السفير... لقب يحمله الشخص الذي يمثل بلاده في الخارج، ولكن هل السفير هو فقط ذلك الشخص الدبلوماسي؟!... من وجهة نظري المتواضعة لو سئلت هذا السؤال، فستكون إجابتي لا، إذ إننا جميعاً يجب أن نحمل هذا اللقب أين ما حللنا في خارج بلادنا سواء للدراسة أو السياحة وحتى للعلاج. فالأثر الإيجابي الذي تركته عند سفرك للخارج هو بمثابة عمل يقوم به السفير الدبلوماسي لدى أي دولة شقيقة أو صديقة.

مواطنون كثيرون هم الآن خارج البلاد في رحلات استجمام، وربما عاد بعضهم استعداداً لبداية الفصل الدراسي الجديد، أهم ما يفترض أن تحمله معك عند سفرك للخارج ليس جوازك وحقيبتك ومالك، بل ضع على رأس القائمة احترامك لوطنك، فأنت سفيره أين حللت، وأي فعل أو تصرف سيعكس صورة بلادك لدى من تحل ضيفاً عليهم في بلادهم.

سأضرب لكم مثالاً، فقد عدنا للتو من رحلة استجمام في إحدى الدول الآسيوية، وما يعرف عنا نحن كبحرينيين هناك بأننا شعب طيب وذو خلق كريم، ولكن يبدو من خلال زيارتنا لبعض المناطق هناك بأن هناك فئة قليلة قد عكست أفعالهم وأخلاقهم صفات مغايرة لما يتمتع به غالبية البحرينيين، حيث أبلغنا سكان تلك المنطقة عندما سألونا عن بلادنا، بأن مجموعة قد جاءت لنفس المنطقة ولكنهم كسكان لتلك المنطقة لم يكونوا مرتاحين منهم، فقد كانوا كثيري الصراخ والشجار، بالإضافة إلى أنهم كانوا ينثرون القاذورات في كل أرجاء المكان دون أن يكترثوا بالمكان، وكانوا يسيئون معاملة بعض القائمين على خدمتهم في الفنادق... وإلخ، من التصرفات الغير محببة لا في الدين الإسلامي ولا في أي ديانة أخرى.

سلوكيات هذه الفئة إنما عكست ثقافتهم وتربيتهم وهنا نحن لا نعمم، ولكن تلك الفئة القليلة عكست صورة غير مشرفة عن شعبنا لدى أولئك القوم، فالشخص في تصرفاته ومعاملاته إنما يعكس أخلاق الشعب بأكمله.

وعليه أنا أدعوكم أصدقائي وأدعو جميع من يفكر في السفر للخارج بأن يحمل معه قبل جواز سفره وحقيبته وماله، حبه واحترامه لوطنه، وأن يسعى ليمثله على أكمل وجه، فأنت سفيره وإن كنت لا تحمل اللقب رسمياً.

مناهل