كنا هناك..على تلك المقاعد التي كان يجلس معنا ارواحاً فارقتنا وعشنا بعدها بغربة، هناك حيثُ ابدع كل من شارك في المهرجان من اروع الكلمات التي لامست مشاعرنا، وجددت جروحاً كنا نحاول الغياب عنها قليلاً، وكان لهم بصماتٌ في الصميم بتجسيد معاناتنا ومواجعنا وارواحنا المرهونة بتخبط قرارات وبروتوكولات.

كلماتٌ بذرت منك ياسعادة الوزير ..ليت تلك الحروف لا تكون حبرٌ على الورق فحسب، بل يتم تطبيق كل كلمة لهج بها لسانك، لم نطلب امراً لا يستطيع احداً تقديمه لنا، بل مطلبنا ان ترحمونا فكم نحن نعاني، وونين خلجات قلوبنا اصبحت مسموعه، نعم نحن من قلت عنا بأننا نمتلك مواهب وقدرات ومن خلال المهرجان سيرى الجميع من هم مرضى السكلر، وبماذا يتميزون عن الاصحاء!
يكفينا فخراً بأن الله ميزنا بنعمته علينا بالإبتلاء، لتكن انسانيتنا حاضرة دوماً وتشعر بغيرها، ويبقى ضميرنا واعٍ لا يخلدُ لنوماً في سبات عميق، ونملك املً ينبض بتلك الاوردة التي تجري بها دمائنا المنجلية، وما الآلآم إلا امتحانٌ لصبرنا على كل شيء، نملك قدراتٌ تفوق قدرات الاصحاء، دوماً رحمة الله لا تنقطع بمن تمسك ورضى بما كتبه الله له فهو الذي يكسر ويجبر، يأخذ شيئاً ويعطي مقابله شيئاً آخر يعوض عن ماتم اخذه.
ونحن نعمة وخير وبركة على من يمتلكوننا، ولعلنا باب من ابواب الجنة لكل من يهتم بالعليل، ولسنا نقمة ليرفضنا الجميع ، ويذلنا ويُهيننا بعضً من الطاقم الطبي والتمريضي وبعض فئات المجتمع وبعض اهالي المنجليين، همستنا الخامسة اظهرت للكل ابداع مانحن فيه، ومعرفة كيفية ايصال مانريده بسهولة.واختم كلماتي بهذا الامر، اننا لا ننتظر من احداً شيئ، ولا نستعطف مشاعر أحد لأننا بكل بساطه لانقبل بشفقة أحد بل نحن من نشفق على من لايرحمنا ويستهزء بنا، وبمن عظمنا لهم الاجر بموت ضميرهم وانسانيتهم، ولا نجبر احد بقبولنا، بل كل مانقوم به ماهو الا رسالة للجميع، بأننا اصحاب حق وقضية ارواح تزهق، واجساد تتعذب، ورهننا بما ليس مدروس فقط لا غير، واخيراً كل الشكر لجميع من تعبوا لأجل انجاح المهرجان والشكر لكل كادر طبي وتمريضي ووزراء وضيوف على حضورهم ليروا همسنا بما حمل، فحضوركم يعني لنا الكثير، والشكر والتقدير والاحترام لجميع من تعب على تقديم افضل مالديه ونترقب المزيد من الابداع، والحمدلله على هذا الابتلاء الذي جعلني اتعرف على اعظم عائلة منجلية وانضم اليها، وجمعنا الله معاً دوماً بالخير وصحه وعافيه ولاحرمناكم.

المنجلية
رباب الأسود