العدد 4398 - الأحد 21 سبتمبر 2014م الموافق 27 ذي القعدة 1435هـ

«داعش» تضيّق الخناق على مدينة كردية سورية والسكان ينزحون لتركيا

واشنطن تتوقع ألا تكون وحيدة في شن غارات على سورية... ودمشق تحذر من استخدام المعارضة لـ «الكيماوي»

قوات الأمن تطلق مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين أكراد احتشدوا على الحدود مع سورية  - afp
قوات الأمن تطلق مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين أكراد احتشدوا على الحدود مع سورية - afp

دمشق، واشنطن - أ ف ب، د ب أ 

21 سبتمبر 2014

حاصر مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس الأحد (21 سبتمبر/ أيلول 2014) مدينة محورية كردية في سورية على الحدود مع تركيا بعد أن سيطروا على نحو ستين قرية في هجوم كاسح أدى إلى فرار عشرات آلاف الأكراد السوريين إلى تركيا.

ومع وصول نحو سبعين ألف كردي إلى تركيا منذ يوم الجمعة الماضي وفق ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، أدت مواجهات على الحدود أمس إلى إغلاق غالبية نقاط العبور فيما لايزال عشرات من اللاجئين ينتظرون العبور خلف السياج الشائك.

واستيلاء التنظيم المتطرف على عين العرب (كوباني بالكردية) وهي ثالث أكبر مدينة كردية في سورية، هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليه لأنه يتيح له السيطرة على قسم كبير من الحدود السورية التركية.

وبحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن فإن مدينة عين العرب «محاصرة بالكامل» من قبل التنظيم. وتحتدم المعارك بين المسلحين المتطرفين المزودين بأسلحة ثقيلة ودبابات من جهة ومقاتلين أكراد يدافعون عن المدينة بمساعدة أكراد قدموا من تركيا من جهة أخرى. وقال المرصد إن المواجهات أسفرت عن نحو 70 قتيلاً لدى الجانبين لافتاً إلى أن مصير نحو 800 من السكان «لايزال مجهولاً».

وإزاء اشتداد أعمال العنف والمخاوف من التعرض لفظاعات المسلحين المتطرفين، استمر فرار المدنيين الأكراد من المدينة وضواحيها إلى تركيا. وغداة نزوح الآلاف وبينهم العديد من النساء والأطفال والمسنين، اندلعت مواجهات قرب الحدود بين قوات الأمن التركية ومئات من الشبان الأكراد الذين كانوا يتظاهرون تأييداً للاجئين.

واستخدم عناصر الدرك والشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ثم أغلقوا غالبية نقاط العبور في المنطقة بينها نقطة كان يستخدمها المقاتلون الأكراد للانتقال إلى سورية.

وتوقعت مفوضية اللاجئين وصول «مئات الآلاف» إلى تركيا فيما حذرت المعارضة السورية من «تطهير عرقي». وقال الناشط السوري الكردي، مصطفى عبدي الذي يتحرك بين الحدود ومدينة عين العرب في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «شوارع كوباني شبه مقفرة وهناك شعور كبير بالخوف».

في الأثناء، توقعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سمانثا باور ألا تكون الولايات المتحدة وحيدة في شن غارات جوية ضد «داعش» في سورية، على رغم أنها قالت إنه لم يتم اتخاذ قرارات بهذا الشأن بعد.

وصرحت باور لشبكة «سي بي إس» أن «الرئيس (الأميركي باراك أوباما) قال إننا لن نسمح بأن يكون للتنظيم ملاذ آمن في سورية، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد بشأن كيفية القيام بذلك».

وبشأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن إيران سيكون لها دور في الحلف، قالت باور: «أعتقد أن الوزير قصد أن إيران أوضحت أنها تعتبر تنظيم الدولة الإسلامية عدواً وتهديداً لها».

من جهة ثانية، جدد وزير الخارجية الأميركي أمس تأكيد قلق الولايات المتحدة بشأن استخدام غاز الكلور ضد المدنيين في سورية، محذراً نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أنه سيحاسب على ذلك. وأشار كيري إلى تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية توصل «بدرجة عالية من الثقة» إلى أن الكلور استخدم بشكل منهجي ومتكرر كسلاح في شمال سورية.

في المقابل، نفى النظام في سورية استخدام أي سلاح كيماوي في عمليات قواته في مناطق البلاد، محذراً في الوقت ذاته من احتمال استخدام مقاتلي المعارضة لهذا السلاح ضد مدنيين ثم اتهامه هو بالمسئولية عن ذلك، وفقاً لوكالة «سانا» التابعة للنظام.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن «سورية أكدت مراراً وهي تؤكد مجدداً أنها لم ولن تستخدم السلاح الكيماوي تحت أي ظرف كان وفي الوقت ذاته تحذر من احتمال قيام الأطراف الإقليمية والدولية المتآمرة عليها بتزويد التنظيمات الإرهابية المسلحة بالأسلحة الكيماوية لاستخدامها ضد شعبنا بهدف اتهام الجيش العربي السوري بذلك كما حدث في العام الماضي في خان العسل بحلب وفي الغوطة في ريف دمشق».

العدد 4398 - الأحد 21 سبتمبر 2014م الموافق 27 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً