفقاً للتقرير الأخير لجمعية ترخيص المؤلفين البريطانية، يكسب المؤلف في بريطانيا، 11 ألف جنيه إسترليني فقط في المتوسط سنوياً، بانخفاض من 15 ألفاً في العام 2005، وأقل من الحدّ الأدنى للأجور.

وأظهرت الدراسة التي أعدّتها جامعة كوين ماري في لندن، وشارك فيها 2454 كاتبًا، أن نسبة الذين يعملون بالكتابة فقط قد انخفضت إلى 11.5 في المئة، بعد أن وصلت إلى 40 في المئة العام 2005.

وكان دخْل الكاتب المتفرغ العام 2005 هو 12330 جنيهًا إسترلينيًا، وذلك طبقًا لدراسة أشرف عليها اتحاد الكتاب ونشرت العام 2007.

وقال رئيس الاتحاد، أون أتكنسون، إن "هذا الانخفاض في دخل الكتّاب المتفرغين وفي عددهم يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على النجاح الاقتصادي للصناعات الإبداعية في بريطانيا".

من ناحيتها، تكمل هاريس "أمر جيد أن ندرك أخيرًا مدى ضآلة دخل الكتَّاب"، موضحة "لا يمكن لكل كاتب أن يحقق دخلاً عاليًا وأن يكون مشهورًا، ولكن كل المبدعين لابد أن يدفع لهم مقابل ما يقومون به".

وبيَّنت هاريس، أن العديد من القرّاء يقومون بتحميل الإصدارات الأدبية مجانًا، معتبرين أن الروائيين لا يحتاجون إلى المال.

وقالت: "هذا الغموض الكبير والأسرار المتعلقة بالطريقة التي يفكّر بها الناس بما نكسبه ككتّاب، نحتاج في ظل ذلك الاعتقاد إلى أن نثقب كل تلك البالونات، وأن نجعل الناس فقط يدركون واقع الحال أننا لسنا كذلك".

وتشير البحوث إلى أن واحداً فقط من كل عشرة كتّاب يكسب ما يكفي للعيش من عوائد كتبه. وكثير من الروائيين يكتبون بنظام جزئي أو بالقطعة ولكن رسالة هاريس كانت واضحة: "لا تتخلَ عن عمل اليوم".

الشاعر ويندي كوب توافق مع هاريس، مبيِّناً أن الأطفال يجب أن يتعلّموا أن تحميل ملكية فكرية من دون دفع قيمتها هو أقرب إلى "سرقة الحلوى".

يذكر، أن رولينج، نشرت قصتها الأخيرة على موقع بوترمور (here) الذي تم إنشاؤه للتفاعل مع قرّاء هاري بوتر في العام 2011. كما نُشرتْ كمقال في صحيفة "ديلي بروفيت" الخيالية تحت عنوان "جيش دبملدور يتحد ثانية في نهائي كأس كويدتش".

وتقع القصة في 1500 كلمة وتشارك في أحداثها شخصيتان رئيسيتان في سلسلة هاري بوتر هما هيرميوني جرانجر ورون ويسلي وهما زوجان الآن.

وأصبحت سلسلة روايات هاري بوتر المؤلفة من سبعة أجزاء، والتي صدر الجزء الأول منها في العام 1997 أكثر سلاسل الكتب مبيعاً في العالم على الاطلاق وتحولت إلى أفلام، محققة ما مجموعه 6 مليارات و376 مليون دولار في أجزائه السبعة، وكل جزء حقق إيرادات تقترب من المليار دولار. وبذلك الإنجاز غير المسبوق في تاريخ السينما العالمية من حيث حجم الإيرادات، وصلت ثروة رولينج إلى أكثر 570 مليون جنيه إسترليني وفقاً لقائمة "صنداي تايمز" للأثرياء.

يشار إلى أن جوان هاريس، كاتبة بريطانية شهيرة. ولدت في 3 يوليو/تموز 1964، بارنسلي، يوركشاير. كانت لغتها الأولى الفرنسية التي استقتها من والديها الأكاديميين اللذين كانا يدرّسان اللغات الحديثة والأدب.

و "شوكولا"، هي رواية هاريس الأولى، وتدور أحداثها في قرية فرنسية خيالية تحكمها عادات وتقاليد صعبة نوعاً ما وتحاول أم وابنتها اللتان انتقلتا للعيش في هذه القرية في فترة الصيام أن يندمجا مع سكّان القرية، وتحاول الأم تغيير حياة سكّان القرية مستغلة محل الشوكولا التي أنشأته. الرواية لاقت نجاحاً كبيراً؛ ما كان له الأثر الكبير في تحويل قصته إلى عمل سينمائي لاقى نجاحاً مماثلاً. ونشرت الطبعة الأولى من الرواية في 4 مارس/آذار 1999.

يشار إلى أن فيلم "شكولا" أخرجه، لاس هالستروم، ومن إنتاج، هارفي وينستين، وأدّى البطولة فيه جوني ديب، جولييت بينوش، جودي دينش، ألفريد مولينا، لينا أولن. موسيقى الفيلم من وضْع، راشيل بورتمان، وصدر في 15 ديسمبر/كانون الأول 2000، ومدة العرض 121 دقيقة، وبلغت كلفة موازنته، 25 مليون دولار، فيما حقق إيرادات وصلت إلى 152 مليوناً و699 ألف دولار.

ملصق فيلم شوكولا
ملصق فيلم شوكولا




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً