العدد 4401 - الأربعاء 24 سبتمبر 2014م الموافق 30 ذي القعدة 1435هـ

حقيبة طعامي دليل صحتي

قرأت ذات يوم في أحد المواقع الإلكترونية خبراً عنوانه: «وجبات غداء طلاب المدارس اليابانية تحتل المرتبة الأولى صحياً»!، حيث نشر الخبر مرفقاً بعدد من الصور والمعلومات عن وجبات الغداء لطلاب المدارس في 30 دولة مختلفة من ضمنها دول أوروبية وآسيوية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا. وقد احتلت اليابان المركز الأول في أكثر وجبات الغداء صحة ونظافة، حيث إنها الدولة الوحيدة التي ابتعدت عن الوجبات التي تحتوي على الدجاج المقلي والبطاطا المقلية. كما لوحظ استخدام أنواع متعددة من الخضروات الطازجة والفواكه في الوجبات المقدمة للطلاب وتقديم الحليب في جميع الوجبات بعيداً عن الصودا أو العصائر الغير طبيعية!

وتشتمل معظم وجبات مدارس اليابان على الرز الأبيض أو البني، الأندومي، السمك المشوي أو المسلوق، الشوربات، البيض المسلوق، السلطات وغيرها من المواد الغذائية الطازجة المفيدة والمليئة بالفيتامينات والبروتينات!.

وأنا أشاهد صور الوجبات المدرسية في تلك الدول، ظلت تعلو وجهي ابتسامة عريضة إذ قارنت ما رأيته يقدم من وجبات للطلاب في تلك الدول، وبين ما يقدم لنا نحن، خصوصاً طلبة المدارس الحكومية من وجبات في مقصف المدرسة أو ما يقدمه غالبية أولياء الأمور لأولادهم من وجبات، إذ لم أجد شيئاً مشتركاً بين الصورتين، وربما يكون المشترك علبة الحليب هذا إن التزم أولياء الأمور في وضعه في حقيبة أبنائهم.

مؤسف جداً أن لا يهتم الطالب ولا حتى ولي الأمر أو الجهات المعنية في وزارة التربية بصحة الطالب، فأنت إن تجولت في المدارس الحكومية، فإن أول ما يلفت انتباهك هو جلوس طلاب غالبية المدارس الحكومية في ساحات غير مظللة وسط أشعة الشمس، وإن حدث ووجدت في المدرسة مقصفاً فإنه لا يستوعب أعداد الطلاب، لذلك تجد غالبيتهم يفضل الجلوس في الخارج تحت المظلات أو في الساحات الغير مظللة.

أما إن فتحت حقيبته لتتعرف على وجبته في فترة الاستراحة (الفسحة)، فإنك ستجدها مملوءة بالحلويات والمياه الغازية والأطعمة المعلبة من مثل «الشبس»، وإن وجدت ولي أمر يدعي الاهتمام بصحة طفله فإنك ستجد وبكل تأكيد قطعاً من الدجاج المقلي مع البطاطس المقلية أو ستجد سندويشات بالهمبرغر، باختصار ستجدها مشبعة بالدهون. أما إن دخلت مقصف المدرسة فستجد الأطعمة هي ذاتها في كل يوم سندويشات (فلافل وجبن وبرجر)، بطاطس مقلية «شبس»، شوكولاته، مياه غازية، حليب أو عصير مشبعين بالسكريات.

فمتى سنهتم أنا وأنتم أصدقائي بصحتنا، فجميعنا يعلم بأن «العقل السليم في الجسم السليم»، فكيف تريد أن يبقى عقلك سليماً وأنت تأكل ما يضر بصحته؟!، لذا أصدقائي وكذلك أنتم يا أولياء الأمور احرصوا بأن تكون الصحة هي أساس الطعام الذي تأكلونه أو تقدمونه لأبنائكم. ولتحققوا ذلك ارفعوا شعار «حقيبة طعامي دليل صحتي».

مناهل

العدد 4401 - الأربعاء 24 سبتمبر 2014م الموافق 30 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً