العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ

الجيش الإسرائيلي ورحلة البحث عن أنفاق غزة

يشبه كولونيل إسرائيلي البحث عن الأنفاق التي حفرها النشطاء الفلسطينيون لتصل بين قطاع غزة والجانب الإسرائيلي بعمليات التحقيق البوليسية.

وقال الكولونيل ماكس من مهندسي الجيش في غزة «إن العثور على هذه الأنفاق يشبه عمل المحقق البوليسي الذي يحاول حل لغز جريمة لها العديد من الأدلة. فهناك أجزاء عديدة للأحجية من بينها الاستخبارات والتكنولوجيا».

وقالت إسرائيل إن البحث عن الشبكة المعقدة من الأنفاق وتدميرها هو الهدف الرئيسي من الهجوم الذي بدأ في 8 يوليو/ تموز في غزة خاصة الجزء البري من ذلك الهجوم.

ولأول مرة يسمح الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الأجنبية الجمعة بدخول جزء من شبكة الأنفاق من بينها نفق يزيد طوله عن ثلاثة كيلومترات يمتد من مدينة خانيونس في قطاع غزة إلى منطقة قريبة من كيبوتس نير-إم الإسرائيلي.

وقال الكولونيل ماكس، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، إنه تم اكتشاف فتحة النفق في الأراضي الإسرائيلية قبل شهرين.

إلا أنه تم العثور على فتحة النفق في خانيونس هذا الأسبوع خلال العملية البرية التي شنتها إسرائيل في 17 يوليو/ تموز.

ويبلغ ارتفاع النفق 175 سنتمتراً وعرضه 70 سم، وتم تقوية جدرانه بلبنات أسمنية متراصة، بينما تم تصفيح سقفه بأقواس من الأسمنت المسلح.

وقال إن النفق «يكفي لمرور رجل بعدته المصفحة وهو واقف».

وأشار إلى أن حركة حماس التي تسيطر على غزة «كان يمكن أن ترسل عشرات وحتى مئات الإرهابيين من هذا النفق إلى الجانب الإسرائيلي قبل أن نكتشفه».

وأوضح أنه تم استخدام 26,000 مكوّن في بناء هذا النفق، مقدراً بأن كلفته وصلت إلى نحو مليون دولار.

وعلى أحد الجدران توجد أسلاك كهربائية، بينما تمتد على الأرض سكة حديد تشبه تلك التي توجد في المناجم.

وقال ماكس إن السكة استخدمت لنقل التراب الذي كان يتراكم أثناء عملية الحفر كما أنه كان يستخدم لنقل المعدات والأسلحة إلى داخل إسرائيل.

وفي جزء من النفق تم حفر فجوة ضيقة لتخزين المعدات والأسلحة.

ويعتزم الجيش الإسرائيلي تدمير النفق بشكل كامل خلال أيام باستخدام المتفجرات، إلا أن الكولونيل ماكس يؤكد أن هذه العملية محفوفة بالأخطار. وقال «إذا قمت بالحفر في أحد جدران النفق فيمكن أن ينهار».

وأضاف أنه «داخل النفق نفسه، يمكن أن تكون المتفجرات قد زرعت، ويمكن أن تكون المنطقة المحيطة بالمدخل مفخخة كذلك، كما يمكن أن يكون عدو داخل النفق ينتظرك».

وأوضح أن «أكبر الأخطار ليست في الأنفاق نفسها ولكن في المناطق المحيطة التي يتعين علينا فيها أن نعمل والتي يمكن أن توجد فيها ألغام أو أسلحة مضادة للطائرات أو قناصة أو مدفعية».

وحتى الآن عثر الجيش على 30 نفقاً وأكثر من 100 ممر يقود إلى تلك الأنفاق.

وقال ماكس إن الجيش يحاول تدمير الأنفاق التي يعثر عليها من الجانبين ليضمن عدم العودة إلى استخدامها في المستقبل».

وأضاف «نريد تدمير كل نفق من أوله إلى آخره حتى لا يتمكن الطرف الآخر من العودة واستخدامها في أي وقت».

وقال إن «التعامل مع كل نفق يستغرق منا يومين».

وأوضح أن الجنود يحتاجون إلى إسبوع آخر «إذا أردنا تدمير جميع الأنفاق ... أو على الأقل جميع الأنفاق التي نعلم بها».

العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً